دراسة تحذر من موجة حر شديدة في أوروبا: تغيرات في التيار النفاث

time reading iconدقائق القراءة - 3
تستخدم مظروفاً لحماية نفسها من أشعة الشمس في لندن - 17 يونيو 2022 - Bloomberg
تستخدم مظروفاً لحماية نفسها من أشعة الشمس في لندن - 17 يونيو 2022 - Bloomberg
دبي - الشرق

سجّلت درجات الحرارة الشديدة ارتفاعاً متزايداً هذا الصيف، في إسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، بسبب تغيّرات في التيار النفاث، والرياح الغربية القوية التي تهبّ فوق سطح الأرض، ممّا يسلط الضوء على طريقة أخرى يمكن أن يبدّل بها الاحتباس الحراري مناخ الكوكب، كما أفادت "بلومبرغ".

تُعتبر أوروبا الغربية مركزاً لموجات حرارية، إذ زادت أحداث درجات الحرارة المرتفعة بمعدل ثلاث إلى أربع مرات أسرع من خطوط العرض الشمالية الأخرى، في السنوات الـ42 الماضية، كما أفادت ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature Communications وأعدّها باحثون في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ الألماني. وأضافت أن الطقس ارتبط للمرة الأولى بانقسام التيار النفاث في نصف الكرة الشمالي، والذي بات أكثر شيوعاً.

وقال ديم كومو، المشارك في إعداد الورقة البحثية: "يمكن إطلاق النفاثات المزدوجة من خلال مجموعة متنوّعة من الأسباب، بما في ذلك التباين الفوضوي في الغلاف الجوي. زيادة الاختلاف في درجات الحرارة بين اليابسة والمحيطات تسهّل استمرار حالة النفاثات المزدوجة في الصيف".

أحزمة رياح سريعة الحركة

التيارات النفاثة، الموجودة في كلّ من نصف الكرة الأرضية، هي أحزمة رياح سريعة الحركة تتخذ مسارات متموّجة على ارتفاع 5 إلى 10 كيلومترات فوق الأرض. وتأتي من اصطدام الهواء البارد من القطبين مع الهواء الدافئ الآتي من المناطق المدارية، وتكون مسؤولة عن ظواهر الطقس، مثل العواصف والأمطار والجفاف، بحسب "بلومبرغ".

ووجد الباحثون أن الانقسامات في التيار النفاث باتت تدوم مدة أطول. وتفسّر ما يُسمّى بـ"دول النفاثات المزدوجة"، تقريباً كل موجات الحرارة المتزايدة في أوروبا الغربية، ونحو 30% في القارة بأكملها. وفحص علماء البيانات المناخية اليومية لشهرَي يوليو وأغسطس، خلال 42 عاماً.

وأفادت الورقة البحثية بأن عدد أحداث النفاثات المزدوجة سنوياً لم يتغيّر كثيراً. لكن هذه الأحداث باتت تستمر لمدة أطول، مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب، الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة التي يسبّبها البشر.

ومع ذلك، لم يتفق العلماء على كيفية تأثير تغيّر المناخ بالضبط على التيار النفاث. وذكر معدّو الورقة البحثية أن ثمة تفسيراً محتملاً يفيد بأن خطوط العرض المرتفعة، مثل سيبيريا وشمال كندا وألاسكا، تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بسرعة تبلغ أكثر من الضعف في بقية العالم.

وفي هذا الصدد، اعتبر كومو أن ثمة حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه الارتباط. وقال: "تميل النماذج المناخية إلى التقليل من الأخطار المتطرفة للطقس. قد تكون توقعات الحرارة الشديدة في ظلّ استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، متحفظة جداً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات