مع بدايات شهر فبراير الجاري، أصبح بإمكان المهتمين بالسياسة الأميركية وتاريخها وثقافتها الحديثة والمعاصرة، الاستماع لحلقات "بود كاست" مميزة، تخوض في المشهد الأميركي المعقد وخلفياته، على لسان رجل أدار الكواليس الداخلية يوماً ما.
وهو الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي استمرت فترة تقلده لمهامه لولايتين متتاليتين، 8 أعوام ما بين عامي 1993 و2001. فإضافة لكونه سياسياً شهيراً، وكاتباً، والأب الروحي لمؤسسة كلينتون الخيرية، يكشف الرئيس الأسبق عن وجه المحاور، في حلقات تبث عبر شبكة الإنترنت وتطبيقات البود كاست بعنوان Why Am I Telling You This ? أو لماذا اُخبرك بذلك؟، لينضم بذلك كلينتون الزوج إلى زوجته هيلاري وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، التي تقدم أيضًا "بود كاست" بعنوان "أنا وأنت، كلانا".
تجربة أخرى
تعتمد حلقات كلينتون على مجموعة من الحوارات، يجريها مع بعض من الشخصيات العامة الأميركية، سواء من الفنانين أو الصحافيين والمتخصصين في المجالات الأخرى، لمناقشة قضايا فنية وثقافية وعالمية، أو بغرض العودة لتأمل التاريخ القريب لأهم قوى العالم الجديد.
وتتراوح حلقات "بود كاست" ما بين 30 إلى 60 دقيقة، ويصف موقع I heart Media ، الشركة الموزعة للـ"بودكاست" والشريكة في إنتاجه، بأنها تبرز موهبة الرئيس الأسبق في الحوار والقدرة على تفسير الموضوعات المعقدة على نحو متصل بالجمهور/ المستمع.
إلا أن تجربة كلينتون التي بُثت حلقتها الأولى للجمهور في الثالث من فبراير الجاري، لم تكن أولى مواجهات الرئيس الأسبق مع الميكروفون الإذاعي أو شبه الإذاعي، إذ أن اسم البرنامج وفكرته مستقاة من "بود كاست" آخر قدمه كلينتون رفقة ابنته تشلسي عام 2019، ووزعته مؤسسته الخيرية حينها، وتضمنت حلقاته مجموعة مع الحوارات الخاصة مع شخصيات شهيرة من بينها الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، والقاضية الراحلة روث بادر جينسبيرج.
الرئيس محاوراً
وينتقل كلينتون، في الحلقات الجديدة، ما بين مناقشة أثر موسيقى الجاز الاجتماعي مع عازف البوق والموسيقي وينتون مارساليس، إلى مناقشة ما آلت إليه الأوضاع بمرور عام كامل على جائحة "كوفيد -19" مع الطبيب والكاتب الشهير سانجاي جوبتا.
أما عن المحاورات السياسية والتاريخية فلا تخلو منها الحلقات، إذ يناقش كلينتون بعض المؤرخين بشأن الرؤية الحالية والمُستقبلية للانتخابات الأميركية في 2020، فضلاً عن إعادة بث إحدى الحلقات من النسخة السابقة من الـ"بودكاست" التي تستعرض تاريخ الرؤساء الأميركيين من خلال إحدى خطابات كلينتون.
إنتاج مقروء
وإضافة لقدراته كمحاور يمكن رصد مهارات أخرى لبيل كلينتون، فشأنه شأن عدد من الرؤساء السابقين، نشر كلينتون عام 2004 سيرته الذاتية تحت عنوان "حياتي"، إضافة لإنتاجات أخرى، بينها كتاب بعنوان "عطاء.. كيف يمكن أن يغير كل منا العالم"، ورواية تشويق صدرت عام 2018 بعنوان " الرئيس مفقود" كتبها بمشاركة الروائي جيمس باترسون.