"قسد" تطالب روسيا بمنع هجوم تركي على شمال سوريا.. وواشنطن تقلص دورياتها

time reading iconدقائق القراءة - 6
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية خلال تنفيذ عملية أمنية في مخيم الهول قرب الحسكة- 2 أبريل 2021 - Twitter@SDF_Syria
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية خلال تنفيذ عملية أمنية في مخيم الهول قرب الحسكة- 2 أبريل 2021 - Twitter@SDF_Syria
دبي/ أنقرة/ واشنطن-الشرقرويترز

طالب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي روسيا بالتدخل لمنع هجوم تركي بري ضد المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا، فيما أعلنت الولايات المتحدة تقليص الدوريات المشتركة في المنطقة.

تأتي مطالبة عبدي بعد تأكيد مسؤولين أتراك أن الجيش لا يحتاج إلا لبضعة أيام ليكون جاهزاً للتوغل البري شمال سوريا.

وأطلقت تركيا سلسلة ضربات جوية وبأسلحة "هاوتزر" ضد قوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في سوريا، وواصلت التهديد بشن هجوم بري أيضاً، رغم رفض واشنطن، الداعمة للأكراد، وموسكو، الداعم الرئيسي لدمشق.

"معركة وجود"

وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، قال عبدي إنه ما زال يخشى غزواً برياً تركياً على الرغم من التأكيدات الأميركية، وطالب برسالة "أقوى" من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود.

تأتي عمليات القصف بعد أشهر من تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن غزو بري جديد ضد القوات الكردية التي يعتبرها "إرهابية".

وأضاف عبدي الذي التقى، السبت، قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو في مطار القامشلي العسكري، أن هناك تعزيزات على الحدود وداخل سوريا في مناطق تسيطر عليها الفصائل المتحالفة مع تركيا.

وتابع: "طلبنا منهم ضرورة إيقاف الهجمات التركية، ما هو واضح حتى الآن أن الأتراك مصرون على شن العملية البرية".

وقال عبدي إنه تلقى "تأكيدات واضحة" من كل من واشنطن وموسكو بأنهما تعارضان غزواً برياً تركياً، لكنه أوضح أنه يريد شيئاً ملموساً أكثر لكبح أنقرة.

وأضاف: "ما زلنا قلقين، نحتاج إلى بيانات أقوى وأكثر صلابة لوقف تركيا، لقد أعلنت تركيا عن نيتها وهي تستطلع الآن الأمور، تتوقف بداية وقوع غزو على كيفية تحليلها لمواقف الدول الأخرى".

وشدد عبدي، الذي لطالما انتقد الموقف "الضعيف" لحليفته واشنطن، على ضرورة أن يكون هناك "موقف رادع وأكثر قوة" من كافة الأطراف المعنية بهذا الملف.

وحذر من أنه في حال نفذت تركيا تهديداتها "فإننا سنكون مضطرين لتوسيع دائرة الحرب" لتشمل كامل الحدود السورية، وأوضح: "بالنسبة لنا، ستكون معركة وجود".

تقليص الدوريات

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة قلصت عدد الدوريات المشتركة في شمال سوريا مع قوات سوريا الديمقراطية، بعد ضربات تركية في المنطقة وقبل غزو بري تخشاه من جانب أنقرة.

وقال المتحدث باسم البنتاجون البريجادير جنرال باتريك رايدر، إنه "بينما لم تتوقف العمليات ضد تنظيم داعش، تعيّن تقليص الدوريات لأن قوات سوريا الديمقراطية خفضت عدد الدوريات الخاصة بها".

وأضاف أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيتحدث مع نظيره التركي قريباً.

وتتلقى القوات الكردية السورية دعماً من واشنطن منذ سنوات، لكنها نسقت جهودها أيضاً مع الحكومة السورية وحليفتها روسيا اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة خصمين.

"قسد" ترفض الانسحاب

وتبادلت قوات سوريا الديمقراطية وأنقرة  الاتهامات بشأن مسؤولية انتهاك اتفاق 2019 الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا لطرد المسلحين الأكراد من المناطق الحدودية مقابل امتناع تركيا عن الغزو.

وأشار عبدي إلى أن قواته لم يُطلب منها الانسحاب من أي مناطق أخرى وإنها سترفض إذا طُلب منها ذلك، مشيراً إلى أن "انشغال الوسطاء الرئيسيين في هذا الاتفاق بالغزو الروسي لأوكرانيا يجعل من المتعذر تنفيذه بشكل ملائم".

وقال: "الكل مشغول.. كان للحرب الروسية الأوكرانية تأثير سلبي على التزامات هذه الدول في هذه المنطقة".

وأكد عبدي أنه لن يعتمد على الدفاعات الجوية السورية لأنها "ضعيفة" نسبياً مقارنة بالجيش التركي.

كان عبدي قال لـ"رويترز" في وقت سابق إنه يأمل في أن تساعد الدفاعات السورية في الدفاع عن قواته من ضربات أنقرة الجوية.

وتعتبر سوريا تركيا قوة محتلة في شمالها، وقالت دمشق إنها ستعتبر أي توغل تركي جديد من "جرائم الحرب".

لكن العلاقات الباردة قد يدب فيها الدفء، إذ أجرى رئيس الاستخبارات التركية محادثات سرية في دمشق وشجع وزير خارجيتها المتمردين والحكومة على المصالحة.

وأثار ذلك قلق السكان الأكراد في سوريا، لكن عبدي قال إنه تلقى تطمينات من دمشق بأن المصالحة مع أنقرة تتطلب الانسحاب الكامل للقوات التركية.

وكما حدث خلال هجمات تركية سابقة، تقوم موسكو بدور الوسيط، وتوصلت في عام 2019 إلى اتفاق نص على انتشار قوات النظام السوري في مناطق سيطرة الأكراد الحدودية لوقف هجوم سيطرت خلاله أنقرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً، وانتشرت أيضاً قوات روسية في المنطقة لتسيير دوريات.

وأوضح عبدي أن "ما يتم نقاشه الآن هو التزام الأطراف بتفاهمات 2019"، مضيفاً: "لا توجد لدينا مشكلة في زيادة أعداد القوات الحكومية".

وتحمل قوات سوريا الديمقراطية على دمشق موقفها "الضعيف" حتى الآن من ضربات تركيا وتهديداتها.

ورداً على سؤال بشأن موافقة قواته على عودة المؤسسات الحكومية إلى المناطق المهددة، قال عبدي إن "ذلك مرتبط بالتوصل إلى حل سياسي مع حكومة دمشق".

أنقرة: ندافع عن حدودنا

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إنه لولا العمليات العسكرية التركية في سوريا، لما كان بالإمكان تحقيق وحدة أراضي هذا البلد، مشيراً في مقابلة مع إحدى القنوات المحلية الخاصة إلى أن تركيا هي "الدولة الأكثر حرصاً على وحدة الأراضي السورية".

وأضاف قالن أنه لولا التدخلات العسكرية لتركيا، لكان من المحتمل ظهور "ممر إرهابي" ودويلة من الحدود العراقية إلى البحر الأبيض المتوسط، وأنه لو تأسس هذا الممر لما كان بإمكان روسيا ولا إيران ولا النظام السوري إزالته.

وتابع: "بعملياتنا العسكرية في الشمال السوري، حققنا أمن حدودنا وكذلك حافظنا على وحدة الأراضي السورية، ووضعنا حداً لموجات هجرة أكبر ربما كانت ستأتي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات