عادة ما ترتبط الملكية البريطانية في الأذهان حول العالم بمشهد تحية الملكة إليزابيث الثانية وعائلتها للجمهور عبر شرفة قصر باكنجهام الشهيرة، المقر الإداري للملكة بالعاصمة البريطانية لندن.
وبالرغم أن ضيوف القصر يقتصرون في أغلب أوقات العام على الشخصيات السياسية والدبلوماسية وأفراد العائلة الملكية، ومن تكرمهم الملكة جراء تقديمهم إنجازات علمية أو إنسانية، يمكن لعموم الزوار الاستمتاع بجولات داخل قاعات القصر الرسمية وحدائقه خلال أشهر الصيف منذ عام 1993.
جولات صيفية
وبوصفه المقر الإداري لرأس العائلة الملكية البريطانية، يزداد النشاط داخل ردهات قصر باكنجهام عندما تستقر فيه الملكة إليزابيث عائدة من أحد منازلها الأخرى، وتستعد لأداء مهام الرسمية، فتستقبل الضيوف وتلتقي رئيس الوزراء البريطاني بشكل أسبوعي، وربما تُقيم حفل أو مأدبة عائلية كانت أو رسمية، فالقصر الفسيح يستقبل سنوياً ما يصل إلى 50 ألف ضيف يحضرون فاعليات برعاية ملكية أو يقابلون الملكة شخصياً.
وتتنوع قائمة الزوار تلك لتشمل شخصيات دبلوماسية أجنبية أو ربما رئيس دولة أو ضيفاً ملكياً من بلد مجاور، وتتسع كذلك لتشمل في بعض الأحيان أعضاء من الحكومة البريطانية وشخصيات عامة منشغلة بمجالات متنوعة كالأعمال الخيرية، كما يحدد الموقع الرسمي للعائلة المالكة.
وفي العام 1993، بات يمكن للجميع اقتناص لحظات داخل جدران باكنجهام الشاهقة، ومعالمه الشهيرة، إذ فُتحت أبواب القصر للعامة خلال أشهر الصيف، على أن تُتاح لهم القيام بجولات سياحية في 19 غرفة دولة داخل البناء الشهير، وهي الغرف التي تشهد بعض الفعاليات الرسمية خلال بقية أشهر العام ذلك بالإضافة إلى جولات في حدائق القصر الشهيرة.
داخل القصر
إلا أن الدخول للقصر الملكي الأشهر في بريطانيا، ليس مجانياً، بل يقترن بقائمة أسعار تذاكر زيارة القصر والحدائق التي تتراوح ما بين 33 و60 جنيه إسترليني حسب عمر الزائر، ولهذا العام فتح القصر أبوابه بداية من يوليو الماضي ويستمر في استقبال الزوار حتى سبتمبر خلال أيام محددة على مدار الأسبوع.
وتتضمن الجولة الرسمية تأمل بعض أشهر الغرف بقصر باكنجهام، وفقاً للموقع الرسمي لإدارة المجموعة الملكية، وأشهرها غرفة العرش وغرفة الاحتفالات وغرفة الموسيقى ومعرض الصور الذي يتضمن عدد اللوحات الفنية التاريخية المبهرة.
تاريخ باكنجهام
منذ عام 1837، أصبح قصر باكنجهام مقر لملك/ملكة بريطانيا بعد أن اتخذته الملكة فيكتوريا منزلاً لها، قبل ذلك كان المقر الملكي الرسمي هو قصر سانت جايمز. إلا أن تاريخ باكنجهام يعود لسنوات سابقة، فالأرض التي بُني عليها استُغلت لفترة كحديقة ملكية، ثم بيعت لرجل يُدعى جون شيفيلد في تسعينيات القرن الـ17، لكن الرجل سرعان ما اكتسب لقب رسمي، التصق به والتصق بمنزله الذي شيده على الأرض الفسيحة لاحقاً، دوق بكانجهام.
وظل المنزل لفترة يُعرف باسم منزل باكنجهام، إلى أن ابتاعه الملك جورج الثالث مرة أخرى، ليُصبح منزلاً لزوجته وأطفاله، واكتسب البناء آنذاك اسم منزل الملكة لفترة وجيزة من الزمن، لكن أغلب ملامح البناء المألوفة اليوم لم تظهر سوى خلال القرن التاسع عشر، وفقاً لموقع History، وذلك عندما كلف الملك جورج الرابع المعماري جون ناش، بتجديد القصر وإعادة بنائه وهو العمل الذي قام به ناش على أكمل وجه حتى صُرف من الخدمة إبان وفاة الملك، إلا أن القصر حظى بفرصة لاحقة للتألق بحلول الملكة فكتوريا على العرش.