مكتشفة "قطعة هرم خوفو" لـ"الشرق": وجدتها في صندوق سيجار

القطع الخشبية التي عثر عليها فى اسكتلندا - AFP
القطع الخشبية التي عثر عليها فى اسكتلندا - AFP
لندن-الشرق

لم تتوقع عبير العداني، مختصة المصريات في متاحف "جامعة أبردين الأسكتلندية"، وهي تقوم بجرد للمقتنيات الآسيوية لدى الجامعة، أن تحقق اكتشافاً بالغ الأهمية: جزء من ثلاث قطع أثرية عثر عليها داخل الهرم الأكبر، في مصر، وكانت مفقودة لعقود عدة.

وقالت العداني في حديث لـ"الشرق": "كنت سعيدة جداً وفخورة جداً لأنني عثرت على هذه القطعة" داخل علبة "سيجار"، مضيفة: "صحيح أني أتعامل مع آثار من أنحاء العالم كافة، لكن سعادتي كانت تفوق التصور، لأن القطعة متعلقة ببلدي الأم مصر، وتخصصي في مجال المصريات".

معاونة شؤون الحفظ المصرية عبير العداني مع قطع من خشب الأرز اكتشفت  داخل الهرم الأكبر في الجيزة في مصر وعثر عليها في جامعة أبردين اسكتلندا - AFP
عبير العداني، مع قطع الخشب- AFP

وأوضحت العداني أن القطعة الأثرية المكونة من بقايا مسطرة كسرت في مرحلة ما بعد اكتشافها، ربما استخدمت في بناء الهرم.

وتعد القطعة المصنوعة من خشب الأرز، إحدى الأغراض الثلاثة التي عثر عليها عالم الآثار البريطاني، وايمان ديكسون، في الجيزة سنة 1872 داخل الهرم الأكبر (هرم خوفو)، ويحتفظ المتحف البريطاني "بريتيش ميوزيوم" بقطعتين، هما كرة وعقافة (عصا) من البرونز استخدمتا على الأرجح في أعمال التشييد، في حين فقد أثر القطعة الخشبية.

ووقت اكتشاف هذه القطع في القرن التاسع عشر، كان ديكسون برفقة الطبيب جيمس غرانت الذي سافر إلى مصر لمعالجة الكوليرا، ونشأت بينهما صداقة. وبعد وفاة الطبيب عام 1895، وهبت مجموعته إلى "جامعة أبردين"، حيث أعطت ابنته القطعة الخشبية للجامعة عام 1946، لكن القطعة لم تدون في السجلات، ولم يعثر عليها رغم أبحاث مكثفة.

وفي اللحظات التي كانت تجرد فيها العداني محتويات المجموعة الآسيوية للمتحف، رأت صندوقاً صغيراً لا يتجاوز طوله عشرة سنتيمترات، رسم عليه ثلاث نجمات وهلال، وهي رموز العلم المصري في الفترة الملكية، وهو ما أثار فضولها.

وعندما فحصت محتوياته، ساورها ظنّ بأن القطع الخشبية ليست من أصول آسيوية، بل على الأرجح مصرية، لتبدأ بعد ذلك رحلة التحقق منها.

500 عام قبل التشييد

وسمحت تحاليل حديثة بتقدير تاريخ القطعة والتي تعود بحسب الخلاصات إلى ما بين العامين 3341 و3094 قبل الميلاد، أي قبل 500 عام تقريباً من تشييد الهرم، فيما تطرقت الدراسات إلى احتمال أن تكون القطع التي عثر عليها والملقبة بتذكارات ديكسون قد تركها البناؤون في الموقع.

وقال المسؤول عن المتاحف والمجموعات الخاصة في جامعة أبردين: "تشكل هذه النتائج التي تم التوصل إليها بالتأريخ الكربوني، اكتشافاً من شأنه إحياء الاهتمام بتذكارات ديكسون التي قد تكشف بعضاً من أسرار الهرم الأكبر".