كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً.. والقيادة الأميركية: لا تهديد وشيك

time reading iconدقائق القراءة - 6
عرض عسكري في العاصمة بيونج يانج لصواريخ تابعة للجيش الكوري الشمالي. 8 فبراير 2023 - REUTERS
عرض عسكري في العاصمة بيونج يانج لصواريخ تابعة للجيش الكوري الشمالي. 8 فبراير 2023 - REUTERS
سيول/ دبي-أ ف بالشرق

أطلقت كوريا الشمالية، السبت، ما يُعتقد أنه صاروخ بالستي بعيد المدى، في أول اختبار من نوعه منذ مطلع العام يأتي قبيل مناورات عسكرية أميركية-كورية جنوبية مقرّرة الأسبوع المقبل، فيما أعلنت القيادة الأميركية في الإندو باسيفيك أنها "على علم بعملية الإطلاق".

وأعلنت قيادة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية أن "صاروخاً يُشتبه بأنه بعيد المدى أطلق من منطقة سونان في بيونج يانج باتجاه البحر نحو الساعة 17:22 (08:22 بتوقيت جرينتش)"، في إشارة إلى المساحة المائية التي تعرف أيضاً ببحر اليابان، الذي تطلق عليه كوريا الجنوبية اسم "بحر الشرق".

وشدد البيان على أن "الجيش الكوري الجنوبي على أهبة الاستعداد ويتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وبصدد تعزيز المراقبة واليقظة".

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية سقط على ما يبدو في منطقة اليابان الاقتصادية الخالصة، ولاحقاً أكد متحدث باسم الحكومة اليابانية أنه صاروخ بالستي عابر للقارات.

وقال كيشيدا في تصريحات للصحافيين: "يبدو أن صاروخاً بالستياً أطلقته كوريا الشمالية سقط في منطقة اليابان الاقتصادية الخالصة، غربي هوكايدو"، وذلك بعدما أشار مسؤول في وزارة الدفاع اليابانية إلى إمكان سقوط الصاروخ على بعد نحو مئتي كيلومتر إلى الغرب من جزيرة أوشيما الواقعة ضمن نطاق منطقة هوكايدو في شمال اليابان.

من جانبها، أعلنت القيادة الأميركية في منطقة الإندو-باسيفيك (منطقة المحيطين الهندي والهادئ) أنها على علم بالصاروخ الباليستي وأنها تتشاور بشكل وثيق مع كوريا الجنوبية واليابان وحلفاء آخرين، وفق وكالة "رويترز".

وقالت إن الولايات المتحدة تدين عملية الإطلاق، لكن تقييمها يقوم على أنه "لا تهديد وشيك للجنود الأميركيين أو الأراضي الأميركية أو الحلفاء".

تصاعد التوتر

وارتفع منسوب التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية بعدما كرّس الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون في سبتمبر الماضي رسمياً سياسة تجعل من الوضعية النووية لبيونج يانج أمراً "لا رجعة فيه"، كما أجرت عدداً قياسياً من التجارب على أسلحتها.

ورداً على ذلك، عزّزت سول مناوراتها العسكرية مع حليفتها واشنطن إذ تسعى الحكومة الكورية الجنوبية لتهدئة مخاوف الكوريين الجنوبيين القلقين بشكل متزايد إزاء مدى التزام واشنطن ردع بيونج يانج.

وعملية الإطلاق، السبت، هي الأولى منذ الأول من يناير، وتأتي بعد أيام قليلة على إعلان سول عن تدريبات نظرية مقرّرة الأسبوع المقبل في واشنطن سيبحث خلالها الحليفان في كيفية التصدي لأي استخدام من جانب بيونج يانج للسلاح النووي.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في تصريح لوكالة "فرانس برس"، الجمعة، إن التدريبات المقرّرة ستركّز على "التخطيط المشترك والإدارة المشتركة والرد المشترك مع القدرات النووية لواشنطن" في حال شنّت بيونج يانج هجوماً نووياً.

ولوّحت كوريا الشمالية، الجمعة، برد قوي "غير مسبوق" على مناورات عسكرية مرتقبة لسول وواشنطن، معتبرة أنها استعدادات للحرب.

وجاء في بيان لمتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية، نشره الإعلام الرسمي، أنه إذا مضت واشنطن وسول قدماً في المناورات "ستواجهان ردود فعل حازمة وقوية غير مسبوقة".

بعد أن تولى يون سوك يول الرئاسة في كوريا الجنوبية، عزّزت سول المناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة بعدما خُفّضت وتيرتها خلال جائحة كورونا، علماً بأن تلك المناورات كانت قد علّقت إبان جهود دبلوماسية تجاه بيونج يانج بُذلت في عهد سلفه ولم تثمر.

"دولة عدو"

هذا الأسبوع، وصفت كوريا الجنوبية في وثيقة دفاعية جارتها الكورية الشمالية بأنها "عدوتها"، وذلك للمرة الأولى خلال 6 أعوام لم تستخدم فيها سول هذا التوصيف، في إشارة إلى تشدد سول حيال بيونج يانج.

وأجرت كوريا الشمالية، العام الماضي، تجارب أطلقت خلالها صواريخ عدة، سقط أحدها على مقربة من المياه الإقليمية الكورية الجنوبية وذلك للمرة الأولى منذ التوصل في العام 1953 إلى هدنة وضعت حداً للحرب الكورية.

في ديسمبر الماضي، أطلقت كوريا الشمالية 5 مسيّرات عبرت المجال الجوي لسول، بما في ذلك أجواء المقر الرئاسي الكوري الجنوبي.

وسبق أن أشارت بيونج يانج مراراً إلى أنها غير مهتمة بإجراء مزيد من المحادثات، وقد دعا الزعيم الكوري الشمالي مؤخراً إلى "زيادة هائلة" في الترسانة النووية لبلاده.

وفي عرض عسكري كبير نظّم في بيونج يانج، الأسبوع الماضي، استعرضت كوريا الشمالية عدداً قياسياً من الصواريخ البالستية العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

وأشار خبراء إلى أن العرض شمل صواريخ بالستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب.

وتطوير هذا النوع من الصواريخ البالستية العابرة للقارات هو أحد الأهداف الرئيسة لبيونج يانج لأنه يجعل من الصعب رصد صواريخها النووية وتدميرها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات