بعد 90 عاماً على نفوقه.. الحمض النووي يفسر بطولات الكلب بالتو

صورة غير مؤرخة لكلب بالتو محنطاً في متحف "كليفلاند" للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة - REUTERS
صورة غير مؤرخة لكلب بالتو محنطاً في متحف "كليفلاند" للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

حللت دراسة علمية حديثة الحمض النووي للكلب بالتو بعد 90 عاماً على نفوقه، موضحة سرّ قدرته على التحمل التي كان يتمتع بها.

وأوضحت المُعدّة الرئيسية لهذه الدراسة، التي نشرت في مجلة "ساينس"، الباحثة في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز كاثرين مون، في بيان، أن "شهرة بالتو وكونه محنّطاً وفّر هذه الفرصة المهمة بعد مئة عام لدرس الخصائص الوراثية لهذه الفئة من كلاب الزلاجات، ولمقارنتها بالكلاب الحديثة".

ولفتت كاثرين إلى أن "المتغيرات لدى بالتو كانت في الجينات المتعلقة بالوزن والتنسيق وتكوّن المفاصل وسماكة الجلد، وهو أمر منطقي بالنسبة لكلب معدّ للعيش في مثل هذه البيئة".

وأكدت أن "هذا المشروع يعطي الجميع فكرة عما بدأ يصبح ممكناً من خلال مقارنات مع جينومات ذات الجودة المتزايدة"، قائلة: "هذه أمور لم نقم بها من قبل. أشعر بأنني مستكشف، ومرة أخرى بالتو يشق الطريق".

وأخذ العلماء عينات من جلد بطن بالتو، وأعادوا تكوين كامل مادته الوراثية، فيما قارنوا هذه المادة الوراثية بجينوم أكثر من 680 كلباً حديثاً من 135 سلالة.

ويُعدّ بالتو أشهر كلب في الولايات المتحدة، ولهذا الحيوان الذي أنقذ بلدة نائية وسط ثلوج ألاسكا بإيصال أدوية إليها، تمثال في متنزه سنترال بارك في نيويورك، وفيلم رسوم متحركة عن بطولاته.

"مشروع زونوميا"

وقارن العلماء أيضاً مادة بالتو الوراثية بجينوم مشترك لـ 240 نوعاً من الثدييات أعدّ في إطار تعاون دولي يحمل تسمية "مشروع زونوميا".

وتتيح هذه التقنية تحديد أجزاء الحمض النووي المشتركة بين كل الأنواع والتي لم تتغير تالياً على مدى ملايين السنين من التطور. ويعني هذا الاستقرار أنها مناطق ذات وظائف مهمة، وأن أي تحوّر فيها قد يكون خطيراً.

وتبيّنَ أن لدى بالتو اختلافات خطرة أقل من سلالات الكلاب الحديثة، ما يشير إلى صحة أفضل على الأرجح.

وسعت الدراسة أخيراً إلى إعادة تكوين شكله البدني استناداً على جينومه، بما يتماشى مع الصور التاريخية المتوافرة عنه، وبقاياه المحفوظة، إذ يبلغ ارتفاع كتف بالتو 55 سنتيمتراً، وله فرو أسود مع القليل من الأبيض. 

وتعود قصة بالتو إلى العام 1925، عندما استعين به ضمن مهمة في ألاسكا أطلقت عليها تسمية "سباق المصل"، كانت تهدف إلى إنقاذ سكان بلدة صغيرة تقع في منطقة نائية جداً، من خلال إيصال دواء مضاد للدفتريا إليهم.

وبالفعل، تولى بالتو وسط العواصف الثلجية ودرجات الحرارة الشديدة الانخفاض مجموعة من كلاب الزلاجات قطعت عشرات الكيلومترات التي كانت متبقية للوصول إلى البلدة.

وتُعرض اليوم في متحف "كليفلاند للتاريخ الطبيعي" نسخة محشوة من الحيوان الذي نفق عام 1933، إذ لبالتو أسلاف مشتركة مع كلاب الهاسكي السيبيرية الحالية، وكلاب الزلاجات في ألاسكا وجرينلاند.

وعلى عكس الأسطورة القائلة بأن بالتو كان ينتمي جزئياً إلى نوع الذئاب على ما يوحي فيلم الرسوم المتحركة من "يونيفرسال بيكتشرز" عام 1995، لم يُظهر التحليل وجود أي أسلاف له من الذئاب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات