"جيل الشاشة": صعوبات في التواصل وتراجع في مهارات القراءة والكتابة

صورة رقمية ترمز إلى "جسل الشاشة".
صورة رقمية ترمز إلى "جسل الشاشة".
الشرق

مارلين كنعان- إندبندنت عربية

توجّهت مجموعة من الكُتّاب والفلاسفة والمثقفين والفنانين والناشرين الفرنسيين، بالطلب إلى وزير التربية الوطنية الفرنسي، الشروع في عملية إصلاح شاملة لمناهج التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المدارس الفرنسية، لجهة مستوى مهارات الكتابة والقراءة والتواصل اللغوي.

وانطلق الموقّعون على البيان الذي نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية من ملاحظة تقول، "إن نسبة مرتفعة من التلامذة لم تعد تقرأ، وإن معظمهم يجدون صعوبة كبيرة في القراءة والكتابة، وصعوبة أكبر في التعبير عن أفكارهم وفق أبسط قواعد المنطق". 

أضاف البيان، "أن هؤلاء التلامذة الذين يطلق عليهم "جيل الشاشة"، هم أولاً غير قادرين على الاستماع بانتباه، وثانياً غير قادرين على المحادثة، وهم ثالثاً غير قادرين على القراءة والكتابة في اقتران غير مسبوق بين ثلاث ظواهر كبرى، يبدو أن آثارها ستكون كارثية في السنوات المقبلة".

واعتبر البيان أن "هذه الظاهرة جاءت على أثر دخول الهواتف المحمولة وملحقاتها، من أجهزة لوحية وقارئات إلكترونية وشاشات وكاميرات رقمية في فضاء الحياة اليومية".

ومن أبرز الموقّعين على البيان، المفكّر الفرنسي إدغار موران، والأديب المغربي الطاهر بن جلون، وإليزابيت بادانتير، وإيزابيل كاريه، ويان-ارتوس برتران، ومانويل كركاسون، وديديه فان كوفيلايرت، وسورج شالاندون، وسينتيا فلوري وغيرهم.

نصوص تعجّ بالأخطاء

لم يتوقّف البيان أمام "الصعوبات الإملائية التي بلغت مستوى كارثياً، أظهر عجز التلامذة عن كتابة نص خال من الأخطاء اللغوية، يتضمّن أفكاراً مرتّبة، ويراعي الحد الأدنى من قواعد اللغة، بل أكد أن موضوعات التعبير الكتابي لم تعد تحظى بالتقدير الكافي في المرحلة الابتدائية، وهي المرحلة التي يتمّ فيها وضع أسس العملية التربوية برمتها".

وأشار البيان إلى "أن تعلّم الكتابة هو مرادف لتعلم التفكير، والقدرة على النقد وعلى التواصل مع النفس ومع الآخرين، كما أن معرفة الكتابة لا تعني تجميع الجُمل، بل إضفاء معنى على ما نكتبه". 

وأعرب الموقّعون عن قلقهم الشديد "جرّاء تصاعد حدّة العنف والانقسامات الاجتماعية والتطرّف الديني، الذي يهدّد المجتمعات كافة، والذي يتغذّى على غياب الكلمات والفكر".

وأكدت المجموعة على "الواجب الأخلاقي تجاه عالم صالح للجيل الجديد، وضرورة تزويده بالأسس والمهارات الفكرية الضرورية لمواجهة الحياة وتحدياتها، بدلاً من تركه يضيع خلف الشاشات التي يجب أن يتعلم كيفية استخدامها بوعي".

ودعا البيان إلى استضافة فنانين وممثلين ورجال إعلام وصحافة وفلاسفة "لدعم المعلمين ومساعدتهم في تطوير الفكر النقدي لدى المتعلمين، وتكريس حصص إلزامية يومياً للكتابة الإبداعية أو التعبير الحر، وزيادة الموارد المالية المخصصة للتعليم بوصفه أولوية مطلقة، ذلك أن تلامذة اليوم هم قادة الغد، وصنّاع قراره.

وطالب الموقّعون وزير التربية بضرورة تقليل عدد التلامذة في الفصل الواحد، إذ إن خفض حجم الفصل يتيح بيئة تعليمية أكثر جودة، ويؤدي إلى أن يكون التدريس أكثر فاعلية، ما يعني زيادة في التعلّم وتحسين الأداء والتنبّه إلى الاضطرابات التعليمية.

هذا التقرير من إندبندنت عربية

 

تصنيفات