إيران تمنح أميركا "فرصة أخرى" للعودة إلى الاتفاق النووي

time reading iconدقائق القراءة - 5
كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري يتحدث مع المفاوض الأوروبي في فيينا إنريكي مورا في طهران -11 مايو 2022 - REUTERS
كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري يتحدث مع المفاوض الأوروبي في فيينا إنريكي مورا في طهران -11 مايو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني، الأحد، أنّ بلاده قررت إعطاء "فرصة أخرى" للولايات المتحدة "لإظهار حسن النية"، من أجل العودة إلى الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015.

وقال كني في تغريدات عبر حسابه على "تويتر": "تبادلنا أفكارنا المقترحة سواء من حيث الجوهر أو الشكل، لتمهيد السبيل للتوصل إلى نهاية سريعة لمحادثات فيينا، التي كانت تهدف إلى إصلاح الوضع المعقد الضار الناجم عن الانسحاب الأميركي الأحادي وغير القانوني".

وأضاف: "نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)، ولا سيما المنسق (الأوروبي إنريكي مورا)، لإعطاء فرصة أخرى للولايات المتحدة لإظهار حسن النية والتصرف بمسؤولية".

وأشار إلى أن "إيران على استعداد لاختتام المفاوضات في وقت قصير، إذا كان الجانب الآخر مستعداً لفعل الشيء نفسه".

ترحيب إيراني بمسودة بوريل

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهیان، أبلغ منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مكالمة هاتفية، الأربعاء، بترحيب طهران مواصلة الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي، وذلك بعدما طرح بوريل مسودة جديدة لإنقاذ الاتفاق.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، عن عبد اللهيان قوله لبوريل إن "إيران ترحب بمواصلة الدبلوماسية والمفاوضات". وأضاف: "تقول الولايات المتحدة دائماً إنها تريد اتفاقاً، لذا يجب رؤية هذا النهج في الاتفاق وفي الممارسة العملية".

واشنطن تشكك

في المقابل، قالت الخارجية الأميركية، الخميس، إن "الولايات المتحدة لم تر أي مؤشر من إيران على استعدادها للعودة للالتزام بالاتفاق النووي"، ولذا فإنها تواصل "الاستعداد لكل السيناريوهات بما فيها عدم العودة للاتفاق"، لكنها "تراجع المسودة التي قدمها الاتحاد الأوروبي".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في إيجاز صحافي: "ما لم نرَه من إيران هو مؤشر على استعدادهم لاتخاذ القرار الضروري للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي، ولهذا السبب واصلنا الاستعداد بشكل متساوٍ لكل السيناريوهات".

وأكد برايس أن الولايات المتحدة على "اتصال وثيق" مع مجموعة 5+1، وتراجع مسودة التفاهم التي أعدها الاتحاد الأوروبي لمحاولة إحياء الاتفاق النووي، مشدداً على أن بلاده تخطط للقيام بتلك المراجعة "بسرعة".

مسودة لإحياء الاتفاق

وكان جوزيب بوريل أعلن الأسبوع الماضي أنّه اقترح مسودة نص جديدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، قائلاً إنه "لم يعد هناك مجال لمزيد من التنازلات الكبيرة".

وكتب بوريل مقالاً في صحيفة "فايننشال تايمز" جاء فيه: "لقد وضعت الآن على الطاولة نصاً يتناول بالتفصيل الدقيق رفع العقوبات بالإضافة إلى الخطوات النووية اللازمة لاستعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى اتفاق عام 2015.

ومضى قائلاً: "يمثل هذا النص (الذي اقترحه) أفضل اتفاق يمكن أن أراه، بصفتي مكلفاً بتيسير المفاوضات، وقابلاً للتنفيذ بقدر الإمكان. إنه ليس اتفاقاً مثالياً، ولكنه يعالج جميع العناصر الأساسية، ويتضمن تنازلات توصل إليها جميع الأطراف بشق الأنفس. ولا بد من اتخاذ قرارات الآن لاغتنام هذه الفرصة الفريدة لتحقيق النجاح، وتحرير الإمكانات الكبيرة لاتفاق يُنفذ بالكامل".

تصعيد وتحذيرات

وتُحذّر قوى غربية من أن إيران تقترب من صنع قنبلة نووية، بينما تنفي طهران رغبتها في ذلك من الأساس.

وبدأت إيران خلال يونيو الماضي، بإزالة كل معدّات المراقبة وكاميرات الوكالة التي وضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية. وقال المدير العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، آنذاك إن الأمر قد يشكّل "ضربة قاتلة" لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه في عام 2018.

وفي أبريل 2021، بدأت مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق المبرم في 2015، وإعادة إيران إلى الوفاء الكامل بالتزاماتها مقابل رفع العقوبات الأميركية عنها. وتوقفت هذه المحادثات منذ مارس الماضي.

واستضافت قطر في يونيو الماضي محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بهدف إعادة مفاوضات فيينا إلى مسارها الصحيح، ولكن تلك المحادثات انهارت بعد يومين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات