الأردن.. 200 لاعب "باركور" يتحدون الجاذبية والمرتفعات

نساء مصريات من "باركور مصر" (PKE) يمارسن مهاراتهن في اللعبة حول المباني، القاهرة - 20 يوليو  2018. - REUTERS
نساء مصريات من "باركور مصر" (PKE) يمارسن مهاراتهن في اللعبة حول المباني، القاهرة - 20 يوليو 2018. - REUTERS
طارق ديلواني - اندبندنت عربيةالشرق

مع قلة مساحات الترفيه وغيابها بشكل كامل في بعض المدن الأردنية، بدأت تنتشر في البلاد رياضة ما زالت غريبة وغير محببة لكثير من الأردنيين بسبب خطورتها، إذ يقبل كثير من الشباب على رياضة الباركور (Parkour) التي باتت متنفساً لكثير منهم، وهي نشاط بدني يتحدى الجاذبية والمرتفعات، بدأ من فرنسا وانتشر لاحقاً في كل دول العالم.

شعور بالحرية

بدأ مؤيد اللحام (19 عاماً) هذه الرياضة منذ عام 2013 عن طريق الصدفة، عندما كان في إحدى الحدائق العامة ويمارس القفز بشكل عشوائي، قبل أن يشجعه أحد الشبان المتمرسين.

قال مؤيد إنه "يطمح للوصول إلى العالمية في هذه الرياضة التي تشعره بالحرية والانطلاق، إذ يختار أماكن أثرية وسياحية لممارستها، ومن ثم يوثق ما يفعله على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشار، إلى رفض والديه ممارسة هذه الرياضة في البداية لخطورتها، والتي كان يتدرب عليها بشكل سري حتى أتقنها، موضحاً أن الأمر عاد عليه بالنفع، فلم تعد مجرد رياضة للتسلية، بل وسيلة لكسب الرزق عن طريق تصوير الإعلانات التجارية.

تجمع سنوي

ينتشر عدد قليل من المراكز الخاصة بتعليم هذه الرياضة حديثة العهد في الأردن، والتي تعتمد على التحرك بحرية فوق وعبر أي تضاريس باستخدام قدرات الجسد فقط، ومن دون وجود أي أدوات، من خلال الجري والقفز والتسلق، وهي وفق متخصصين تركز على تطوير اللياقة البدنية، والتوازن، والوعي، وخفة الحركة، والدقة، والتحكم، والرؤية الإبداعية والتركيز.

وعلى الرغم من ذلك تشهد المدينة الرياضية في العاصمة عمان كل عام التجمع الأكبر لمحبي رياضة "الباركور" في الأردن، من جميع الأعمار والمستويات، بهدف نشر هذه الرياضة والتعريف بها.

تركيز بالغ

وأوضح مهتمون باللعبة أنها تحتاج إلى تركيز بالغ لأنها قائمة على مجموعة من الحركات الصعبة والأساسية كحركة الهبوط التي يتم فيها ثني الركبتين عند ملامسة أطراف أصابع القدمين للأرض، أما حركة الدحرجة فالهدف منها امتصاص الصدمة بعد الهبوط على أصابع القدمين، بالتدحرج على لوح الكتف وجزء من الظهر.

وهناك حركة القفزة الدقيقة من إلى نقطة معينة، إضافة للتوازن والمشي على قمة الحاجز باتزان، فضلاً عما يسمى توازن القطط وهو المشي باتزان على حاجز باستخدام الأطراف الأربعة.

رياضة خطرة

وأشار متخصصون علاجيون إلى إصابات خطيرة قد تتسبب بها هذه الرياضة، خاصة أن البعض يمارسها في أماكن مرتفعة جداً، ما قد يؤدي إلى إعاقات دائمة على الرغم من فوائدها الإيجابية كالتخلص من الكبت والضغط، الأمر الذي يدفع البعض لتسميتها بـ"رياضة القفز عن حواجز الخوف".

ويواجه آخرون مشكلة عدم تقبل ممارسة هذه الرياضة في الأماكن العامة والحدائق والساحات، مع غياب الأماكن المخصصة لممارستها.

200 لاعب

في المقابل، يؤكد أسامة سراحنة أنه من أوائل لاعبي رياضة "الباركور" في الأردن، موضحاً أنه كان يتدرب مع أصدقائه داخل حدائق الحسين في العاصمة عمان. ويدرب مجموعة من الشبان والمراهقين، حتى أصبح عدد من يجيدون هذه الرياضة يقارب 200 شخص.

حالياً، يسمح اتحاد الجمباز الأردني للاعبي هذه الرياضة بممارستها داخل صالات مجهزة ومخصصة لحمايتهم من الإصابات، ولكن في نطاق محدود.

وتعد رياضة "الباركور" من الفروع الجديدة للعبة الجمباز، وتم التصويت على إقرارها ليحتضنها الاتحاد الدولي للجمباز خلال الكونجرس الآسيوي للجمباز، في عام 2018.

وفي الأردن وافق اتحاد الجمباز أخيراً على اعتماد رياضة "الباركور"، وتشكيل نواة منتخب لتمثيل الأردن في البطولات المحلية والدولية.

هذا المحتوى من موقع "اندبندنت عربية"

اقرأ أيضاً:

تصنيفات