رغم أن الرئيس الأول للولايات المتحدة الأميركية، جورج واشنطن، كان وراء بناء البيت الأبيض، إلّا أن الرئيس الثاني جورج أدامز، كان أول رئيس يسكن المقر الرسمي والمركزي لأعلى سلطة تنفيذية في أميركا.
ويُعد جورج واشنطن الرئيس الأميركي الوحيد الذي لم يعش في البيت الأبيض، وفقاً لموقع البيت الأبيض الرسمي.
وكان جورج واشنطن وراء اختيار مقر بناء القصر وهو من اختار تصميمه الهندسي، وأشرف على إنجازه المهندس الإيرلندي جيمس هوبان.
وبدأت أشغال بناء القصر الرئاسي في 13 أكتوبر 1792، غير أن ولاية جورج واشنطن انتهت في 1797 ثم توفي في 14 ديسمبر 1799، قبل أن تنتهي أشغال البناء وينتقل مقر الرئيس من فيلادلفيا إلى واشنطن عام 1800.
أول رئيس في البيت الأبيض
وفي أول نوفمبر 1800، أصبح جون أدامز، الرئيس الثاني للولايات المتحدة، أول من ينتقل للعيش في البيت الأبيض رسمياً، بناءً على قانون أقرّه جورج واشنطن خلال ولايته ينص على أن الرئيس يعيش في القصر الرئاسي في واشنطن.
وبعد أسبوعين من انتقال أدامز للبيت الأبيض، رافقته زوجته أبيغيل في سكن القصر الجديد.
ووفقاً لموقع ناشيونال جيوغرافيكس، فإن أبيغيل لم تحب البيت الأبيض كثيراً، واشتكت في رسالة رسمية بنفس الشهر الذي انتقلت فيه إلى البيت الأبيض وتحديداً في 21 نوفمبر 1800، من الغرف الباردة في القصر، وعجز مواقد النار عن توفير التدفئة الكافية.
ولم تعش أسرة أدامز لوقت طويل في البيت الأبيض، بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 1801 أمام توماس جفرسون، الذي أصبح الرئيس الثالث للولايات المتحدة.
وفي 4 مارس 1801، غادر جون أدامز البيت الأبيض فجراً، ولم يحضر حفل تسليم السلطة للرئيس الجديد، بينما غادرت زوجته أبيغيل قبل ذلك بأسابيع وعادت إلى منزلها في مدينة كوينسي، بولاية ماساتشوستس.
إنجازات جون أدامز
جون أدامز، الذي كان أحد زعماء الثورة الأميركية، نجح خلال ولايته الرئاسية في حفظ دولته الجديدة آنذاك من دخول حرب خاسرة مع فرنسا.
ومنذ توليه الرئاسة عام 1787، انشغل بترقب نهاية الحرب الفرنسية البريطانية المشتعلة بالقرب من الشواطئ الأميركية والتي كلّفت الولايات المتحدة خسائر فادحة، كما قاوم حركات الانشقاق الحزبية داخل الشعب الأميركي.
وتجنب أدامز إعلان الحرب على فرنسا، واتخذ سياسة التهديد بزيادة النفقات العسكرية، وتأسيس جيش إضافي مؤقت، بينما صادق الكونغرس على قانون يوجب مغادرة الأجانب والغرباء للبلاد.
وخلال انتخابات عام 1801، تعرض جون أدامز لهجوم من أتباع ألكسندر هاميلتون، شريكه في تأسيس حزب الفدراليين. وأمام انشقاق الحزب، ظهر حزب الجمهوريين بقيادة توماس جفرسون بشكل موحد ومؤثر، وفاز بالانتخابات.