أيرلندا.. برنامج للاعتناء بالخيول يمنح السجناء أملاً بغد أفضل

سجين يطعم حصانين في مركز الخيول "خيول الأمل" في سجن كاستليريا، في كو روسكومون أيرلندا. 20 أبريل 2022 - AFP
سجين يطعم حصانين في مركز الخيول "خيول الأمل" في سجن كاستليريا، في كو روسكومون أيرلندا. 20 أبريل 2022 - AFP
كاسلريا (أيرلندا)-أ ف ب

افتُتح مؤخراً في أيرلندا مركزاً للخيل هو الأول من نوعه في أوروبا، يتيح لنزلاء أحد السجون في وسط البلاد، اكتساب المهارات اللازمة للاعتناء بالأحصنة، وتعزيز شعورهم بالتعاطف من خلال هذا العمل.

وتمتد الإسطبلات والحقول التابعة للمشروع على مساحة مماثلة تقريباً لارتفاع الجدار الخارجي الرمادي العالي؛ التابع لسجن كاسلريا في مقاطعة روسكومون وسط أيرلندا.

وأطلق السجناء على المشروع الجديد اسم "هورسز فور هوب" (خيول الأمل).

وعند انتهاء الدورة، يحصل السجناء على شهادة في رعاية الخيول معترف بها محلياً، ويمكن أن تحمل فائدة على أيرلندا التي تُعرف بتقديرها الخيول.

وقال أحد السجناء الذي حجبت اسمه إدارة السجن: "قد تأتي فرصة في السجن من شأنها أن تغيّر حياتك، فعليك الانتظار والترقب".

وأضاف السجين الذي يمضي فترة عقوبة تمتد لسنوات عدة لارتكابه جريمة عنف: "أنا سعيد لأني حصلت على هذه الفرصة وسأغتنمها بكل قوتي".

سجين يتحدث مع ضابط السجن ديفيد دواير (وسط) وكبير ضباط السجن كونور كوين (إلى اليمين) في مركز الخيول
سجين يتحدث مع ضابط السجن ديفيد دواير (وسط) وكبير ضباط السجن كونور كوين (إلى اليمين) في مركز الخيول "الخيول من أجل الأمل" في سجن كاستليريا - AFP

"خيول الأمل"

وبعد مرور أول 3 أسابيع من الدورة، أشار السجين إلى أنه "إذا أصبحنا نعرف كيف نعتني بالخيول عند نهاية الدورة، فمن المحتمل أن تتاح لنا وظيفة شاغرة في إحدى مزارع الخيول أو في مكان آخر من البلد".

وأوضح أنّ هذه الدورة "توفر الراحة والهدوء"، مضيفاً: "لا يمكن عندما تخرج من هنا وتذهب إلى أحد الإسطبلات أن تتوقع أنّ الأمور ستجري بشكل جيد مع حصان لا يعرفك. عليك أن تكسب ثقة" هذه الحيوانات.

ونُفذ المشروع من خلال تعاون جرى بين إدارة السجون الأيرلندية والجهة المسؤولة عن سباق الخيل في أيرلندا.

وتتلقى مجموعة من السجناء تدريباً يمتد على فترة 12 أسبوعاً؛ يتعلمون خلالها مهارات مرتبطة برعاية الخيول كتنظيفها، وإدارة الإسطبل، والإسعافات الأولية المقدمة لها.

وأُطلقت مبادرات مماثلة في أستراليا والولايات المتحدة، إذ استوحي فيلم "ذي موستانج" عام 2019 من أحد هذه البرنامج.

ويستطيع السجناء الذين يتعلمون رعاية الخيول تقديم مساعدات مهمة لمجتمعاتهم عند إطلاق سراحهم، ويمكنهم في بعض الحالات الحصول على وظيفة في قطاع الخيل، بحسب الحكومة الأيرلندية.

سجناء يمشون أمام أكشاك الخيول في مركز الخيول
سجناء يمشون أمام أكشاك الخيول في مركز "الخيول من أجل الأمل" في سجن كاستليريا - AFP

ووفر جوناثان إروين، وهو مؤسس جمعية خيرية عمل في مجال سباقات الخيل لعقود، دفعة للمبادرة بعدما زار أحد المشاريع الأميركية قبل 30 عاماً.

واستغرق الأمر 26 عاماً لتصبح خطة المشروع واضحة. وقال إروين "واجهنا عقبات كثيرة"، مضيفاً "كنت أرسل طلبات إلى كل وزراء العدل الذين تعاقبوا على المنصب خلال هذه السنوات لكنّ معظمهم لم يردوا.. أعتقد أنّهم اعتبروني مجنوناً".

"رائدة الخيول"

وجمعت أوساط الفروسية في أيرلندا أكثر من 108 ألف دولار لتغطية تكاليف مبادرة "خيول الأمل".

ويأمل إروين أن يتوسع نطاق المبادرة خلال السنوات المقبلة، من خلال زيادة عدد الإسطبلات التي تحوي حالياً 10 صناديق تقبع فيها خيول السباق المتقاعدة.

وأشار إلى أنّ برنامج رعاية الخيول بدأ يُحدث تأثيراً إيجابياً، وساد "شعور بالحماس لأنّ مشروعاً مختلفاً يُنجز"، لافتاً إلى "تقارب كبير يحصل بين الحصان والسجين فيما يشعر الأخير بارتياح أكبر، وهذا الأمر أحدث اختلافات كبيرة".

وقالت وزيرة العدل إيلين ماكنتي عند افتتاح المشروع "من الملائم أن تكون أيرلندا رائدة في هذا المجال، خصوصاً وأنها قائدة عندما يتعلق الأمر بمجال الخيول".

وتابعت "ليس لدي أدنى شك في أن زملائنا الأوروبيين سيحذون حذونا ويكررون المشاريع المُنجزة في أيرلندا وينظمون مبادرات مماثلة".

وأضافت "من المهم جداً إتاحة الفرص أمام إعادة التأهيل، ولكي يصبح الأشخاص قادرين على الاعتراف بالأخطاء، ويمكن منح الناس فرصة لتغيير حياتهم".

تصنيفات