وصول أول رحلة إجلاء للمتعاونين الأفغان إلى الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 7
مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول - 11 فبراير 2016 - REUTERS
مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول - 11 فبراير 2016 - REUTERS
واشنطن - الشرق

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، وصول أول رحلة جوية تقل أفغاناً عملوا لحساب الجيش الأميركي إلى الولايات المتحدة، في مستهل عملية لإجلاء الآلاف خشية انتقام محتمل لحركة "طالبان" منهم.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض: "اليوم يمثل محطة مهمة في وقت نواصل الوفاء بوعدنا لآلاف المواطنين الأفغان الذين عملوا جنباً إلى جنب القوات الأميركية ودبلوماسيين، في السنوات العشرين الماضية في أفغانستان".

من جهتها، أكدت نائبة مستشار الأمن الوطني في مجلس الأمن القومي، روس تريفور، في بيان: "تمثل هذه الرحلة الوفاء بالتزامات الولايات المتحدة، وتكريماً لهؤلاء الأفغان على خدماتهم الشجاعة في المساعدة في دعم مهمتنا في أفغانستان، وبالتالي المساعدة في الحفاظ على أمن بلدنا".

وتابعت: "لدينا ما يزيد عن 200 شخص في هذه الرحلة الأولى، مقدمو الطلبات الرئيسيون وأسرهم. لقد أكملوا جميعاً تحريات صارمة للتحقق من الخلفية الأمنية، أجرتها دوائر الاستخبارات في وزارتي الخارجية والأمن الداخلي، وينضمون الآن إلى أكثر من 70 ألف أفغاني حصلوا على تأشيرات هجرة خاصة، وبدأوا حياة جديدة في الولايات المتحدة منذ عام 2008".
 
وزادت: "وصولهم يمثل تتويجاً لجهد هائل مبذول في جميع قطاعات حكومة الولايات المتحدة، وهي اللحظة الأكثر أهمية في حياتنا المهنية. الكثير منا تربطه بهم علاقات شخصية وثيقة هنا، سواء خدمنا في سفارة كابول، أو عملنا إلى جانب هؤلاء الأفغان كدبلوماسيين أو جنود في الجيش، أو نعمل على المضي قدماً بعملية السلام الأفغانية".

700 أفغاني

وأردفت: "من المهم التأكيد على أن أولويتنا الأولى هي نقل نحو 700 أفغاني من مقدمي الطلبات الرئيسين للحصول على تأشيرة هجرة خاصة إلى الولايات المتحدة، وأفراد أسرهم المباشرة الذين أكملوا غالبية العملية، بما في ذلك فحص التحقق من الخلفية الجنائية الشامل". وأضافت: "بما يشمل أفراد الأسر، نقدر أنه سيكون هناك ما يقرب من 2500 أفغاني ضمن هذه المجموعة".
 
وأشارت إلى أنه "بمجرد دخول هؤلاء الأفغان الحاصلين على تأشيرة المهاجرين الخاصة إلى الولايات المتحدة وإكمال فحص طبي، بموجب القانون. سيجري إعادة توطينهم في مدن في جميع أنحاء البلاد، عبر برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة. نتوقع مواصلة نقل مقدمي الطلبات وأسرهم على مدار بضعة أسابيع".

واختتمت بالقول "أود التأكيد على أن سلامة وخصوصية هؤلاء الأفراد الشجعان وأسرهم تجري في نورث ستار. خلال هذه العملية بأكملها، لن نتحدث عن أي تفاصيل حول طرق أو توقيت عبورهم".

فحص أمني مكثف

من جانبها قالت السفيرة، تريسي جاكوبسون، المسؤولة عن وحدة تنسيق عملية الإجلاء التابعة لوزارة الخارجية "أعتقد أن روس قالت معظم ما نعرفه عن هذه العملية، ولكن لمعلوماتكم فقط، هذه المجموعة الأولية التي نتحدث عنها أكثر من 700 مقدم طلب رئيسي، وأسرهم، قد خضعت لعمليات فحص أمني مكثفة، وهي في آخر مرحلة من عملية تأشيرة الهجرة".
 
وأضافت: "ما زال ينقصهم فقط خطوتان سنقوم بإجرائهما في قاعدة فورت لي (بولاية فيرجينيا)، وقد خضعوا جميعاً لاختبار كوفيد-19، وخضعوا لاختبار لياقة بدنية، وأعطينا اللقاحات في كابول لأولئك الذين كانوا يرغبون في تلقيها".

وتابعت: "سنقدم أيضاً تلك اللقاحات في فورت لي. لذلك سيحتاجون في فورت لي إلى تصريح طبي كما تشترط وزارة الأمن الداخلي لمنحه".
 
وزادت: "المسافرون، إذا كان لديهم معارف محددة في الولايات المتحدة أسرة أو معارف أخرى، ستنظر المنظمة الدولية للهجرة في إعادة توطينهم في تلك المواقع، وبخلاف ذلك فإنهم سيذهبون إلى حيث تمتلك المنظمة الدولية للهجرة القدرة على المساعدة من خلال برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة التابع لمكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأميركية".
 
وتابعت المسؤولة عن الملف: "سنواصل العمل على هذا الأمر، وسنواصل نقل مقدمي طلبات التأشيرة الخاصة المؤهلين وأسرهم الذين نعرب لهم عن امتناننا لخدمتهم.



واختتمت بالقول: "أود أيضاً أن أؤكد أن الشراكة الأميركية مع أفغانستان مستمرة، كما قال الوزير (أنتوني) بلينكن، حتى مع سحب قواتنا، نظل مشاركين إلى حد كبير في أفغانستان لدعم المساعدة الإنمائية والاقتصادية للحكومة، والمساعدة لقوات الأمن، والجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى التقارب بين الأطراف من أجل حل سلمي للنزاع".

وعمل قرابة 20 ألف أفغاني لحساب الولايات المتحدة بعد الغزو في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

وتقدم هؤلاء بطلبات إجلاء بموجب برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة الذي تشرف عليه وزارة الخارجية.
ويقدر البعض أن العدد الإجمالي للأشخاص الذي سيتم إجلاؤهم بموجب "عملية ملجأ الحلفاء" سيصل إلى 100 ألف بعد احتساب أفراد العائلات.

أول رحلة 

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" أفادت الجمعة، بوصول أول رحلة جوية لإجلاء المتعاونين الأفغان ممن عملوا إلى جانب الأميركيين في أفغانستان، في وقت مبكر الجمعة إلى مطار "واشنطن دولس الدولي"، بحسب وثيقة حكومية أميركية داخلية، وخدمة لتتبع الرحلات التجارية.
 
وأظهرت وثيقة حصلت عليها الوكالة الأميركية أن الطائرة كان على متنها 221 أفغانياً، بينهم 57 طفلاً و15 رضيعاً. وهبطت الطائرة في مطار "واشنطن دولس الدولي" في ساعات الصباح الباكر، بحسب موقع "فلايت وير" لتتبع الرحلات.
 
ويرافق المتعاونين الأفغان أفراد أسرهم على متن الرحلات الجوية. وقال مسؤولون أميركيون في وقت سابق من هذا الشهر، إنه من المتوقع أن يبقوا في قاعدة "فورت لي" بولاية فيرجينيا لعدة أيام.



ومن المقرر أن تنقل رحلات جوية لاحقة المزيد من مقدمي الطلبات الأفغان الذين يأتي دورهم في عملية الحصول على التأشيرات الخاصة، بعدما حصلوا بالفعل على الموافقة وأنهوا إجراءات الفحص الأمني.

خطة إجلاء

والأسبوع الماضي، أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع قانون لرفع سقف التأشيرة لضمان تغطية جميع المتقدمين الأفغان، والتنازل عن بعض المستندات المطلوبة للتأهل. كما يجعل مشروع القانون أفراد عائلات المتوفين، والذين تقدموا للحصول على تأشيرة، مؤهلين للذهاب إلى الولايات المتحدة.

وكان البيت الأبيض أعلن أن نحو 20 ألف أفغانياً عملوا مع الجيش الأميركي، خاصة في الترجمة، طلبوا من الولايات المتحدة إجلاءهم مع بدء الانسحاب من أفغانستان، موضحاً أن العدد لا يشمل العائلات.

ووضعت واشنطن خطة واسعة لنقل مساعدي الجيش الأميركي من الأفغان إلى أماكن خارجية توفر لهم الحماية.

وكان من المقرر أن تبدأ رحلات الإجلاء في الأسبوع الأخير من يوليو الجاري، ومن المتوقع أن تنهي القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان بحلول 31 أغسطس هذا العام.

وأثار بدء سحب آخر العسكريين الأجانب مخاوف المترجمين الفوريين وغيرهم من الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأميركي، إذ يخشون انتقام طالبان.

ومنذ ذلك الوقت صعّدت الحركة هجماتها، واستطاعت السيطرة على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية في أنحاء البلاد.