أعربت الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، الثلاثاء، عن "حزنها" للمصاعب التي واجهها الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، مؤكدة أن مزاعمهما بشأن تعرضهما للعنصرية "ستؤخد على محمل الجدّ".
وكانت ميغان قالت خلال المقابلة التي أجرتها مع الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري وبثتها الأحد شبكة "سي بي إس"، إن ابنها آرتشي، الذي يبلغ عمره الآن عاماً واحداً، حُرم من لقب أمير لأن هناك مخاوف داخل العائلة المالكة قبل أن يولد بشأن مدى سمرة بشرته.
وقال قصر باكينغهام، في أول رد فعل على المقابلة في بيان، إن "القضايا التي طُرحت خصوصاً تلك المتعلقة بالعنصرية مقلقة. وعلى الرغم من أن بعض الذكريات قد تختلف، فإن الأمور ستؤخذ على محمل الجد وستعالجها الأسرة بعيداً عن الأضواء".
وكان ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، امتنع في وقت سابق الثلاثاء، عن التعليق لدى سؤاله عن رأيه في المقابلة التي أجراها ابنه الأمير هاري وزوجته ميغان.
ولدى مغادرته مركز تطعيم في لندن، سُئل تشارلز عن رأيه في المقابلة التي قالت خلالها ميغان إن أحد أفراد العائلة المالكة أدلى بتعليق عنصري، وإنها تعرضت لضغوط دفعتها للتفكير في الانتحار.
وتوقف تشارلز ونظر إلى أعلى ثم غادر من دون أي تعليق.
وقال مصدر ملكي في وقت سابق، إن الملكة إليزابيث، البالغة من العمر 94 عاماً والتي تتولى العرش منذ 69 عاماً، تريد بعض الوقت قبل أن يصدر القصر رداً.
من جهته، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون، الثلاثاء، أنه لن يضيف أي تعليق آخر على ما قاله جونسون في إحدى الصحف، الاثنين.
وكان جونسون قد قال "منذ وقت طويل لم أعلق على شؤون العائلة المالكة وأنا لا أنوي الابتعاد عن ذلك اليوم".
والد ميغان يدافع عن العائلة الملكية
توماس ماركل والد ميغان، قال الثلاثاء، إنه "لا يعتقد أن العائلة المالكة عنصرية"، مشيراً إلى أن الملاحظة المزعومة من أحد أفراد العائلة بخصوص مدى سمرة بشرة ابن ميغان ربما كانت مجرد "سؤال غبي".
واعتبر توماس ماركل أن مسألة مدى سمرة بشرة الطفل لا تتعدى كونها "سؤالاً غبياً من أحدهم".
لكنه أكد أنه يتعين التحقيق بشأن هذا التعليق.
وفي مقابلته مع تلفزيون "آي.تي.في"، قال توماس ماركل: "أكن كل الاحترام للعائلة المالكة، ولا أعتقد أنها عنصرية على الإطلاق. لا أعتقد أن البريطانيين عنصريون، أعتقد أن لوس أنجلوس عنصرية وكاليفورنيا عنصرية، لكني لا أعتقد أن البريطانيين عنصريون".
ورأى توماس ماركل أن ابنته وزوجها "تجاوزا الحد بكثير"، مضيفاً أنه "كان يتعين عليهما الانتظار في ضوء وجود الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث بالمستشفى، في ظل كبر سنهما".
وتابع: "أشعر كذلك أنها (ميغان) خذلتني.. كنت على فراش مستشفى عندما تحدثنا آخر مرة ولم أسمع منهما بعد ذلك، لم يهتما إذا كنت سأموت".
وميغان ووالدها على خلاف منذ زواجها من الأمير هاري في 2018. وكان والد ميغان، وهو مدير إضاءة سابق بالتلفزيون الأميركي، أعلن أنه لن يحضر حفل الزفاف قبل موعده، كما أجريت له جراحة بالقلب. وبعدها قال إن "ابنته خذلته" عندما كان مريضاً.
"أسوأ أزمة ملكية"
وكتبت صحيفة "ديلي ميرور" على صفحتها الأولى مقالاً بعنوان "أسوأ أزمة ملكية منذ 85 عاماً"، أما "ديلي ميلز" فتساءلت على غلافها: "ماذا فعلوا؟".
وتساءل تريفور كافانا الكاتب في صحيفة "ذا صن" عما إذا كانت المقابلة تعني "النهاية" للعائلة الملكية.
وفي مقال رئيسي بعنوان "هجوم ملكي" قالت التايمز: "لا يمكن أن يكون الأمر أكثر ضرراً بالعائلة الملكية، خصوصاً أنه لا يسعها فعل شيء يذكر للدفاع عن نفسها".
وأضافت: "مفتاح بقاء الملكية على مر القرون، كان قدرة العائلة على التكيف مع متطلبات العصور.. يجب عليها أن تتكيف مرة أخرى".
وتسببت تصريحات هاري وميغان بضجة كبيرة في بريطانيا، إلى حد وصف بعض وسائل الإعلام بأنها "صاعقة" على العائلة الملكية.
وقالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، إن "ما حدث أسوأ من أي توقع كان لدى العائلة الملكية من هذه المقابلة".