مصر.. الفروسية لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد

رياضة الفروسية لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر - REUTERS
رياضة الفروسية لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر - REUTERS
القاهرة-رويترز

تعاني الفتاة المصرية آية، من الحالة المعروفة طبياً باسم التوحد، وعندما لجأت عائلتها إلى الأطباء أوصوها بالرياضة، وبعد تشخيص حالتها للمرة الأولى، رأى الأطباء والمتخصصون أن التمارين وسيلة فعالة لإحداث التعديلات السلوكية والعصبية المطلوبة. 

تقول والدتها: "خلال التدريب، كانت حالتها تتحسن بشكل ملحوظ بعد اكتشاف ركوب الخيل وسيلة علاجية، نصحنا الطبيب بالرياضة ثم الرياضة ثم الرياضة، بدأنا بالسباحة منذ 8 سنوات، ‏ثم الفروسية منذ سن 12 سنة، إذ ‏قال لي الطبيب إنها تساعد على الانتباه والتركيز".

وتضيف: "تعامل الأطفال مع الخيل له تأثير إيجابي جداً، الخيل تستطيع فهم الأطفال، والشعور بالمصابين منهم بالتوحد، لأنهم بحاجة لصديق".  

وينطبق الأمر نفسه على محمود، الذي يعاني متلازمة داون، وأصبح أخيراً يستمتع بالرياضة بعد أن كان دائم الشكوى من التدريبات.

وقالت والدة محمود: "‏قبل ذلك لم يكن يحب الذهاب للتدريبات، كان يقول لا أريد الذهاب، لم يكن لديه صبر، الآن أصبح يحب الفروسية، سررنا كثيراً لأنه بدأ يحب شيئاً ما".

وتستمتع آية ومحمود، بوقتهما في "نادي الجزيرة للفروسية"، وهو ناد لركوب الخيل بحي الزمالك في العاصمة القاهرة، يقدم دروساً وتدريبات للأطفال الذين يعانون ظروفاً صحية تتعلق بنمو الجهاز العصبي.

طفل مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة يمارس رياضة الفروسية لمساعدته في العلاج  - REUTERS
طفل مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة يمارس رياضة الفروسية لمساعدته في العلاج - REUTERS

 الحلم أصبح واقعاً

وقال مدرب الفروسية المصري، هاني مجدي، إن الدروس صممت بأسلوب يلبي احتياجات الأطفال، مع توفير الخيول الهادئة والمدربة تدريباً جيداً، فضلاً عن إمكانية مشاركتهم في بطولات خاصة.

واستمر العمل في المشروع على مدى عامين، وتحول الحلم إلى حقيقة واقعة قبل 3 أشهر فقط. وتستوعب الدورة 25 طالباً، من جميع الأعمار، ولا يزيد العدد في كل فصل عن 5 من الفرسان الصغار.

وقال هاني: "‏نادي الجزيرة للفروسية بدأ يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة، ‏لدينا فرسان جيدون وعندما درسنا الموضوع ‏وجدنا أن الفروسية تنشئ علاقة بين الفارس والحصان، لهذه الرياضة تأثير إيجابي جداً في ذوي الاحتياجات الخاصة، وتساعدهم كثيراً".

وأضاف: "‏الفارس ذو الاحتياجات الخاصة لديه فرس خاص يعرف أسلوبه، خيول مدربة وحاصلة على جوائز سابقة".

ويقول الآباء والأمهات، وهم يهتفون مشجعين الأطفال، إنهم لاحظوا تحسناً كبيراً منذ أن بدأ أبناؤهم ركوب الخيل، بما في ذلك مهارات التركيز.

وفي العام الماضي، أشارت دراسة علمية، إلى أن الجمع بين رياضة ركوب الخيل والأنشطة التي تهدف للمساعدة في بناء الدماغ قد يساعد في تحسين المهارات الحركية لدى الأطفال الذين يعانون اضطرابات من بينها التوحد ومتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه.

ويبدو أن الجمع بين النهجين على مدى عدة أشهر، يؤدي إلى تحسن يمكن قياسه في المهارة والتنسيق والقوة، حسبما أفاد الباحثون.

لكن نتائج الدراسة كانت أولية، وأوصى الباحثون بإجراء بحوث على نطاق أوسع حول هذا الموضوع.