تفاخر منطقة إميليا-رومانيا الإيطالية، بأنها تضم أكبر نسبة سيارات رياضية ودراجات نارية فارهة في العالم، وبأنها شكّلت مهداً لبعض من أشهر العلامات التجارية في هذا القطاع، مثل "لامبورجيني" و"فيراري" و"مازيراتي" و"دوكاتي".
وتمتد إميليا-رومانيا المعروفة بتسمية "أرض المحركات"، على مساحة نحو 1000 كيلومتر مربع ضمن الأراضي الزراعية الرئيسية الواقعة بين مدينتي بولونيا ومودينا، التي استقبلت أخيراً ملتقى "موتور فالي" للمتخصصين في قطاع صناعة السيارات الفارهة ومحبيها، في حدث عاد هذا العام بعد انقطاع سنتين بسبب جائحة كورونا، وعُرضت فيه أحدث السيارات والدراجات النارية في أنحاء إميليا-رومانيا.
ومن بين السيارات اللافتة هذه السنة، برزت "باجاني هوايرا" وهي سيارة خارقة استشرافية أُنتجت في مصنع "باجاني" الواقع في سان سيزاريو سول بانارو، على بُعد بضعة كيلومترات فقط من المنطقة، والذي تُصنع فيه السيارات وفق الطلب، ويبدأ سعر "باجاني هوايرا" بـ2.8 مليون دولار.
وقال كريستوفر باجاني، نجل مؤسس الشركة والمسؤول عن قسم التواصل فيها، لوكالة "فرانس برس"، إنّ تصنيع سيارة واحدة يستغرق من 8 إلى 9 أشهر، إذ عادةً ما ينتظر الزبائن سنتين ليتسلموا سيارتهم بعد طلبها.
وأضاف: "نصنّع لسنة 2022 بين 40 و45 سيارة، ولكل زبون فرصة للتواصل معنا وزيارتنا وخوض غمار هذه المهمة".
وفي المصنع المسمى "ورشة العمل"، ينكب بضع عشرات من العاملين، ومعظمهم من الشباب، على العمل ضمن جو هادئ ومنظم وكأنهم يعملون داخل مختبر علمي.
وتبدي الشركة أهمية كبرى لوزن سياراتها، إذ تستخدم 40 نوعاً من ألياف الكربون، بالإضافة إلى التيتانيوم والألمنيوم في تصنيع المركبة لجعلها خفيفة قدر الإمكان.
وكشف باجاني عن محادثات تجري حالياً مع الزبائن بشأن نسخ كهربائية محتملة من السيارات، على الرغم من أنها ستكون أثقل بسبب البطارية، في إطار التوجه إلى تصنيع سيارات صديقة للبيئة.
أفضل مكان
أسس أوراشيو، والد باجاني، الشركة في عام 1998 بعدما كان يعمل في شركة "لامبورجيني"، وهي إحدى أبرز العلامات التجارية الإيطالية للسيارات الفاخرة وتقع في المنطقة ذاتها.
ووفق الرواية السائدة، حوّل الرجل الثري فيروتشيو لامبورجيني مصنعه للجرارات إلى مكان يصنّع السيارات الرياضية في خمسينيات القرن الماضي، بعدما اشتكى من مشاكل في مجموعة سيارات "فيراري" كان يملكها.
وتشير الرواية إلى أنّ إنزو فيراري، قال لفيروتشيو لامبورجيني إنّ عليه تصنيع سياراته الخاصة إن لم تعجبه مركبات "فيراري".
وبينما يقع مصنع "فيراري" خارج مودينا وتحديداً في مارانيلو، تضم المنطقة شركتي "دالارا" التي تصنع سيارات لسباقات "إندي كار" في الولايات المتحدة، و"إنرجيكا" المتخصصة في الدراجات النارية.
وقال المسؤول عن النقل والبنية التحتية والسياحة في منطقة إميليا-رومانيا أندريا كورسيني إنّ "نجاح المنطقة في هذا المجال ليس جديداً، فهو يشكل ثمرة نجاحات حققتها أجيال عدة".
واستُمدّ اسم "موتور فالي" من "سيليكون فالي" الواقعة في كاليفورنيا، والتي تضم مجموعة كبيرة من الشركات التكنولوجية.
ووجد مصنعو السيارات الفارهة أنّ بين المزارعين في إميليا-رومانيا مَن يتمتع أصلاً بمهارات مرتبطة بالسيارات، إذ في أعقاب الحرب العالمية الثانية كان عليهم أن يتعلموا كيف يصلحون سياراتهم الخاصة.
وتضم المنطقة حالياً 16 ألف شركة و4 حلبات سباق و6 مراكز تدريب، ويعمل فيها كلّها أكثر من 90 ألف شخص، بحسب أرقام معهد "ريبارته ليتاليا".
وقال إميليو (24 عاماً)، الذي يتخصص في هندسة السيارات في جنوب إيطاليا، وقدم إلى مودينا للمشاركة في "موتور فالي"، إنّ "هذه المنطقة هي أفضل مكان من حيث فرص العمل والتواصل مع الشركات".
ويحقق القطاع إيرادات 16 مليار يورو سنوياً، يأتي 7 مليارات منها من الصادرات التي تتمتع بوضع جيد.
وسجلت مبيعات كل من "بوجاتي" و"فيراري" و"لامبورجيني" و"بنتلي" و"بورشه" أرقاماً قياسية في عام 2021.
وفي إميليا-رومانيا كذلك، صنعت "بوجاتي" في أوائل التسعينات سيارتها الشهيرة "B110 GT" التي بيعت بـ500 مليون لير إيطالي (نحو 274 ألف دولار حينها).
اقرأ أيضاً: