البنتاجون يلقي باللوم على الخارجية في "فشل الإجلاء" من أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، مع وزير الدفاع لويد أوستن، والجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، في جلسة استماع بالكونجرس - واشنطن- 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، مع وزير الدفاع لويد أوستن، والجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، في جلسة استماع بالكونجرس - واشنطن- 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

ألقى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، باللوم على وزارة الخارجية الأميركية، في فشل عمليات إجلاء المدنيين من أفغانستان، خلال "إحاطة سرية" بمجلس الشيوخ، حسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.

ونقل الموقع عن مصدرين حضرا الإحاطة، أن ميلي اعتبر أن عمليات الإجلاء كان يجب أن تبدأ في وقت مبكر، مشدداً على أن مسؤولي وزارة الخارجية "انتظروا وقتاً طويلاً ليصدروا أمر الإجلاء".

وجاءت تصريحات ميلي أكثر انتقاداً لوزارة الخارجية خلال الإحاطة السرية، مقارنة بتصريحاته في جلسة الاستماع العامة، أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، حين قال إن مسألة ما إذا كان يجب الشروع في تنفيذ عمليات الإجلاء في وقت مبكر يبقى "سؤالاً مفتوحاً يحتاج إلى الكثير من التدقيق للإجابة عنه".

خلافات عميقة

وأكدت تصريحات ميلي الجديدة الخلافات العميقة بين وزارتي الدفاع والخارجية، خلال الانسحاب من أفغانستان، الذي تم إكماله في أغسطس الماضي، بحسب "أكسيوس".

ويطالب المشرعون في الكونجرس، بتحديد مسؤولية إدارة بايدن في الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، والفشل في إجلاء مدنيين أميركيين والآلاف من المتعاقدين الأفغان المعرضين للخطر، قبل مغادرة القوات الأميركية.

وأقر الجنرال ميلي، خلال الإحاطة السرية، بحدوث خلافات بين البنتاجون ووزارة الخارجية، بحسب ما أكده مصدر ثالث حضر الإفادة لـ"أكسيوس".

وقال المصدر إن الجنرال ميلي "لم يكن يحاول لوم أي شخص في حد ذاته، بل كان يتحدث من منظور عسكري بحت. إذ قال إنه كلما أسرعنا في إخراج المدنيين، صاروا أكثر أماناً".

وتتولى وزارة الخارجية مسؤولية الأمر، بالشروع في "عملية إخلاء غير المقاتلين"، المتعلقة بإجلاء المدنيين، فيما يقوم الجيش بتنفيذ الأوامر.

خلاف حول موعد الإجلاء

وأكد وزير الدفاع لويد أوستن، خلال الجلسة السرية أمام مجلس الشيوخ، أنه أمر القيادة المركزية الأميركية في أفغانستان، بالتحضير لتنفيذ "عملية إجلاء غير المقاتلين قبل أسابيع من إعلان الرئيس جو بايدن في أبريل الماضي، أن الولايات المتحدة ستنسحب من أفغانستان".

لكن وزارة الخارجية لم تأمر بالبدء في إجلاء المدنيين حتى 14 أغسطس الماضي، قبل يوم واحد من سقوط كابول في يد حركة طالبان، بحسب أوستن.

وأشار "أكسيوس" إلى أن الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، أخبر وزارة الخارجية الأميركية بأن إجلاء الحلفاء الأفغان، في وقت سابق على الانسحاب العسكري، من شأنه أن يؤثر على الروح المعنوية للجيش الأفغاني، ويؤدي إلى انهيار الحكومة.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، إن الوزارة أرجأت الشروع في الإجلاء، لأنه "لا أحد كان يعتقد بأن القوات الأفغانية ستنهار في غضون 11 يوماً".

وكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أول مسؤول كبير في إدارة بايدن يدلي بشهادته أمام الكونجرس بشأن أفغانستان، إذ واجه انتقادات حادة ودعوات للاستقالة من جمهوريين.

واعتبر بلينكن خلال شهادته، أنه لم تكن هناك أي مؤشرات لانهيار الحكومة والقوات الأفغانية في غضون 11 يوماً، مبيناً أن "أكثر السيناريوهات الاستخباراتية تشاؤماً، لم تتوقع سقوط كابول بوجود القوات الأميركية داخلها".

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه "ليس هناك دليل على أن القوات الأفغانية كانت لتصبح أقوى لو بقيت قواتنا لفترة أطول".

وبرر بلينكن عملية الإجلاء المتعجلة من أفغانستان بانهيار الحكومة الأفغانية، مشيراً إلى أن "آلاف الأميركيين لم يخرجوا من أفغانستان، رغم مطالباتنا منذ مارس الماضي، حتى قمنا بإجلائهم في أغسطس"، على حد قوله. 

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تواصلت مع حلفائها، قبل إعلان قرار الانسحاب من أفغانستان، وتناقشت معهم حول آلية التنفيذ.

اقرأ أيضاً: