نقلت وكالة "بلومبرغ" عن أشخاص مطلعين، لم تسمّهم، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعد لاتخاذ إجراءات ضد أفراد وكيانات روسية على خلفية سوء السلوك المزعوم، بما في ذلك اختراق "سولارويندز"، وجهود تعطيل الانتخابات الأميركية.
وكجزء من هذه التحركات التي قد يتم الإعلان عنها الخميس، بحسب "بلومبرغ"، تخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات على نحو 12 فرداً، بما في ذلك مسؤولو الحكومة والاستخبارات و20 كياناً روسياً.
وقال مراسل وكالة "بلومبرغ" بالبيت الأبيض، جوردان فابيان، إن إدارة بايدن ستعلن الخميس عن عقوبات ضد 12 روسياً، بينهم مسؤولون في الحكومة و20 كياناً، كما "ستطرد 10 مسؤولين روس من الولايات المتحدة".
وتأتي هذه الإجراءات بعد أن حذر الرئيس بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة، الثلاثاء، من أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها.
في الوقت ذاته، طرح بايدن فكرة عقد قمة بين الزعيمين لبحث القضايا المتعلقة بالبلدين.
وحسب "بلومبرغ"، أدى احتمال عقد هذا الاجتماع إلى ارتفاع الروبل إلى أقصى مستوياته خلال 3 أشهر أمام الدولار، حيث يراهن المستثمرون على أن هذه القمة يمكن أن تزيل التوترات وتقلل من مخاطر فرض عقوبات جديدة.
ولم يصدر تعليق فوري عن المتحدثين باسم البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الخزانة، كما لم تستجب وزارة الخارجية على الفور لطلب "بلومبرغ" للتعليق.
"لن تساعد بعقد قمة بوتين-بايدن"
وأكد الكرملين، الخميس، إن عقوبات أميركية جديدة، لن "تساعد" في خطط عقد قمة بين فلاديمير بوتين وجو بايدن، كان اقترحها البيت الأبيض.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "من الواضح أن العقوبات المحرجة المطروحة لن تساعد في عقد لقاء كهذا".
وفي مقابلة مع محطة محلية، قال بيسكوف، إن التهديد بالعقوبات "يشير إلى وجود تناقض بين الأقوال والأفعال من الجانب الأميركي".
ورداً على سؤال، عما سيحدث إذا فرضت الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على روسيا، قال بيسكوف: "عندها ستكون كلماتهم أقل ارتباطاً بالأفعال"، وفق ما أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وكان تقييم استخباراتي خلص بدرجة عالية من الثقة إلى أن بوتين وحكومته سمحا، ووجها جهداً للتأثير في انتخابات 2020. واستهدفت بعض الإجراءات المخطط لها المنافذ التي تسيطر عليها أجهزة الاستخبارات الروسية، والمتهمة بنشر معلومات مضللة أثناء الحملة الانتخابية لعام 2020، وفقاً لما ذكره أحد المصادر لـ "بلومبرغ".
وتشمل الجهات الأخرى المستهدفة الأفراد والكيانات التي تعمل خارج روسيا بأوامر من موسكو.
وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب المراجعة التي أمر بها الرئيس بايدن في أول يوم كامل له في منصبه لأربعة ملفات رئيسية تتعلق بموسكو، وهي التدخل في الانتخابات، وتقارير عن مكافآت روسية لجنود أميركيين في أفغانستان، وهجوم "سولارويندز"، وتسميم زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني.
وأعلنت الإدارة الأميركية فرض عقوبات ضد مسؤولين روسيين بشأن نافالني الشهر الماضي، ولكنها أوقفت العمل حتى الآن في الملفات الثلاثة الأخرى.
ورفضت روسيا مراراً الاتهامات بأنها تتدخل في الانتخابات، أو تسمم معارضيها، أو أنها عرضت دفع مكافآت مقابل قتل جنود أميركيين.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف الأسبوع الماضي إن روسيا سترد على أي عقوبات جديدة، والتي وصفها بأنها وسيلة "غبية".
وتشمل قائمة من يواجهون الجولة التالية من العقوبات أفراداً وكيانات تتهمهم الولايات المتحدة بتمكين "وكالة أبحاث الإنترنت"، وهي منظمة تابعة للكرملين استخدمت عملية منسقة على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لمساعدة حملة دونالد ترمب الرئاسية في عام 2016.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن إجراءات الرد على نشاط "سولارويندز" السيبراني الخبيث سوف تستهدف 6 كيانات مرتبطة بأجهزة الأمن الروسية، ويُتوقع أيضاً إعلان هذه الإجراءات الخميس.
وقال المصدر للوكالة الأميركية إن الولايات المتحدة تستعد أيضاً لتسمية "جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي" كمرتكب لهذا النشاط.
وهذا الهجوم نفذه متسللون اخترقوا برامج مستخدمة على نطاق واسع من قبل شركة "سولارويندز" التي تتخذ من تكساس مقراً لها، واخترقوا نحو 100 شركة أميركية و9 وكالات حكومية قبل اكتشافه من قبل شركة أمن سيبراني.
ويمكن أن تعقب عقوبات هذا الأسبوع إجراءات أخرى. وكان موقع "بلومبرغ نيوز" ذكر سابقاً أن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ إجراءات أخرى، بما في ذلك السندات التي تصدرها روسيا.