استؤنفت الجولة الثامنة من محادثات فيينا، الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، باجتماع ثنائي بين رئيس فريق التفاوض الإيراني، علي باقري، ونائب المدير للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية.
كما أشارت الوكالة إلى أن المفاوض الإيراني عقد لقاء آخر مع نظرائه الأوروبيين. ولكن السفير الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف الذي يمثل بلاده في المباحثات، قال على تويتر إن لقاءات اليوم هي "غير رسمية".
وعادت جولات المفاوضات للانعقاد بعد عطلة بداية العام الجديد، لتستكمل إيران والأطراف التي ما زالت منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، بمشاركة أميركية غير مباشرة، الجولة الثامنة من المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق الذي انسحبت واشنطن منه أحادياً عام 2018، معيدة فرض عقوبات على طهران.
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات الاقتصادية التي أعادت واشنطن فرضها، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت التراجع عنها بدءاً من 2019 رداً على انسحاب واشنطن.
ونقلت "إرنا" عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قوله في وقت سابق الاثنين، إن طهران بدأت تلمس "واقعية غربية" في المباحثات، إلا أنه ما زال من المبكر الحكم على جدية الولايات المتحدة في رفع العقوبات.
واعتبر خطيب زاده في تصريحاته، أن الوقت حان ليظهر الأطراف الآخرون "التزامهم ... وأنه يمكننا أن نتقدم في مسألة رفع العقوبات والضمانات والتحقق، من رفعها بشكل عملي".
وتابع "بطبيعة الحال، علينا أن نضمن أن الشركات (الأجنبية)" ستصبح قادرة على التعامل مع إيران دون أن تخشى التعرض لإجراءات عقابية أميركية.
والخميس الماضي، كان باقري قال في تصريحات عشية استراحة المفاوضين، إن طهران لمست تحقيق "تقدم مرضٍ نسبياً خلال الأيام الأولى من الجولة الثامنة".
وتابع: "نأمل أنه بعد أيام الاستراحة لنهاية السنة الميلادية، ستتم متابعة عمل أكثر جدية من قبل مختلف الأطراف حول مسألة رفع العقوبات".
اتفاق خلال فبراير
وفي الأسبوع الماضي، توقع مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، التوصل إلى اتفاق بشأن العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015، خلال النصف الأول من فبراير المقبل، في حين وصفت إيران الجولة الثامنة من مباحثات فيينا بـ"الإيجابية والجيدة".
وأشار أوليانوف في تصريحات لتلفزيون "إيران إنترناشيونال"، إلى أن مسألة ضمان بقاء الولايات المتحدة في الاتفاق النووي والذي انسحبت منه عام 2018، خلال السنوات المقبلة "مطروحة"، لافتاً إلى أن المشاركين لا يريدون "تكرار الممارسات السابقة". وأضاف أنه "لاحظ بعض التقدم في مسارين، "طاولة المفاوضات"، و"التقييمات العامة للموقف".
وجاء قول نائب وزير الخارجية الإيراني رئيس وفد بلاده في المحادثات، تزامناً مع مندوب روسيا، بأن النتائج التي جرت خلال الأيام الأخيرة، تشير إلى حصول تقدم جيد في مجال إلغاء الحظر.
تحذيرات من التصعيد
حذرت الولايات المتحدة وأوروبا من أن تقدم طهران وتصعيدها المستمر في برنامجها النووي، قد يزيد من صعوبة العودة إلى الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قبيل توقف المحادثات، إن تقدم إيران المستمر في برنامجها النووي يزيد من صعوبة العودة إلى الاتفاق، محذراً من أن واشنطن قد تبحث عن بدائل أخرى غير التفاوض.
بينما دعا مفاوضو الدول الأوروبية المشاركة في المحادثات (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا)، طهران إلى تجنب أي خطوات تصعيدية، وذلك وسط تحذيرات من ضيق الوقت المتاح أمام المفاوضين لإحياء اتفاق 2015.
اقرأ أيضاً: