"قاوِمْ".. مجموعة على "فيسبوك" لدعم ضحايا "الابتزاز الإلكتروني"

شعار صفحة "قاوِمْ" - facebook.com/qawem.community
شعار صفحة "قاوِمْ" - facebook.com/qawem.community
القاهرة-ميّ هشام

تُعد المنصة المصرية "قاوِمْ" لمكافحة الابتزاز الإلكتروني علامة مسجلة بين مجموعات "فيسبوك"، خصوصاً تلك التي تستقبل طلبات المساعدة، إذ تعد من أبرز ترشيحات المعلِّقين للتعامل بفاعلية وأمان مع حالات الابتزاز الإلكتروني، ودعم ضحاياه في إطار من السرية والخصوصية والقواعد الموضوعة بعناية.

"نحارب الابتزاز"، من خلال الكلمتين السابقتين، يوجز فريق "قاوِمْ" رؤيته عبر صفحة المجموعة على موقع فيسبوك، وبالتحديد الإبتزاز الإلكتروني الذي يستخدم فيه المعتدي مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لإخضاع الضحية وإجبارها على الامتثال لطلباته.

بدايات فردية

وبدأت مجموعة "قاوِمْ"، وفقاً لمؤسس المجموعة محمد اليماني، قبل عام تقريباً (وبالتحديد في يونيو 2020)، في تقديم خدمات دعم ضحايا الابتزاز الإلكتروني، وذلك عبر صفحة في موقع فيسبوك، ومن خلال مؤسسة مشهرة في وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تحمل الاسم ذاته.

غير أن المبادرة، وفقاً لمؤسس المجموعة، بدأت بشكل فردي عن طريق صفحة شخصية له كان يقدم عبرها الدعم القانوني لضحايا الابتزاز، حتى بدأت أسرة "قاوِمْ" في الاتساع بانضمام عدد من المتطوعين من جميع التخصصات وتأسيس الصفحة وإشهار المؤسسة، بهدف "إيصال إحساس الأمان لكافة الفتيات داخل وخارج مصر"، على حد تعبير اليماني.

حالة انتحار فتاة قاصر تعرّضت للابتزاز الإلكتروني ولم تتحمل ضغط المبتز كانت الدافع الأساسي لتدشين "قاوِمْ"، وفقاً لـ"اليماني" الذي يصف تأثره بتلك الحالة على وجه التحديد قائلاً: "كان لهذه الحالة أثر نفسي كبير، خصوصاً أن المبتز لا يزال حُراً، ومن ثم دشنت (قاوِمْ) لنكتشف حدوث مئات حالات الابتزاز يومياً".

دعم متنوّع

وتتباين أشكال الدعم التي تقدمها "قاوِمْ"، بدءًا من التوعية بالحقوق القانونية للضحية عبر الصفحة بلُغة مبسطة تصل للجميع، مروراً بتقديم النصح والإرشاد للضحية وتوجيهها إلى الخطوات القانونية، وتقديم الدعم القانوني إذا لزم الأمر، وصولاً إلى تمثيل الضحية والتفاوض مع المبتز بشكل مباشر.

ووفقاً لليماني، فإن مقوّمات الفريق تؤهله للتدخل بفاعلية في "الحالات الصعبة التي تترتب عليها كوارث أسرية"، مؤكداً أن موقف أسرة الضحية إذا كان إيجابياً وداعماً، فمن شأنه أن يسهم بنسبة كبيرة في تعزيز جهود الفريق والمساعدة على الحل.

ويشرح مؤسس الفريق خطوات التعامل مع أي حالة ابتزاز وردت إلى صندوق رسائل "قاوِمْ" قائلاً: "لدينا فريق من مديرات الدعم (المسؤولات) الإناث، وهن يتلقين تفاصيل حالة الابتزاز من الضحية، ويعملن على دعمها نفسياً أولاً، وجمع المعلومات والتفاصيل اللازمة منها، وهناك فريق من الشباب المتخصصين للتدخل من أجل الحلّ".

ويضيف خلال حديثه إلى "الشرق": "على الطاولة تكون كافة السيناريوهات مطروحة بما فيها السيناريو الأسوأ، ويتم التخطيط من البداية قبل الوصول إلى المبتز، في كل مرحلة من مراحل الحلّ، مع توقع أشكال التصعيد لدى الطرف الآخر والاستعداد للتعامل معها".

فريق ممتد

وبالتوازي مع نمو متابعي صفحة "قاوِمْ" إلى قرابة نصف المليون، توسَّع فريق الدعم من المتطوعين على مدار العام، ليشمل 200 متطوع حالياً، ينتمون إلى فئات عمرية متباينة وجنسيات عديدة، وأيضاً خلفيات دراسية مختلفة.

ووفقاً لـ"اليماني"، تختص المتطوعات بالتعامل المباشر مع الضحايا عبر رسائل الصفحة، أما المتطوعون فيوضح أن معلوماتهم عن هوية الضحية لا تتعدى الاسم الأول، فيما يؤكد أن الثبات الانفعالي والمرونة في التعامل مع المبتز في كل مرحلة من مراحل التفاوض مهارة يكتسبها المتطوّع بمرور الوقت، فضلاً عن فترة تدريب مبدئية بواسطة المسؤولين في الفريق.

ويطوّر المتطوعون بمرور الوقت والتعامل اليومي مع حالات الابتزاز الإلكتروني معرفة خاصة بسمات المبتز، من شأنها أن تجعل خطواته "متوقعة"، لعل أبرزها وفقاً لمؤسس المجموعة، إخفاء الشعور بالخوف خلف حالة مفتعلة من اللامبالاة تجاه الفضح، والاستمتاع بتخويف الضحية، والتغذي على خوفها.

ضمانات وتصعيد

عدم التفاوض مع مُجرم، قاعدة أساسية يتبعها فريق "قاوِمْ"، فإعطاء الفرصة للمبتز للتراجع لصالح الضحية لا يعني مجاراته أو القبول بأدنى قدر من الابتزاز، بحسب اليماني، الذي يعتبر أن تمادي المبتز "إشارة خضراء" للمضي قدماً في الخطوات القانونية.

عدم وقوع الضحية فريسة للابتزاز مرة أخرى بعد انسحاب الفريق أولوية من أولويات"قاوِمْ"، وقد يلجأ الفريق إلى الحصول على مقطع مصوّر من المبتز وهو يقوم بحذف المواد كافة التي اعتمد عليها في ابتزاز ضحيته، والتعهُد بتحمّل المسؤولية القانونية كاملة إذا عاد للابتزاز مرة أخرى.

وعلى الرغم من أن غالبية متلقي الدعم ضد الابتزاز الإلكتروني من الفتيات والسيدات، يؤكد اليماني أنه على مدار عمر الصفحة، تقاطع الفريق مع ضحايا كثيرين من الرجال، وتدخّلت " قاوِمْ" في حالاتهم بالخطوات ذاتها التي تتدخل بها في حال كانت الضحية سيدة.

ويتابع: "وقد نبَّهت الصفحة أيضاً إلى عصابات متخصصة تقوم بابتزاز الرجال بشكل إجرامي ممنهج عبر مجموعة من الحيل؛ منعاً لوقوع الابتزاز من الأساس".