اشتباكات في الخرطوم بالتزامن مع انطلاق قمة دول جوار السودان

time reading iconدقائق القراءة - 5
أعمدة دخان في أم درمان بالقرب من جسر حلفايا خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش. 15 أبريل 2023 - REUTERS
أعمدة دخان في أم درمان بالقرب من جسر حلفايا خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش. 15 أبريل 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

سمع دوي انفجارات واشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني، في أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، وذلك بالتزامن مع استضافة مصر قمة دول جوار السودان، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي، ووضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة.

وأفاد مراسل "الشرق" بسماع دوي انفجارات عنيفة واشتباكات بالأسلحة الثقيلة، مع تحليق متواصل للطيران الحربي، كما شهدت مناطق جنوب بحري قصفاً مدفعياً عنيفاً، استهدف تمركزات قوات "الدعم السريع" في المنطقة.

بدورها، قالت قوات "الدعم السريع" إنها قامت بعمليات تمشيط لمناطق واسعة من بحري وأم درمان، مشيرة إلى أنها "ما زالت تحتفظ بسيطرتها علي هذه المناطق"، وذلك في رد على تصريحات للجيش قال فيها إنه "نفذ عمليات تمشيط واسعة في الخرطوم بحري".

مقبرة جماعية

وفي سياق متصل بالصراع في السودان، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخميس، إن 87 شخصاً على الأقل بعضهم من عرقية المساليت دفنوا في مقبرة جماعية في غرب دارفور، مضيفاً أن لديه معلومات جديرة بالثقة عن مسؤولية قوات "الدعم السريع" عن ذلك.

وأدان فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "بأشد العبارات قتل المدنيين والعاجزين عن القتال"، معرباً عن شعوره بـ"الفزع من الطريقة القاسية والمهينة التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم"، داعياً إلى إجراء تحقيق سريع وشامل.

قمة في مصر

وفي إطار إنهاء الصراع الدائر منذ أبريل الماضي، تستضيف مصر، الخميس، قمة دول جوار السودان، لبحث إنهاء الأزمة، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى. 

وقال أحمد فهمي، الناطق باسم الرئاسة المصرية في تصريحات خاصة لصحيفة "الأهرام" الحكومية، إن القمة "تُعقد في توقيت دقيق للغاية"، وأن "مصر منخرطة منذ البداية في محاولة تسوية الأزمة بالسودان"، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى "اعتبارين أساسيين، الأول حماية الشعب السوداني والحفاظ على استقراره ومقدراته ومصالحه، وكذلك الروابط التاريخية العميقة".

وتابع أن "الأزمة التي يتعرض لها الشعب السوداني تُحزننا وتسبب لنا الكثير من الألم كمصريين، على جميع المستويات"، مشيراً إلى أن مصر لديها "رغبة أكيدة فى إنهاء الصراع من أجل الشعب".

وقال فهمي إن الاعتبار الثاني هو "حماية الأمن القومي المصري، باعتبار السودان دولة جوار، وما يحدث فيها له تأثير مباشر على أمن مصر".

وأشار في هذا الصدد إلى أن "هذين الاعتبارين دفعا مصر في هذا التوقيت إلى أن ترى أن هناك ضرورة كبيرة لتوحيد رؤية ومواقف دول الجوار بشأن الأزمة في السودان، وبالتالي جاءت الدعوة لهذه القمة".

مشاركة واسعة

ولفت الناطق باسم الرئاسة المصرية، إلى أن انعقاد المؤتمر في القاهرة يؤكد "حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار، وأمن واستقرار المنطقة ككل".

وأوضح أن مصر وجهت الدعوة لكل دول الجوار السوداني، متوقعاً مشاركة جميع رؤساء تلك الدول بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي ممثلاً برئيس المفوضية الإفريقية، وأيضاً جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها أحمد أبو الغيط.

وكانت مصادر مصرية أكدت لـ "الشرق"، الأربعاء، وصول رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس المجلس الانتقالي التشادي محمد إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إلى القاهرة للمشاركة في القمة.

يشار إلى أن الصراع تسبب بنزوح 3 ملايين شخص، بحسب بيان للمنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، بينهم 2.4 مليون نزحوا داخل السودان، بينما فر أكثر من 730 ألفاً إلى دول مجاورة.

وأغلب النازحين من العاصمة الخرطوم التي يتركز فيها القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وإقليم دارفور الذي تفجرت فيه أعمال العنف أيضاً، إذ فر معظمهم إلى مصر أو إلى تشاد، مع عبور أعداد كبيرة أيضاً إلى جنوب السودان وإثيوبيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات