منطقة المحيطين الهادي والهندي.. سجال صيني أميركي ومخاوف من "صدام مفتوح"

time reading iconدقائق القراءة - 4
مؤتمر "شانجريلا" الأمني في سنغافورة- 10 يونيو 2022 - الشرق
مؤتمر "شانجريلا" الأمني في سنغافورة- 10 يونيو 2022 - الشرق
سنغافورة-وليد مداور

تصدرت الخلافات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ محادثات كبار المسؤولين الدفاعيين على هامش مؤتمر "شانجريلا" الأمني في سنغافورة، وسط مخاوف من "تفجر صراع جديد" بسبب ارتفاع التوتر في المنطقة.

وفي الجناح الهولندي بفندق "شانجريلا" استقبل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وفود الدول الآسيوية المشاركة في المؤتمر، يتقدمهم وزراء دفاع إندونيسيا وفيتنام وآخرين من دول شرق آسيا، وفي الجناح نفسه استقبل أوستن أيضاً وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه، والذي قطع نحو 100 متر من مكان تواجد الوفد الصيني في الفندق للاجتماع بنظيره الأميركي.

ويبرز الخلاف الأميركي الصيني بشكل أكبر في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، حيث يتنافس البلدان على إبرام اتفاقات لتوسيع تحالفاتهما.

تايوان "قنبلة موقوتة"

هيمنت قضية تايوان على محادثات وزير الدفاع الأميركي ونظيره الصيني في هذا المؤتمر.

ويًهدد أي تفجر للصراع في جزيرة تايوان باستقرار شرق آسيا، أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وما زاد من القلق هو استخدام وزير الدفاع الصيني لغة قوية في الحديث عن تايوان خلال اجتماعه بأوستن، حين تعهد بأن بكين "ستسحق إلى أشلاء أي مخطط لاستقلال تايوان، وتؤكد بحزم على وحدة الوطن الأم"، مضيفاً أنه "إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان عن الصين، فلن يتردد الجيش الصيني بكل تأكيد في بدء حرب مهما كلف الأمر".

أوستن الذي سارع خلال هذا الاجتماع للتأكيد على احترام واشنطن لمبدأ "الصين الواحدة" بشأن تايوان، بعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي قال فيها إن بلاده "ستدافع عن تايوان إذا تعرضت لغزو صيني"، دعا أيضاً إلى "الامتناع عن القيام بأي خطوات إضافية حيال تايوان تزعزع الاستقرار".

خطر انتقال حرب أوكرانيا إلى شرق آسيا

بعد غزو روسيا لأوكرانيا، برزت مخاوف من تداعيات ذلك على مستقبل منطقة شرق آسيا، إذ قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في كلمته خلال مؤتمر "شانجريلا"، إن الحرب "اليوم في أوكرانيا، وقد تصبح غداً في شرق آسيا".

ودعا كيشيدا إلى الحوار لحل الخلافات بين بلدان المنطقة، لكنه شدد على أن اليابان مطالبة بتعزيز قدراتها العسكرية من أجل أن تكون "حاملة لواء السلام في المنطقة".

وبشأن الغزو الروسي، تباينت وجهات النظر أيضاً بين الصين والولايات المتحدة، إذ تجنب وفد بكين الذي حضر إلى سنغافورة، تسمية الحرب في أوكرانيا بـ"الغزو"، إلا أنه تحدث عن موقف صيني "يدعم الحوار" لإنهاء الصراع بين موسكو وكييف.

ورداً على البيان الأميركي الذي طالب فيه وزير الدفاع لويد أوستن من بكين بـ"عدم دعم روسيا عسكرياً أو السعي لتغيير الوضع الراهن"، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الصينية على هامش المؤتمر: "تلقيت للتو المعلومات الصادرة من الجانب الأميركي. بالتأكيد لم تقدم الصين أي مساعدة لروسيا، لسنا نحن من يغير الوضع الراهن، مثلما يحدث في تايوان".

وتتهم دول غربية الصين بتوفير "غطاء اقتصادي" لروسيا من أجل تفادي العقوبات الغربية المشددة الساعية لتقويض الاقتصاد الروسي لمنعه من تمويل آلته الحربية.

وقال متحدث من الوفد الصيني إن بلاده "لا تُقدم أي دعم عسكري لروسيا، وهي تدعم حلاً دبلوماسياً للصراع".

المحيط الهادئ

خلال العقود الماضية، تراجع الدور الأميركي في الدول الجزرية الواقعة بالمحيط الهادئ، بعد أن تركزت السياسة الأميركية في أماكن أخرى، ولكن التحركات الصينية الأخيرة في المنطقة، خصوصاً إبرام اتفاق أمني مع جزر سليمان، والاستثمارات الصينية في البنى التحتية لهذه الجزر، دفعت الولايات المتحدة إلى توجيه بوصلتها إلى المنطقة مرة أخرى.

ووقعت الصين اتفاقاً أمنياً مع جزر سليمان، عارضته الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، على غرار أستراليا ونيوزيلاندا واليابان.

ويشمل هذا الاتفاق تعاوناً في مجال الشرطة بين البلدين، لكنه تضمن "لغة غامضة" بشأن طبيعة هذا التعاون، إذ قالت أستراليا التي ترى فيه "تهديداً مباشراً لمصالحها" إنه يُتيح للصين إرسال قوات أمنية لمواجهة أية احتجاجات في هذا الأرخبيل، حيث شهد في الأشهر الأخيرة مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن.

تصنيفات