الشباب الأميركيون يقضون 21% من وقت قيادة السيارات في النظر لهواتفهم

سيارات على الطريق خلال ساعة الذروة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا. 24 أغسطس 2022 - Reuters
سيارات على الطريق خلال ساعة الذروة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا. 24 أغسطس 2022 - Reuters
دبي-الشرق

أظهرت دراسة استقصائية، شملت أكثر من 1000 سائق أميركي مراهق، قضائهم نحو 21% من الوقت خلال القيادة في النظر إلى هواتفهم. وذلك على الرغم من أن غالبية الولايات الأميركية تحظر جميع أشكال استخدام الهواتف خلال السياقة، حسبما نقلت مجلة ScienceAlert.

وبدأ فريق البحث، الذي ضم علماء من جامعة هارفارد، بمقابلة 20 طالباً من طلاب المرحلة الثانوية الحاصلين على رخص لقيادة السيارات، حول سلوكهم، ومعاييرهم الاجتماعية. وتم اختيار طلاب من الضواحي والمناطق الريفية في ولايات الشمال الشرقي والغرب تحديداً، لأن هؤلاء المراهقين كانوا أكثر ميلًا للقيادة من نظرائهم في المدن.

في هذه المجموعة، أقر حوالي 70% بقضاء بعض الوقت في النظر إلى هواتفهم أثناء القيادة. وجاءت الأغراض الترفيهية في مقدمة أسباب استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة بنسبة 65%، يليه إرسال الرسائل النصية (40%)، ثم الملاحة (30%).

وأوضح هؤلاء المراهقون، أن استخدام الهاتف غالباً ما يكون مدفوعاً بـ "التواصل مع العائلة والأصدقاء"، و"الإنتاجية"، و"الترفيه أثناء القيادة". وكان المشاركون في الدراسة على دراية بخطر الحوادث وانخفاض الرؤية، ورأوا أن إبقاء هواتفهم بعيداً عن متناولهم، والحصول على قسط كافٍ من الراحة يُحسّن من ضبط سلوكهم.

وذكرت المجلة، أنه بينما أقرّ المشاركون بأن الأشخاص المهتمين بحياتهم لا يرغبون في تشتت انتباههم أثناء القيادة، إلا أنهم اعتقدوا أن أصدقاءهم وعائلاتهم يفعلون ذلك أيضاً، مما يشير إلى أن هذا السلوك طبيعي على نطاق واسع.

تشتت التركيز

ومكّنت إجابات هذه المجموعة، الباحثين من إعداد استطلاع رأي من 38 سؤالاً، شمل 1126 سائقاً إضافياً متوسط أعمارهم 18 عاماً من الضواحي والمناطق الريفية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

في ذلك الوقت، وجد الباحثون أن السائقين الشباب يقضون في المتوسط ​​21.1% من وقتهم على الطريق وهم ينظرون إلى هواتفهم. وقُدّر أن حوالي 26.5% من هذه "النظرات" استمرت لأكثر من ثانيتين، وهي مدة تزيد من خطر وقوع حوادث بـ5.5 مرات.

وتقول ريبيكا روبنز، الباحثة الرئيسية في علم السلوك من مستشفى ماساتشوستس العام بريجهام: "وجدنا أنه بينما يُدرك السائقون الشباب مزايا استخدام ميزات الهواتف الذكية مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فإنهم يُدركون أيضاً ارتفاع خطر الحوادث المرتبطة بالقيادة المشتتة".

في حين يبدو الحظر الشامل لاستخدام الهاتف أثناء القيادة كحل بديهي، إلا أنه من الواضح أنه ليس مضموناً. إذ تعتقد روبنز وفريقها أنه إذا أردنا معالجة مشكلة القيادة المشتتة الخطيرة بين الشباب، فمن الضروري فهم "العوامل المُهيِّئة والمُعزِّزة والمُمكِّنة لهذا السلوك الخطير".

ومع أن نتائج الاستطلاع لا تُمثل بالضرورة عموم السكان في الولايات المتحدة أو حول العالم، إلا أن هذه اللمحة المُقلقة تُشير إلى بعض الأساليب العملية لجعل الطرق أكثر أماناً.

على سبيل المثال، كان من أقوى المعتقدات لدى هؤلاء المراهقين أن القيادة المشتتة يُمكن أن تُتيح لهم القدرة على "الإنتاجية". يقترح الفريق أن تكون الحملات التي تُفنّد هذا الاعتقاد نهجًا فعالًا.

وتضيف روبنز: "تُشكّل القيادة المشتتة خطراً جسيماً على السلامة العامة، وتُثير قلقاً خاصًّا بين السائقين الشباب. فالقيادة المشتتة لا تُعرّض السائق لخطر الإصابة أو الوفاة فحسب، بل تُعرّض جميع المارة على الطريق لخطر الحوادث".

تصنيفات

قصص قد تهمك