"الشهادة الصحية" تدخل حيز التنفيذ في فرنسا رغم الاحتجاجات

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من المظاهرات ضد استخدام الشهادة الصحية في العاصمة الفرنسية باريس - 5 أغسطس 2021  - AFP
جانب من المظاهرات ضد استخدام الشهادة الصحية في العاصمة الفرنسية باريس - 5 أغسطس 2021 - AFP
باريس/ دبي - أ ف بالشرق

دخل العمل بالشهادة الصحية في فرنسا، الاثنين، حيز التنفيذ، حيث ستصبح جزءاً من الحياة اليومية، على الرغم من الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع، بعدما صادق عليه المجلس الدستوري للحد من انتشار فيروس كورونا.

وسيتعيّن على الفرنسيين أن يُبرزوا هذه الوثيقة في كافة الأماكن العامة، مثل الحانات والمطاعم ودور السينما والمسارح إلى المستشفيات وقطارات المسافات الطويلة.

وأعلنت الحكومة الفرنسية أنه لن تتخذ إجراءات صارمة بشأن استخدام هذه الشهادة، في أول أسابيع تطبيق العمل بها، ليُتاح لأصحاب المؤسّسات الاعتياد على الوثيقة الجديدة المدعمة برمز الاستجابة السريعة "كيو آر".

وأقرّ المتحدّث باسم الحكومة الفرنسية جابريال آتال، بأن هذه الشهادة، تعد "إجراءً ملزماً إضافياً" لكنّ الحكومة تعتبره ضرورياً، بينما يستمرّ الوضع الصحّي في التدهور.

وقالت إدارة الصحة العامة الفرنسية، إن وحدات العناية المركزة استقبلت 1510 مصابين، السبت، مقابل 1099 قبل أسبوع.  وارتفع عدد الحالات التي تتطلب الدخول للمستشفيات إلى 8425 مقابل 8368، الجمعة. 

وصرح وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، أنّ "الشهادة الصحية والتقدّم في التطعيم يفترض أن يسمحا لنا بتجنب مزيد من إجراءات حظر التجول والإغلاق".

وتُقدم العديد من النصوص والمراسيم والأوامر التي نُشرت، الأحد، في الجريدة الرسمية في فرنسا، تفاصيل عَمَليّة بشأن استخدام الشهادة. 

وليكون صالحاً، يجب أن تثبت الشهادة الصحية التي أصبحت مطلوبة في بلدان أوروبية عدّة، أن عمليّة التطعيم استكملت أو أن حامل الشهادة أصيب بالفيروس وشفي منه، أو خضع لفحص قبل "أقل من 72 ساعة" أثبت عدم إصابته بالمرض. 

ولن يكون "تصريح الأمان الصحي" هذا مطلوباً لدى زيارة طبيب صحة عامة. لكنه سيكون إلزامياً للتوجه إلي المستشفى "شرط ألا يشكل في أي حال من الأحوال عائقاً أمام الحصول على رعاية ضرورية وعاجلة"، حسب ما أوضح فيران.

احتجاجات ضد "مجتمع الرقابة"

وخلال عطلة الأسبوع الماضي شهدت عدة مدن فرنسية، تظاهرات ضخمة للأسبوع الرابع على التوالي، رفضاً لإقرار الشهادة الصحية.

وذكرت وزارة الداخلية أن نحو 237 ألف شخص خرجوا في مسيرة سلمية، بينهم 17 ألفًا في باريس.

ويعترض جزء كبير من المتظاهرين على فرض إبراز التصريح الصحي، وقال عدد من المتظاهرين لوكالة "فرانس برس"، إنهم يرفضون أن يكونوا "فئران تجارب" للقاحات الجديدة، لكن قسماً كبيراً من المتظاهرين، وبعضهم حصل على اللقاح، يرون في فرض التصريح الصحي "إجباراً مستتراً على تلقي اللقاح" ومحاولة لفرض "مجتمع رقابة".

وتجري هذه المسيرات للمرة الرابعة على التوالي خلال عطلة نهاية الأسبوع، غداة نداء أطلقه الرئيس إيمانويل ماكرون بضرورة تلقي اللقاح، بينما تلقى أكثر من 44 مليون شخص جرعة واحدة منه على الأقل (65.9% من السكان).

تدابير ناجحة رغم الاحتجاجات

ورغم الاحتجاجات الكبيرة إلا أن التدابير الخاصة بالشهادة الصحية أثبتت نجاحها، إذ ارتفع عدد راغبي تلقي اللقاح بشكل كبير خلال أيام من صدور القرار، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها.

وذكرت "فرانس برس"، أنه حتى السبت كان 44.6 مليون شخص (66.2% من السكان) تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح و37 مليوناً (55.1%) استكملوا اللقاح.

وتؤكد مصادر أن خطاب إيمانويل ماكرون في 12 يوليو أعطى دفعاً لحملة التطعيم ضد كورونا، فمنذ ذلك الحين تم تحديد أكثر من 6.8 مليون موعد لجرعة أولى. 

احتجاجات تعم أوروبا

وشهدت أوروبا احتجاجات مماثلة إذ اضطرت الشرطة في اليونان إلي استعمال قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد في العاصمة أثينا في يوليو الماضي، يحتج علي التطعيم الإلزامي ضد فيروس كورونا، في أعقاب قرار أصدرته الحكومة، بإلزانية التطعيم للعاملين في الرعاية الصحية ودور رعاية المسنين بعد ارتفاع أعداد الإصابات بشكل كبير.

وشارك نحو 1500 في الاحتجاج أمام مبنى البرلمان، وهو ثاني احتجاج خلال أسبوع على الحملة اليونانية للتطعيم ضد كورونا. وشارك أكثر من 5 آلاف في احتجاج الأربعاء الماضي، حيث كان بعضهم يلوح بالعلم اليوناني وصلبان خشبية.

وكان الاتحاد الأوروبي صادق في مايو الماضي علي الشهادة الصحية التي يأمل في أن تتيح إعادة فتح الحدود بعد أزمة كورونا، ورحّب قادة الدول الـ27، أعضاء التكتل، الحريصون على تنسيق إعادة فتح الحدود تدريجياً بإصدار "شهادة رقمية أوروبية لكورونا"، ودعوا إلى "تطبيقها بشكل سريع".

وشهدت ألمانيا احتجاجات مماثلة تقودها جماعة "كويردينكر" التي تشكك في وباء كورونا وتقلل من أهمية الهولوكوست، وسط مخاوف من استغلال جماعات اليمين المتطرف للإجراءات لتقويض الحكومة والدولة واللجوء للعنف.

وفي إيطاليا انطلقت احتجاجات، السبت الماضي، في وسط روما احتجاجاً علي الشهادة الصحية التي تعرف باسم "الجواز الأخضر" واحتشد آلاف في ميلانو شمال البلاد حاملين شارات صفراء تحمل كلمة (غير ملقح) مقارنين أنفسهم بضحايا الهولوكوست بحسب وكالة الأنباء الإيطاليا أنسا.

وفي يوليو الماضي اندلعت تظاهرات في نابولي جنوبي البلاد ضد الشهادة الصحية، وأطلق المتظاهرون الغاضبون من الإجراءات الجديدة التي تلزمهم بإبراز شهادة التطعيم أو اختبار سلبي لفيروس كورونا هتافات مناهضة للجهود الحكومية قائلين "الحرية" و"تسقط الديكتاتورية". 

وسيتعين علي الإيطاليين الراغبين في دخول المطاعم والمتاحف والأماكن العامة حمل شهادة صحية صالحة ليتمكنوا من القيام بهذ الأمور.