انطلق كرنفال ريو دي جانيرو في البرازيل، الجمعة، رسمياً في نسخة كاملة للمرة الأولى منذ 3 سنوات، وقال رئيس بلدية المدينة إنّ المهرجان يحتفي بالحياة والديمقراطية، بعد ما شهدته البلاد من أضرار جراء جائحة كورونا بالإضافة إلى انتخابات أثارت الانقسامات داخل البلاد.
وفي خطوة رمزية، سلّم رئيس البلدية إدواردو بايس، مفتاح المدينة إلى "الملك مومو" الذي "يحكم" ريو لمدة 4 أيام يُعفى خلالها الجميع من أي قيود.
وقال رئيس البلدية وهو يسلّم المفتاح العملاق لـ"الملك"، وهو أحد المولعين بالكرنفال يتم اختياره استناداً إلى شخصيته وحضوره ومهاراته في السامبا: "احتفاءً بالحياة وبالديمقراطية، يسعدني ويشرفني أن أسلّم مفاتيح المدينة للملك مومو".
وأضاف بايس: "حري بنا التذكّر أنّ قبل بضع سنوات فقط، وبعد كرنفال عام 2020، عندما كان الجميع محجورين داخل منازلهم، كنّا نتساءل عما إذا كان من الممكن أن نجتمع مجدداً هنا وإقامة الكرنفال".
وتابع: "بفضل العلم ونظام الصحة العامة ومَن تلقوا اللقاح، أتيحَ لنا الاحتفاء بالحياة مرة جديدة".
"سباق السامبا"
وباتت ريو دي جانيرو مستعدة للاحتفالات بعد كرنفالين لم يُقاما بالنسخة التقليدية بسبب الجائحة، وانتخابات رئاسية في أكتوبر استقطبت عدداً كبيراً من البرازيليين وأسفرت نتائجها عن فوز اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا على حساب الرئيس السابق المحافظ المتشدد جايير بولسونارو، الذي يوجه باستمرار انتقادات للكرنفال ويُتهم بنزعة استبدادية، فيما أُطلقت تحركات كثيرة مناهضة له وكان موضع استهزاء خلال احتفالات عدة.
وتشهد المدينة الساحلية الشهيرة احتفالات بالكرنفال منذ أسابيع، مع إقامة حفلات كبيرة في الشوارع تُعرف بالـ"بلوكوز".
ويشهد الكرنفال أبرز احتفالاته الرسمية، مساء الأحد والاثنين، مع عروض بارقة وأصوات طبول وأزياء مرصعة بالأحجار ضمن المسابقة السنوية لمواكب مدارس السامبا.
وفي العام الماضي، أقامت ريو نسخة محدودة من الكرنفال مستثنيةً الحفلات المُقامة في الشوارع، فيما جرى تأجيل المهرجان شهرين بسبب الجائحة التي أودت بحياة نحو 700 ألف شخص في البرازيل.
أما هذا العام فيعود الكرنفال بنسخته الكاملة. وتتسابق مدارس السامبا لوضع لمساتها الأخيرة على عروض ستمتد طيلة الليل.
ويتوقع المسؤولون حضور أكثر 70 ألف شخص في كل ليلة من عروض جادة "سامبادروم" التي تتنافس خلالها 12 مدرسة متخصصة في السامبا على لقب أفضل استعراض.
وتُبث المسابقة مباشرة عبر التلفزيون، فيما يتوقع أن يشاهدها ملايين الأشخاص. كذلك، من المتوقع أن يشارك نحو 5 ملايين شخص في الاحتفالات المرتقبة إقامتها في الشوارع.
وتضم مدارس السامبا التي نشأت في أحياء ريو الفقيرة، آلاف الراقصين والمغنين وعازفي الطبول يشاركون في عروض تتمحور على موضوع ما، وتتنافس لإبهار لجنة التحكيم.
وخلال عهد بولسونارو، غالباً ما كانت العروض توجّه انتقادات مبطنة لحكومة اليمين في شأن قضايا عدة بينها العنصرية والتعصب الديني وتدمير البيئة والإدارة الكارثية لأزمة كورونا.
وتتوقع سلطات المدينة أن يضخ الكرنفال نحو 4.5 مليار ريال (880 مليون دولار) للاقتصاد المحلي.
ومن المتوقع أن تصل معدلات إشغال الفنادق إلى 95%.
اقرأ أيضاً: