واشنطن وموسكو بحثتا فرض قيود متبادلة على الصواريخ والمناورات العسكرية

time reading iconدقائق القراءة - 7
مؤتمر صحافي للجانب الروسي بعد اختتام جلسة المحادثات الروسية الأميركية. 10 يناير 2022. - Bloomberg
مؤتمر صحافي للجانب الروسي بعد اختتام جلسة المحادثات الروسية الأميركية. 10 يناير 2022. - Bloomberg
دبي - الشرق

قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، إنها ناقشت الاثنين مع نظيرها الروسي اتخاذ خطوات متبادلة لخفض التصعيد تتعلق بالصواريخ والتدريبات العسكرية، لكنها جددت تحذير موسكو من العواقب الشديدة التي ستلحق بها إذا هاجمت أوكرانيا. 

وبعد أكثر من سبع ساعات من المحادثات في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أكدت شيرمان أن الولايات المتحدة مستعدة للقاء مرة أخرى، لكن روسيا لم تقدم ضمانات أنها ستسحب قواتها التي حشدتها على امتداد حدودها مع أوكرانيا.

وأكدت أن "دولة ما لا تستطيع أن تغير حدود دولة أخرى بالقوة"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة كانت واضحة في أنها "سترحب بأي تقدم حقيقي يتم إحرازه عبر الدبلوماسية، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث فقط في جو من خفض التصعيد".

وصرحت شيرمان للصحافيين "تناولنا عدداً من الأفكار تمكن بلدينا من اتخاذ إجراءات متبادلة من شأنها أن تكون في مصلحتنا الأمنية وتحسين الاستقرار الاستراتيجي".

ورفضت الدبلوماسية كشف تفاصيل ما تم تداوله، لكنها قالت إن الولايات المتحدة قدمت مقترحات بشأن الصواريخ، وهي "منفتحة على مناقشة مستقبل أنظمة صواريخ معينة في أوروبا"، على غرار معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي انسحبت منها واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

وأضافت في تصريح صحافي عبر الهاتف "نحن منفتحون أيضاً على مناقشة السبل التي يمكننا عبرها وضع قيود متبادلة على حجم ونطاق التدريبات العسكرية وتحسين الشفافية حول تلك التدريبات - أشدد، على أساس متبادل". 

وأكدت أن الولايات المتحدة "مستعدة للتحرك بأسرع ما يمكن في ظل هذه الظروف"، لكنها رجحت أن تستغرق المناقشات وقتاً.

وأوضحت أنها استبعدت دعوة روسية للحصول على ضمانات أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي. وقالت: "مع ذلك، نحن حازمون في رفض المقترحات الأمنية التي تعتبر ببساطة غير مقبولة للولايات المتحدة. لن نسمح لأي طرف بإنهاء سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي". 

وجددت شيرمان دعوتها روسيا لإعادة قواتها التي تقدر بنحو 100 ألف عسكري إلى الثكنات أو توضيح الغرض من حشدها على الحدود الاوكرانية.

وحذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي من أنه إذا شنّت روسيا هجوماً "ستكون هناك تكاليف وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهته (موسكو) عام 2014"، في إشارة إلى ضمّ شبه جزيرة القرم، ودعم تمرداً انفصالياً في شرق أوكرانيا.

ولفتت إلى أن روسيا توافق على أن الحرب النووية لا يمكن الانتصار بها، ولا يجب خوضها.

مباحثات "صريحة وجادة"

من جهة ثانية، اتفقت كلّ من الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، إن جلسة المحادثات الأمنية بين موسكو وواشنطن في جنيف التي بحثت عدة قضايا يتصدرها موضوع أوكرانيا، والضمانات الأمنية الروسية بشأن توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كانت "صريحة" و"جادة"، وشددا على أن هناك حاجة لمزيد من المحادثات. 

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الاثنين، أن الطرف الأميركي تعامل "بكل جدية" مع المقترحات الروسية، وقام بمعالجة كل المطالب، داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة عدم الاستخفاف بالمخاطر المتعلقة بإمكانية المزيد من المواجهة.

وقال ريابكوف إنَّ المحادثات كانت "صعبة وطويلة، ولكن احترافية وعميقة وملموسة، وبدون أي محاولات لتزيين الأمور، أو الالتفاف على أي زوايا حادة".

وأوضح أن الوفد الروسي شرح لنظيره الأميركي "لماذا يعد الحصول المطالب والضمانات الأمنية (الروسية) أمراً واجباً، ولماذا نحتاج إلى الحصول على ضمانات قانونية لعدم نشر البنية التحتية الهجومية القادرة على إنزال ضربات على الأراضي الروسية، بالقرب من الحدود الروسية".

واعتبر ريابكوف أنه "بالتأكيد من الواجب على روسيا أن تضمن أن أوكرانيا لن تصبح أبداً عضواً في الناتو"، مشيراً إلى أن المسألة تتعلق بـ"الأمن القومي الروسي"، مشيراً إلى أن أوكرانيا وجورجيا لن تصبحا أبداً جزءاً من حلف الناتو"، وشدد على أنه "لم نصل إلى أي تفاهم حول عدم توسع الناتو شرقاً".

وحذر ريابكوف أنه من دون تقدم في هذه المسائل الأساسية والمفتاحية، فإن هذا بالنسبة لروسيا سيطرح علامات استفهام.

وقال ريابكوف "لم يكن مفاجئاً بالنسبة لنا روح التصريحات المجهولة لعدد من الشخصيات في الإدارة الأميركية في الأشهر الأخيرة، وما تم طرحه من اتهامات وشكاوى بشأن الوجود العسكري للقوات المسلحة الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، وما تم التعبير عنه من تهديدات أو على الأقل إنذارات لروسيا".

وأضاف: "لكننا قد اقترحنا لزملائنا أنه ليس هناك أي خطط أو نوايا لمهاجمة الدولة الأوكرانية، أما جميع الإجراءات لرفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة، فكل ذلك أمر يجري في الأراضي الروسية، خاصة وأنه ليس هناك أي أساس لأن نخاف من تصعيد في هذا السياق"، على حد تعبيره.

وشدد على أن روسيا تضع الدور الأميركي "أمام المزيد من المسؤولية في هذه اللحظة الحاسمة، ويجب ألا نستخف بخطورة المخاطر المتعلقة بإمكانية المزيد من المواجهة".

ولفت إلى أن "الحديث الاحترافي والعملي في حد ذاته يدفع إلى المزيد من التفاؤل ولكن كما قلت سابقاً، فإن المسائل الأساسية لا تزال معلقة في الهواء، ونحن لا نرى من طرف الولايات المتحدة وجود تفهم لضرورة حل هذه القضايا وفقاً لمقترحات روسيا".

وأوضح أن موسكو ستتخذ "قرارات وإجراءات استكمالاً للمناقشات التي ستطرأ في الأيام القادمة، وذلك في بروكسل 12 يناير حيث سنلتقي ممثلي حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى جلسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 13 يناير".

وأشار إلى أنه "بعد ذلك سيصبح واضحاً أكثر هل هناك أي أساس للعرض على حكومة دولتين اتخاذ قرار ما بغية التقدم بهذه العملية التفاوضية".

تصنيفات