قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، إن حركة "طالبان" تُطوق مواقع الشرطة والجيش في أفغانستان وتتعدى على المناطق التابعة لسيطرة الحكومة، وتُهيئ نفسها لشنّ هجمات واسعة النطاق على المراكز السكانية الرئيسية، بينما تنتظر مغادرة آخر القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أن متمردي "طالبان" يعززون تفوقهم في ساحة المعركة قبل الخروج الأميركي الكامل، رغم استمرارهم في الانخراط بـ"محادثات سلام" مع الحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية، الدوحة.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال إن الانسحاب الأميركي من أفغانستان سيكتمل بحلول سبتمبر المُقبل، في حين يُشير مسؤولون أميركيون آخرون إلى أن "ما تبقى من وجود أميركي ودعم جوي مهم تقدمه الولايات المتحدة لقوات الحكومة الأفغانية سينتهي في وقت أبكر كثيراً عن الموعد المحدد، ربما الشهر المقبل".
سيطرة محدودة
ولا تزال قوات الحكومة الأفغانية في بعض الأحيان، قادرة على بسط سيطرتها على مناطق محددة مثل أرغنداب التي تقع على الطرف الغربي لقندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان.
وفرّ عناصر الحركة من أجزاء من أرغنداب أوائل أبريل الماضي، بعدما صنعت الضربات الجوية الأميركية الفارق بعد شهور من القتال البري الشديد.
وأوضحت الصحيفة أن قوات الحكومة الأفغانية "ستفقد نقطة تفوق مهمة في الصراع بعد انتهاء الدعم الجوي في غضون أسبوعين".
من جانبه، قال سعيد أحمد، ضابط شرطة في أرغنداب، في تصريح لـ"وول ستريت جورنال"، إن "وحدة الجيش الأفغاني لن تصمد طويلاً من دون قوة جوية أو تدفق كبير بالأسلحة الكبيرة"، مضيفاً أنه "في هذه الحالة، لن نكون قادرين على حماية قندهار".
"عملية السلام"
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى سفر المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد، للدوحة هذا الأسبوع بعد اجتماعه مع الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في كابول الأحد الماضي، إذ يسعى زاد إلى "إعادة تفعيل عملية السلام المعلقة منذ إعلان بايدن، عن سحب قواته من أفغانستان، الأمر الذي أفقد الحكومة ورقة النفوذ الرئيسية في المحادثات".
وبدأت المفاوضات بين طالبان وممثلي أفغانستان في سبتمبر العام الماضي، واستمرت في وقت سابق من هذا العام، لكن طالبان أعلنت في 13 أبريل الماضي، "عدم مشاركتها في أي مؤتمر يهدف إلى تقرير مستقبل أفغانستان حتى رحيل جميع القوات الأجنبية".
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الأميركية في أفغانستان، رصدت زيادة تاريخية في هجمات "طالبان"، حيث أشار تقرير المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي صدر الشهر الماضي، إلى أن الفترة الممتدة من يوليو 2020 إلى مارس 2021 شهدت "أكبر عدد من الهجمات منذ أوائل عام 2015، بواقع 130 هجوماً تقريباً يومياً".