أعادت شرطة "سكوتلاند يارد" تأكيد قرارها بعدم فتح تحقيق جنائي بشأن مقابلة أجراها عام 1995 صحافي في "بي بي سي" مع الأميرة ديانا، كشف تقرير مستقل أنه لجأ فيها إلى أساليب "مراوغة".
وكانت شرطة لندن أعلنت في مارس أنها لن تفتح تحقيقاً في هذا الخصوص، ولكنها أعادت النظر في المسألة إثر صدور تقرير مستقل في مايو الماضي من إعداد القاضي السابق في المحكمة العليا جون دايسون.
وبعد نشر التقرير "قام محققون متخصصون بمعاينة محتواه ومراجعة القوانين" ذات الصلة، بحسب ما أوضحت "سكوتلاند يارد" في بيان.
ولكن المحققين لم يخلصوا إلى "وجود أدلة على نشاط يشكّل فعلاً إجرامياً ويستدعي بالتالي ملاحقات".
مقابلة نارية
عُرضت تلك المقابلة عام 1995 في إطار برنامج "بانوراما"، وتابعها نحو 23 مليون شخص، وكان وقعها مدوّياً، وأجراها الصحافي مارتن بشير.
تحدثت خلالها الأميرة ديانا، التي توفيت في حادث سير بباريس عام 1997، عن "وجود ثلاثة أشخاص" في زواجها، في إشارة إلى العلاقة التي كان يقيمها زوجها آنذاك الأمير تشارلز مع كاميلا باركر بولز، وأقرّت الأميرة أيضاً بأنها في علاقة مع رجل آخر.
وكشفت أيضاً أنها تعاني من البوليميا (النهام المرضي). وبعد ذلك اتُهم مارتن بشير بتزوير وثائق للاستحصال على المقابلة.
وأكد جون دايسون هذه المعلومات في تقريره، وانتقد "بي بي سي" على طريقة إدارتها للمسألة.
من صحافي مغمور إلى إعلامي بارز
وكان مارتن بشير صحافياً مغموراً في تلك المرحلة، ولكن هذه المقابلة فتحت أمامه أبواب النجاح، إذ أتيحت له بعدها مقابلة نجوم كثر، بينهم مايكل جاكسون.
وقدّم "ملك البوب" الراحل إثر هذه المقابلة شكوى أمام الهيئة الناظمة لقطاع المرئي والمسموع في بريطانيا، اتهم فيها مارتن بشير بتقديم صورة مشوهة عن سلوكه كأب.
وفي منتصف مايو الماضي، قبيل صدور التقرير بشأن مقابلة الأميرة ديانا، أعلنت "بي بي سي" مغادرة مارتن بشير عمله فيها لأسباب صحية، بعد تكليفه منذ 2016 التغطية الدينية لحساب المجموعة الإعلامية البريطانية العامة.
وتعيش "بي بي سي" أزمة على خلفية الاتهامات المرتبطة بالمقابلة مع الأميرة ديانا، وسط ضغوط قوية لتحسين سمعتها وإصلاح طريقة عملها.