مسؤولون أميركيون: سيطرة إيران على جماعاتها المسلحة في العراق خفتت

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أثناء حضوره الاستعراض العسكري لـ"الحشد الشعبي"  - هيئة الحشد الشعبي
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أثناء حضوره الاستعراض العسكري لـ"الحشد الشعبي" - هيئة الحشد الشعبي
دبي- الشرق

استبعد مسؤولون أميركيون، في تقرير نشرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، ضلوع إيران في الأمر بشنّ الهجوم الذي وقع على منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عبر الطائرات المسيّرة، ولكنهم في الوقت ذاته يعتقدون أن الجماعات التي تسلّحها وتدعمها طهران هي التي نفذت العملية، ملمحين إلى ضعف في سيطرة طهران على هذه الجماعات.

ونقلت الشبكة عن مسؤول دفاعي أميركي كبير واثنين من كبار المسؤولين الأميركيين السابقين قولهم إن محاولة الاغتيال الفاشلة توضح كيف كافحت طهران لجمع قادة الجماعات المتناحرة في العراق، منذ أن قضت الولايات المتحدة على إحدى الشخصيات البارزة في هذه الجماعات، فضلاً عن قتلها الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني في يناير 2020.

وقال المسؤول الدفاعي: "يمكننا القول إن إيران لم يعد لديها سيطرة كبيرة على هذه الجماعات منذ مقتل سليماني".

وبحسب الشبكة، فإن المسؤولين وخبراء إقليميين يعتبرون أن تصميم الطائرات بدون طيار ومكوناتها يشبه الطائرات التي تستخدمها الجماعات المدعومة من إيران منذ يوليو 2020، بما في ذلك الطائرات التي استخدمتها في عدد من الهجمات الفاشلة على مجمع السفارة الأميركية في بغداد.

ومن جانبه، ألقى قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي، باللوم في الهجوم على الجماعات المدعومة من إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع، كما يقول مسؤولون أميركيون إن الأسلحة المستخدمة والتكتيكات تشير جميعها إلى هذه الجماعات.

وأشارت الشبكة إلى أن "علاقة إيران بوكلائها في العراق وأماكن أخرى في الشرق الأوسط تبدو غامضة عن عمد، وهو ما يمكّن طهران من إنكار المسؤولية عن الهجمات التي ينفذها شركاؤها الذين تقوم بتدريبهم وتسليحهم، ولكن بحسب المسؤولين فإنه يبدو أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأخيرة لم تكن مدعومة من إيران".

اغتيال لا يخدم المصالح 

ونقلت الشبكة عن دوغلاس سيليمان، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في العراق من 2016 إلى 2019، قوله إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي لا تخدم المصالح الاستراتيجية لإيران، وذلك لأنها تخاطر بإطلاق سلسلة متقلبة من الأحداث على حدودها.

وأضاف سليمان: "سأكون مندهشاً للغاية إذا كانت إيران قد أمرت بشن هجوم بطائرة بدون طيار على الكاظمي، وذلك لأنها لا تريد أن ترى عراقاً مزعزعاً بشكل كامل، ولكنها تريد عراقاً غير متوازن، بشكل يجعل لها نفوذاً كبيراً فيه على الصعيدين السياسي والاقتصادي".

فيما يقول نورم رول، الذي عمل لمدة 34 عاماً في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في برامج تتعلق بالشرق الأوسط، إن وكلاء إيران في العراق ليسوا "كتلة واحدة"، محذراً من أن المنافسة بين الجماعات الموالية لطهران يمكن أن تولّد المزيد من العنف.

وأضاف: "من المرجح أن تخفض إيران دعمها للبعض لصالح البعض الآخر، وهو ما سيمثل مشكلة للجميع".

غياب أجهزة الاستخبارات

الهجوم أثار أيضاً تساؤلات عن سبب عدم اكتشاف وكالات الاستخبارات الأميركية أو الحليفة الهجوم قبل شنّه، وما إذا كان ينبغي لواشنطن تقديم المزيد من المساعدة الأمنية لحماية سلامة كبار المسؤولين العراقيين، وفقاً لما قاله مسؤولون سابقون وخبراء لـ"إن بي سي نيوز".

ويقول رول: "لقد أظهر الهجوم أن المعلومات الاستخباراتية العراقية والغربية لا تزال غير كافية بشأن وكلاء إيران في العراق، ولكن إذا أردنا الالتزام باستقرار بغداد ومنع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل، يجب على الولايات المتحدة والشركاء الآخرين تحسين فهمهم لخطط الميليشيات ونواياها".

وتابع: "في حين أنه قد يكون من الجيد أن إيران لم تأمر بمحاولة اغتيال الكاظمي، يجب ألا نغفل حقيقة أن طهران قد أنشأت ودرّبت ووجهت الجماعات التي من المرجح أنها تقف وراء هذا الهجوم، ولذا فإنها تتحمل بعض المسؤولية عنه على الأقل".

وذكرت الشبكة أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض امتنعا عن التعليق على التصريحات الواردة في التقرير.

اقرأ أيضاً: