المغرب.. آلاف المهاجرين يتدفقون سباحة إلى سبتة الخاضعة لسيطرة إسبانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
مهاجرون يسبحون وصولاً إلى السياج الفاصل بين المغرب ومدينة سبتة التي تسيطر عليها إسبانيا، 18 مايو 2021. - REUTERS
مهاجرون يسبحون وصولاً إلى السياج الفاصل بين المغرب ومدينة سبتة التي تسيطر عليها إسبانيا، 18 مايو 2021. - REUTERS
مدريد -وكالات

أعلن وزير الداخلية الإسباني، فرناندو جراندي مارلاسكا، الثلاثاء، أن إسبانيا أعادت 2700 مهاجر إلى المغرب من بين أكثر من 6 آلاف دخلوا إلى مدينة سبتة عن طريق السباحة على مدى اليومين الماضيين.

وقال في تصريحات للصحفيين، نشرتها وكالة "رويترز"، إن مدريد أرسلت 200 فرد من الشرطة إلى سبتة لتعزيز القوات البالغ قوامها 1200 فرد وتتولى حراسة الحدود مع المغرب في الوقت الراهن.

واستمر تدفق المهاجرين، وغالبيتهم من المغاربة، ليل الاثنين الثلاثاء، إلى سبتة التي تخضع لسيطرة إسبانيا ويطالب بها المغرب، لينضموا إلى الآلاف الذين اجتازوا الحدود في يوم واحد، بالتزامن مع توتر حاد بين الرباط ومدريد، فيما توفي رجل غرقاً أثناء محاولته الوصول إلى سبتة سباحة.

وصباح الثلاثاء، أفادت السلطات الإسبانية باجتياز 86 مهاجراً قادمين من المغرب، السياج الحدودي لمدينة مليلية التي تسيطر عليها إسبانيا ويعتبرها المغرب محتلة أيضاً.

6 آلاف مهاجر

وتشكل مدينتا سبتة ومليلية اللتان تقعان على الساحل الشمالي للمغرب، الحدود البرية الوحيدة للقارة الإفريقية مع أوروبا، وظلتا جاذبتين للمهاجرين الأفارقة الساعين للوصول إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل.

وأعلنت السلطات الإسبانية وصول ما لا يقلّ عن 6 آلاف مهاجر بينهم أكثر من 1500 قاصر، الاثنين، إلى سبتة قادمين من المغرب المجاور سواء سباحة أو سيراً على الأقدام، مشيرة إلى "عدد قياسي" في يوم واحد، لكن الحكومة أعلنت الثلاثاء إعادة 1500 من هؤلاء إلى المغرب.

وكان متحدث باسم الشرطة قال لوكالة "فرانس برس" إن عدداً متنامياً من المهاجرين وصلوا منذ ساعات الصباح الأولى الاثنين وحتى وقت متأخر ليل الاثنين الثلاثاء، إلى الجيب الواقع شمال غرب المغرب بعدما غادروا الشواطئ المغربية التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات جنوب سبتة.

وتمّ تعزيز عناصر المراقبة صباح الثلاثاء، قرب مدينة الفنيدق الحدودية، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمعين في المكان، ما اضطر البعض إلى العودة.

سباحة وسير

وقالت آمال (18 عاماً) التي كانت بصحبة شقيقها وصديقين: "كثيرون من أصدقائنا نجحوا في العبور، وصلنا متأخرين".

وقال سليمان (21 عاماً): "لا مستقبل لي هنا، هدفي هو الوصول إلى أوروبا".

وطيلة الليل، وصل شباب وأطفال ونساء إلى الفنيدق، وتوجهوا إلى سبتة عن طريق البحر باستخدام عوامات أو قوارب مطاطية في بعض الأحيان، بينما وصل آخرون سيراً على الأقدام بعد أن اجتازوا المعبر تحت أنظار مجموعة من عناصر الأمن الذين لم يحاولوا إيقافهم.

وشاهد صحافيون في "فرانس برس" رجالاً ونساءً من كل الأعمار في الفنيدق ينزلون بالعشرات نحو الشاطئ عبر طريق صغير، قبل أن يركضوا في اتجاه مدينة سبتة إلى جانب البحر.

وقالت وردة (26 عاماً) القادمة من مدينة تطوان المجاورة: "علمت من فيسبوك أنه من الممكن العبور، استقللت سيارة تاكسي مع صديقة، لأنني لم أعد قادرة على تأمين الطعام لعائلتي".

أزمة دبلوماسية

وكان المغرب وإسبانيا وقّعا قبل فترة اتفاقاً ينص على إعادة المواطنين المغاربة الذين يصلوا سبتة سباحة، إلى بلادهم.

وفي نهاية أبريل الماضي، حاول نحو 100 مهاجر العبور سباحة إلى سبتة من المغرب ضمن مجموعات تضم 20 إلى 30 شخصاً، لكن أعيد معظمهم إلى المغرب.

وقال محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان ومقره في الفنيدق، إن هذه الموجة الجديدة من الهجرة تتعلق بشكل رئيسي "بالقصّر، ولكن أيضاً بالعائلات، وجميعهم مغاربة".

ورأى أنّ ذلك "يمكن أن يكون متصلاً بالأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا".

واستدعت الرباط، الحليف الرئيسي لمدريد في مكافحة الهجرة غير القانونية، في نهاية أبريل الماضي، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن "سخطها" بسبب استضافة بلاده إبراهيم غالي، زعيم جبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء، لتلقّي العلاج على أراضيها.

وأكدت الخارجية المغربية أن الاستضافة "فعل جسيم مخالف لروح الشراكة وحسن الجوار"، مشددة على أن المملكة "ستستخلص منه كل التبعات".

وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا جونزاليس لايا، لإذاعة "كادينا سير" مساء الاثنين، إن مدريد قبلت دخول غالي أراضيها لأسباب إنسانية.