ألقت ناشطتان بيئيتان الحساء على الزجاج المصفح الخاص بلوحة "موناليزا" الشهيرة في متحف اللوفر الباريسي، الأحد، من دون إلحاق أذى بالعمل، في خطوة تضاف إلى سلسلة تحركات في الأشهر الأخيرة لحركات بيئية داخل متاحف عالمية.
وأوضح المتحف لوكالة "فرانس برس"، أن "العمل لم يتعرض لأي ضرر"، لافتاً إلى أن القاعة التي تُعرض فيها اللوحة، أعيد فتحها أمام الزوار بعد إغلاقها لنحو ساعة.
ويعتزم متحف اللوفر تقديم شكوى، الاثنين.
وهتفت الناشطتان اللتان وقف كل منهما على جانب من اللوحة، بعد رمي الحساء: "ما هو المهم؟ ما هو الأهم؟ الفن، أم الحق في غذاء صحي ومستدام؟ نظامنا الزراعي مريض. مزارعونا يموتون أثناء عملهم. ثلث الفرنسيين لا يتناولون وجباتهم الغذائية كاملة كل يوم".
وعقب ذلك، أُوقفت الناشطتان، وفق مصدر في الشرطة.
وبحسب متحف اللوفر، فإنّ الناشطتين أخفتا حساء اليقطين الذي ألقتاه على اللوحة في ترمس للقهوة. ويُسمح بإدخال الطعام عند مدخل الموقع.
وجرّب المتحف في الماضي حظر إدخال الأطعمة، لكنه تراجع عن هذه الخطوة، لا سيما بسبب إمكان شراء الطعام في الداخل.
تنديد رسمي
ونددت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بالحادثة قائلة: "إن الموناليزا، مثل تراثنا، مِلكٌ للأجيال المقبلة. ولا يمكن تبرير استهدافها لأي سبب كان".
وقالت الناطقة باسم الحكومة، بريسكا تيفنو، عبر قناة "فرانس 3" التلفزيونية العامة: "لا معلومات لديّ بأنّ موناليزا هي أكبر مسبّب للتلوث في فرنسا"، متسائلة: "ماذا يراد التعبير عنه أو المطالبة به من وراء ذلك. هذه خطوة استعراضية".
وكانت لوحة ليوناردو دا فينشي الأكثر شهرة في العالم، المعروضة خلف زجاج واق منذ سنة 2005، تعرضت لعمليات تخريب عدة في السابق. ففي مايو 2022، على سبيل المثال، رُشقت "الموناليزا" بقالب حلوى بالكريما أصاب زجاجها الواقي، من دون أن تتعرض لأي ضرر.
سلسلة تحركات احتجاجية
وجرى تبني هذه الخطوة، في بيان أرسلته إلى "فرانس برس" مجموعة تسمى Riposte Alimentaire "الرد الغذائي"، تقدم نفسها على أنها "حملة مقاومة مدنية فرنسية تهدف إلى إحداث تغيير جذري في المجتمع على المستوى المناخي والاجتماعي".
كما تأتي الخطوة "في أعقاب حملة (التجديد الأخير) التي أعلنت مسؤوليتها في الأشهر الأخيرة عن سلسلة تحركات للمطالبة بخطة تجديد حراري للمباني تتناسب وحالة الطوارئ" الحالية.
وأشارت المجموعة المسؤولة عن هذا التحرك الجديد إلى أن إلقاء الحساء على "الموناليزا" يشكّل "بداية حملة مقاومة مدنية، تحمل مطلباً واضحاً ومفيداً للجميع: الضمان الاجتماعي للغذاء المستدام".
أعمال فنية في مرمى المحتجين
واستهدفت سلسلة عمليات احتجاجية في الأشهر الماضية أعمالاً فنية في متاحف عدة حول العالم.
وفي أكتوبر 2022، أفرغت شابتان ترتديان قميصين كُتب عليهما "Just Stop Oil" ("أوقفوا النفط") محتوى علبتين من حساء الطماطم على تحفة فان جوخ "دوار الشمس" في متحف "ناشونال غاليري" في لندن، قبل أن تلتصقا بالحائط، وتصيحا "أيهما أكثر قيمة؟ الفن أم الحياة؟". وكانت هذه اللوحة بدورها محمية بزجاج واق.
وفي متاحف أخرى، ألصق ناشطون أيديهم على لوحة للرسام غويا في مدريد، فيما رشّ آخرون طلاءً أحمر وأسود على قفص زجاجي يحيط بلوحة ديغا "الراقصة الصغيرة ذات الأربعة عشر عاماً" في واشنطن. ووضع ناشطون أيضاً عصير تفاح على تحفة فنية لكلود مونيه في بوتسدام قرب برلين.
وعلى نطاق أوسع، أدت حركات عصيان مدني أخيراً إلى تعطيل أحداث رياضية، أو عرقلة حركة المرور في بلدان غربية، للتنديد بتقاعس الحكومات والعالم الاقتصادي في معالجة أزمة المناخ.