أثبت مزيج الأجسام المضادة لفيروس كورونا المستجد، الذي تطوّره شركة "أسترازينيكا"، فاعليته ضد تحوّرات الجائحة، في الاختبارات المبكرة، وهذه خطوة مهمة محتملة بالنسبة إلى الأفراد غير القادرين على تلقي اللقاحات.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مارك إيسر، رئيس قسم العلوم الميكروبية في "أسترازينيكا"، قوله إن مجموعة الأجسام المضادة أحادية المنشأ، المأخوذة من المرضى الذين يتعافون من كورونا، صمدت أمام سلالات جديدة حُدّدت للمرة الأولى في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، في اختبارات معملية مكثفة. وهذا الأمر مفيد بشكل خاص، إذ تكافح الشركة لتأمين مشاركين في التجارب، في ضوء نجاح اللقاحات.
ويمكن للقاحات أن تحمي السكان عامة من المرض، ولكن لا يستطيع الجهاز المناعي للجميع الاستجابة بشكل مناسب. وقد يحتاج الأشخاص المعرّضون للخطر، مثل مرضى السرطان، إلى أدوية مثل الأجسام المضادة أحادية المنشأ، يمكنها تحييد الفيروس ومحاكاة الاستجابة المناعية اللازمة، لتجنّب العدوى. وتجري "أسترازينيكا" 5 تجارب متقدمة على الأجسام المضادة، ساعية إلى الوقاية والعلاج.

"مشكلة جيدة"
وكانت الشركة خططت أصلاً لاستهداف المسنّين بالأجسام المضادة؛ لأن هؤلاء لا يستجيبون عادة للقاحات الإنفلونزا أيضاً. لكن ردّ فعل أفضل من المتوقع من المسنّين، تجاه الجرعات المضادة لكورونا، أرغم "أسترازينيكا" على التركيز أكثر على الأفراد المعرّضين للخطر، مع توقع صدور البيانات الأولى بحلول الصيف المقبل، كما قال إيسر.
وأضاف أن الطرح القوي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "أبطأنا قليلاً، وهذه مشكلة جيدة". وتابع: "التحدي الآخر هو أن الأشخاص الذين التحقوا بدراساتنا، يمتنعون عن نيل اللقاح".
وجمعت الشركة نحو 5 آلاف مشارك مستهدف، في تجربة تدرس الوقاية، و1125 شخصاً في دراسة لفحص تأثير الأجسام المضادة، بعد تعرّض أحدهم للفيروس، في أماكن مثل دور رعاية المسنّين. وتشمل التجارب الثلاث الأخرى حالات لمرضى داخليين وخارجيين بكورونا.

طلب يفوق العرض
ووافقت الشركة البريطانية العام الماضي على تزويد الولايات المتحدة بنحو 100 ألف جرعة من الأجسام المضادة، بدءاً من نهاية عام 2020، مع خيار الحصول على مليون جرعة أخرى في عام 2021.
وذكر ناطق باسم "أسترازينيكا" أن تسليم هذه الجرعات لن يتم إلى أن تحصل الشركة على نتائج، علماً بأن المملكة المتحدة توصّلت أيضاً لاتفاق على شراء مليون جرعة، في ديسمبر الماضي.
وأشار إيسر إلى إمكان زيادة إنتاج اللقاح بسهولة أكبر، مستدركاً بإمكان إنتاج ملايين فقط من جرعات الأجسام المضادة أحادية المنشأ سنوياً. ويعني ذلك أن الطلب على تلك الأدوية يمكن أن يفوق العرض بشكل كبير، إذا ثبت نجاحها.
وتنشط شركات أخرى أيضاً في مشاريع مماثلة، إذ حصل مزيج لأجسام مضادة، طوّرته شركة "إيلاي ليلي"، على موافقة طارئة في الولايات المتحدة، في نوفمبر الماضي، بوصفه علاجاً للمرضى المعرّضين لخطر كبير من أن تتحوّل حالتهم، من خفيفة إلى شديدة أو دخولهم المستشفى.
كذلك تعاونت "إيلاي ليلي" الشهر الماضي مع شركة "غلاكسو سميث"، وشريكتها "فير بايوتكنولوجي"، لاختبار مجموعة من أجسامهما المضادة؛ لأن متحوّرات الفيروس تشكّل تهديداً جديداً.