ماذا يعني غرق الطراد الروسي "موسكوفا" للبحرية الأميركية؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
الطراد الصاروخي "موسكفا" يبحر في مضيق البوسفور - 14 أبريل 2022 - REUTERS
الطراد الصاروخي "موسكفا" يبحر في مضيق البوسفور - 14 أبريل 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

هزّت أوكرانيا العالم مجدداً في 14 أبريل الماضي، بعدما أغرقت الطراد "موسكوفا"، أكبر سفينة في الأسطول الروسي بالبحر الأسود، عندما تم قصفه بصاروخين كروز مضادين للسفن من طراز "نبتون".

وكان الطراد "موسكوفا" الذي سُمي نسبة إلى العاصمة موسكو، يحمل على متنه طاقماً قوامه 500 شخص تقريباً، ومجهزاً بترسانة من الصواريخ المضادة للسفن والطائرات وصواريخ الدفاع الجوي. 

وأشار تقرير أورده موقع "ديفنس نيوز" الأميركي، الأربعاء، إلى إنه بالرغم من مظهره الذي ينذر بالخطر، لم يتمكن "فخر الاتحاد الروسي" من الدفاع عن نفسه ضد عدد صغير من صواريخ كروز المضادة للسفن.

ولفت التقرير إلى أن تداعيات غرق الطراد كانت متعددة الأوجه، إذ يعد نجاحاً استراتيجياً لأوكرانيا، حيث أخرج السفينة الحربية الأكثر فتكاً من الحرب وأجبر باقي الأسطول على التراجع بعيداً عن الساحل.

وأضاف أن "إغراق الطراد موسكفا، يمثل مشكلة لا مفر منها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن حملة التضليل التي أطلقها يجب أن تجيب الآن على تدمير هذه السفينة وسلامة طاقمها".

رسالة لواشنطن

ويرى الموقع أن ثمة رسالة أخرى من هذه الكارثة يجب على البحرية الأميركية والكونجرس أخذها في الاعتبار، عند اتخاذ قرارات إنفاق بعيدة المدى تتعلق بالأسطول الأميركي في القرن الـ 21.

وهذه الرسالة مفادها أنه "إذا كان صاروخ قصير المدى منخفض الكلفة مثل نبتون قادر على تدمير إحدى أكبر السفن الحربية في البحرية الروسية، فكيف تتأكد الولايات المتحدة من أن أسطولها لن يلقى المصير ذاته؟". 

وتزداد خطورة هذا السؤال عند النظر إلى تطور تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن في الصين، والتي تفوق مدى وقوة صاروخ "نبتون" الأوكراني.

وعلى سبيل المقارنة، يبلغ مدى "نبتون" 200 ميل تقريباً، ويحلق بسرعة دون سرعة الصوت، ويحمل رأساً حربية مُصممة لإحداث أضرار جسيمة في السفن الكبيرة، ولكن ليس بالضرورة إغراقها. 

وتمتلك الصين صواريخ مضادة للسفن مثل "دونج فينج"، الذي يبلغ مداه ألف ميل تقريباً، و"دي إف 21"، الذي يبلغ مداه ألفين و500 ميل تقريباً.

ولفت الموقع إلى ضرورة أن تنظر البحرية والكونجرس، فيما إذا كان التقدم الذي تحرزه الولايات المتحدة قادراً على تقديم نفس الأداء، بعدما أثرت صواريخ "نبتون" الأوكرانية بشدة على التواجد الروسي في البحر الأسود.

تدابير مضادة

وتعمل الولايات المتحدة على اتخاذ تدابير مضادة، مثل تطوير الرادارات طويلة المدى وأنظمة دفاع جوي وصاروخي متكاملة، والتي يتم دمجها في بناء السفن الجديدة.

وأعربت البحرية الأميركية عن ثقتها في توفير ميزانية أعلى لبناء الغواصات ووضع الخطط لإطالة عمر الغواصات "لوس أنجلوس" المُحصنة ضد تهديد صواريخ كروز المضادة للسفن.

ويرى الموقع أن الأسطول السطحي للولايات المتحدة يجب أن يكون قادراً على رصد، وتتبع، والاشتباك مع الصواريخ المضادة للسفن الخاصة بأعدائها، بالإضافة إلى امتلاك السلامة الهيكلية اللازمة للنجاة من الأضرار الناجمة عن القتال.

ويشار إلى أن ميزانية القوات البحرية التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن، تعكس الحاجة إلى النظر في هذا التحدي الاستراتيجي، ولكن طلبه توفير 28 مليار دولار لبناء السفن البحرية يُعد الأكبر على الإطلاق.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قد طلب 19 مليار دولار لبناء السفن الحربية في ميزانيته الأخيرة في عام 2020.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات