ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس إمكانية فرض عقوبات اقتصادية جديدة على بيلاروسيا، في ظل تكثيف الضغوط على الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وقالت زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفياتلانا تسيخانوسكايا، للصحيفة الأميركية إن "العقوبات الجديدة ستُضاف إلى قائمة العقوبات التي فرضتها واشنطن في وقت سابق من هذا العام، وستهدف إلى عزل الزعيم ألكسندر لوكاشينكو".
يأتي ذلك في أعقاب زيارة إلى واشنطن قامت بها تسيخانوسكايا، حيث التقت مشرّعين وكبار المسؤولين الإداريين، للضغط بهدف تشديد العقوبات.
استهداف الاقتصاد
والتقت تسيخانوسكايا اثنين من كبار مساعدي السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن، وهما مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكين.
ونقلت الصحيفة عن فراناك فياكوركا، أحد كبار مستشاري تسيخانوسكايا، قوله إن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية أشاروا إلى عزمهم سنّ عقوبات جديدة، وتحديداً قطاعي البوتاس والنفط الخام.
وتعد بيلاروسيا من أبرز مصدّري البوتاس في العالم، المستخدم في الأسمدة. واستورد الاتحاد الأوروبي العام الماضي مواد كيماوية بلغت قيمتها 1.2 مليار يورو، بما في ذلك البوتاس من مينسك، إضافة إلى نفط خام ومنتجات ذات صلة، مثل الوقود وزيوت التشحيم، بأكثر من مليار يورو.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "لن نحدد إجراءات بعينها.. ولكننا إلى جانب شركائنا وحلفائنا سنستمر في تحميل نظام لوكاشينكو المسؤولية عن أفعاله، من خلال العقوبات وغيرها من الإجراءات".
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس مناقشة إجراءات أميركية محددة، فيما امتنعت الوزارة عن التعليق على عقوبات محتملة على النفط الخام والبوتاس في مينسك، بينما لم ترد سفارة بيلاروسيا في واشنطن على طلب الصحيفة للتعليق.
عقوبات سابقة
في وقت سابق من هذا العام، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ما يقرب من 20% من صناعة البوتاس في بيلاروسيا، وكذلك على صناعة البترول في البلاد، باستثناء النفط الخام، مما ترك فرصة للولايات المتحدة لمضاعفة تأثير هذه الإجراءات.
يأتي ذلك بعدما أرغمت بيلاروسيا، في 23 مايو الماضي، طائرة ركاب تابعة لشركة "راين إير"، كانت متجهة من اليونان إلى ليتوانيا، على الهبوط في مينسك، حيث اعتقلت السلطات الصحافي البيلاروسي المعارض رومان بروتاسيفيتش وصديقته الروسية صوفيا سابيغا اللذين كانا في الطائرة.
وقالت تسيخانوسكايا للصحافيين إن الإجراء الأميركي سيكون "مؤثراً، وهو ما يمثل إدانة من واشنطن.. هذه معركة نور وظلام، إذ إن لوكاشينكو أصبح أكثر قسوة الآن".
واعترفت تسيخانوسكايا بالمخاوف من أن يدفع الضغط الغربي على مينسك النظام إلى الاقتراب من روسيا، وهي العملية التي بدأت بالفعل، قائلة إن "الخطوة التالية هي أن نفقد الاستقلال".
والشهر الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا عقوبات منسّقة على بيلاروسيا، تستهدف قطاعات اقتصادية حيوية، وتسعى إلى "تجفيف منابع تمويل النظام"، في إطار تكثيف الضغوط على لوكاشينكو.
ومنع الاتحاد الأوروبي شركات الطيران البيلاروسية من دخول أجوائه، كما منع شركات الطيران في دوله وعددها 27 من استخدام المجال الجوي البيلاروسي.
وأصدر الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا بياناً مشتركاً بشأن بيلاروسيا، شدد على اتحادهم في شأن "قلق عميق من الهجمات المستمرة لنظام لوكاشينكو على حقوق الإنسان والحريات الأساسية والقانون الدولي".
اقرأ أيضاً: