ليبيا وسد النهضة وفلسطين على طاولة مباحثات السيسي مع سوليفان

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء مع جيك سوليفان - https://www.facebook.com/Egy.Pres.Spokesman
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء مع جيك سوليفان - https://www.facebook.com/Egy.Pres.Spokesman
دبي - الشرق

بعد جولة شملت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بحث مستشار الأمن القومي الأميركي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عدداً من الموضوعات الثنائية والإقليمية، وفي مقدمتها الأزمة في ليبيا، وملف سد النهضة، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ووفقاً لبيان صادر عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل سوليفان، بحضور وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، وبريت ماكجورك منسق الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأميركي، وأريانا برينجورت كبيرة مستشاري مستشار الأمن القومي الأميركي، وجوشوا هاريس رئيس إدارة شمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي، ونيكول شامبين نائبة سفير الولايات المتحدة بالقاهرة.

وأكد السيسي حرص مصر على "تعزيز وتدعيم الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، استمراراً لمسيرة العلاقات الممتدة بين الجانبين على مدار أكثر من 4 عقود، لا سيما على الصعيدين الأمني والعسكري، وهي الشراكة التي طالما أسهمت في جهود الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط في مقابل ما يشهده من توتر واضطراب"، وفقاً للبيان.

من جانبه، أعرب سوليفان عن "تطلع الولايات المتحدة إلى تعزيز التنسيق والتعاون الاستراتيجي القائم مع مصر وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في ضوء الدور المصري المحوري والمتزن في الشرق الأوسط، والذي بات عاملاً أساسياً لنجاح جهود تحقيق الأمن والاستقرار والسلام"، ومشيداً في هذا الإطار بـ"جهود مصر الفعالة على صعيد مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وأهمية دفع التعاون بين الجانبين في هذا المجال خلال المرحلة المقبلة". 

ليبيا وسحب القوات الأجنبية

وأضاف راضي، أن اللقاء شهد التباحث حول مجمل مستجدات القضايا الإقليمية، خاصة تطورات الأوضاع في كل من ليبيا وتونس وسوريا واليمن والعراق، وتم التوافق على "تكثيف التنسيق المشترك بين الجانبين ومع الشركاء الدوليين، بشأن الترتيبات المتعلقة بالانتخابات المقبلة في ليبيا، وملف سحب القوات الأجنبية، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية".

وأكد السيسي على "الأهمية التي توليها مصر لإنجاح المسار السياسي، وسحب كافة القوات الأجنبية من ليبيا"، مشدداً في هذا الإطار على أهمية إجراء الانتخابات بليبيا في موعدها المقرر في ديسمبر المقبل، ومؤكداً في ذات السياق، أن "السبيل الفعالة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، هي عودة الدول التي تعاني من أزمات إلى إطار الدولة الوطنية بالمفهوم الشامل". 

قضية سد النهضة

كما تم مناقشة مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن، وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانوناً خلال فترة وجيزة، على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

وأكد السيسي في هذا السياق "مدى الالتزام الذي أبدته مصر تجاه مسار المفاوضات"، مطالباً المجتمع الدولي بالقيام "بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية، إذ إن مصر لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بها".

من جهته، جدد سوليفان "التزام الإدارة الأميركية ببذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي المصري، وذلك على نحو يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف". 

غزة واستمرار التهدئة

كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية، وسبل إحياء عملية السلام. وأعرب مستشار الأمن القومي عن "تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية في احتواء الوضع في قطاع غزة، ومنع تفاقم الموقف، إلى جانب إطلاق المبادرة الخاصة بإعادة إعمار القطاع".

وتم التوافق على "استمرار التشاور والتنسيق في هذا الخصوص، لضمان مواصلة تثبيت وقف إطلاق النار، واستمرار التهدئة الحالية، من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين"، وفقاً للبيان.

وأكد السيسي، أن "حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، سيكون له مردود كبير سينعكس على تطور وتغيير واقع المنطقة بأسرها للأفضل، ويفتح آفاق السلام والتعاون والتنمية".

حل الدولتين

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، الأربعاء، إن سوليفان "أكد في محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولين آخرين، على دعم الرئيس جو بايدن لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين".

وأضاف المسؤول أن الوفدين الأميركي والمصري،" حثا أيضاً في المحادثات، على العودة للنظام الدستوري في تونس، وناقشا دعم عملية انتقال سياسي يقودها مدنيون في السودان".

وأشار المسؤول إلى أن سوليفان "كرر دعم الولايات المتحدة للتوصل لحل دبلوماسي لأزمة سد النهضة الإثيوبي، وأبدى تفهمه لمخاوف مصر المتعلقة بحصتها في مياه النيل".

اجتماع مع شكري

وفي سياق متصل، اجتمع سوليفان في وقت سابق مع وزير الخارجية المصري، إذ نشرت صفحة وزارة الخارجية، أن شكري أجرى مشاورات سياسية مع سوليفان، في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والولايات المتحدة، للتباحث حول عدد من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

زيارة إلى السعودية

وكان سوليفان أنهى زيارته إلى السعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر، ووزير الدولة مستشار الأمن الوطني مساعد العيبان.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، إن الجانبين "أجريا نقاشاً تفصيلياً بشأن الصراع اليمني، وأيد الطرفان جهود مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن هانس جروندبرج، واتفقا على تكثيف الجهود الدبلوماسية مع كل الأطراف المعنية"، مشيراً إلى أن المبعوث الخاص ليندركينج "سيبقى في المنطقة لمتابعة تلك المناقشات التفصيلية".

وأضاف المسؤول الأميركي أن سوليفان "شكر ولي العهد على كرم ضيافة المملكة العربية السعودية، بالسماح لآلاف الأفغان بالعبور عبر الأراضي السعودية، خلال عمليات الإجلاء الشهر الماضي" عقب الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وأشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي "رحب بمبادرات تهدئة التوتر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إعلان العلا، ودعم مبادرات مثل قمة بغداد، التي جمعت دولاً من جميع أنحاء المنطقة حول طاولة واحدة لمناقشة تقديم الدعم للعراق".

وناقش سوليفان أيضاً "قيم السياسة الخارجية الأميركية تحت قيادة جو بايدن، ومركزية حقوق الإنسان في العلاقة مع الحلفاء والشركاء القدامى".

زيارة إلى الإمارات

وبعد الزيارة إلى السعودية، انتقل سوليفان إلى الإمارات، حيث التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام)، أن ولي عهد أبوظبي استقبل سوليفان في قصر الشاطئ، حيث تناول اللقاء "العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى التطورات في المنطقة، والعمل المشترك لدعم السلام والاستقرار فيها".