حقق رجل أعمال بوسني، الحلم الذي ظل يراوده على مدار 20 عاماً، وهو إنشاء حديقة طبيعية مستوحاة من أشهر لوحات فان جوخ The Starry Night (ليلة النجوم).
القصة بدأت بعد أن قرر حليم زوكيتش من بلدة فيسوكو إنشاء حديقة، بعد شراء الأرض وكوخ في بلدة قريبة، دون أن يكون لديه تصور للشكل النهائي الذي ستكون عليه الحديقة.
وقبل 6 سنوات، عندما كان واقفاً على تل بالقرب من حقل قش، بدأ زوكيتش يراقب طريقة عمل الجرارات في الحقل، ويتأمل في الأثر الذي أحدثته تحركات الآلة، وخاصة العجلات التي تترك أشكالاً حلزونية في الحقل، وهو ما أعاد إلى ذهنه النمط المتموج في اللوحة الشهيرة "The Starry Night" (ليلة النجوم) لفان جوخ من عام 1889.
وقال رجل الأعمال لـ"رويترز ": "من هذه اللحظة، لم أعد أشعر بالتردد بشأن الشكل النهائي للحديقة، وبدأت أفكر في كيفية تحقيق هذا التصور، لا سيما وأن الأمر يتطلب الكثير من الوقت، والمال، والجهد".
التحديات التي واجهت زوكيتش لم تكن عائقاً أمام إرادته في إنشاء الحديقة التي تبلغ مساحتها نحو 25 فداناً، ولتكون جزءاً من مجمع أكبر يقدم تجربة استرخاء للزوار، لذلك زرع المزيد من الأشجار، وأنشأ 13 بحيرة من المجاري المائية الطبيعية الموجودة.
وفي محاولة لمضاهاة المظهر المتموج في اللوحة، زرع 130 ألف عشبة من اللافندر، بدرجات ألوان مختلفة، فضلاً عن أعشاب طبية وعطرية مثل المريمية، والقنفذية، والشيح، والبابونج، وجرى تنظيم كل ذلك على "هيئة دوائر ملونة، ودوامات، ومدرجات طبيعية".
واضطلع زوكيتش بأعمال تنسيق الحديقة بنفسه، وقال: "هذه أكبر محاكاة للوحة The Starry Night، وهي ثمرة حلم استغرق تحقيقه 20 عاماً".
وأضاف: "الحديقة ستركز على تقديم برامج فنية للترويج للتراث الثقافي لمنطقة وسط البوسنة".
لوحة The Starry Night (ليلة النجوم)
وأفاد موقع MoMA بأن لوحة فان جوخ تجسيد للسماء وقت الليل، عندما يهيمن عليها القمر الساطع على اليمين، والزهرة في المنتصف وعلى اليسار، إذ قرر فان جوخ تبني الرسم الحديث الجديد الممزوج بالعاطفة والرمزية، وتجسيد للحالة النفسية التي يشعر بها الفنان.
واستلهم فان جوخ هذه الصورة من المنظر الذي رآه عبر نافذته، في ملجأ سان بول دي موسول في سان ريمي، في جنوب فرنسا، حيث أمضى الفنان 12 شهراً في الفترة من 1889 إلى 1890 ساعياً إلى التعافي من أمراضه العقلية.
