التلقيح أو التعافي أو الوفاة.. خيارات الألمان بنهاية الشتاء

time reading iconدقائق القراءة - 4
ألمانية ترتدي كمامة وتتطلع على واجهة إحدى المحال المزينة باحتفالات أعياد الميلاد في مدينة ميونخ - REUTERS
ألمانية ترتدي كمامة وتتطلع على واجهة إحدى المحال المزينة باحتفالات أعياد الميلاد في مدينة ميونخ - REUTERS
برلين -أ ف ب

حذّر وزير الصحة الألماني ينس سبان، الاثنين من أن معظم سكان ألمانيا سيكونون إما "تلقوا اللقاحات أو تعافوا أو توفوا" جرّاء كورونا في غضون بضعة أشهر، في إطار دعوته للإقبال على اللقاحات.

وقال الوزير "على الأرجح بحلول نهاية الشتاء الحالي.. سيكون الجميع إما تلقّحوا أو تعافوا أو توفوا" جرّاء انتشار المتحورة دلتا "المعدية بدرجة كبيرة". وأضاف "لذلك نوصي بشكل عاجل بتلقي اللقاح".

ويأتي التحذير في وقت تسابق ألمانيا الزمن لاحتواء الارتفاع القياسي في عدد إصابات كوفيد في الأسابيع الأخيرة، فيما دقّت المستشفيات ناقوس الخطر حيال الضغط الذي تعاني منه وحدات العناية المركّزة.

ورغم إمكانية الوصول إلى لقاحات كوفيد، لم يتلق سوى 68 في المئة من سكان ألمانيا كامل جرعات اللقاحات، وهي نسبة يقول الخبراء إنها منخفضة للغاية لسيطرة على الوباء.

ويفيد "معهد روبرت كوخ" بأن ألمانيا، البلد الأكبر في الاتحاد الأوروبي لجهة عدد السكان، سجّلت 30643 إصابة جديدة الاثنين، ليصل إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الوباء إلى أكثر من 5,3 ملايين.

وتوفي نحو 100 ألف شخص حتى الآن، بينهم 62 شخصا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وقال سبان "لدينا وضع صعب للغاية في الكثير من المستشفيات".

ميركل: قيود كورونا لا تكفي

قالت أنجيلا ميركل، القائمة بأعمال مستشار ألمانيا، لقادة حزبها المحافظ، إن الإجراءات التي اتخذت لوقف انتشار كورونا في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا غير كافية، وإن هناك حاجة لاتخاذ إجراء أقوى.

ونقل اثنان من المشاركين في اجتماع لقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، قول ميركل: "نحن في موقف صعب للغاية. الإجراءات القائمة حاليا غير كافية".

وأعلنت ألمانيا الأسبوع الماضي عن قيود مشددة لاحتواء موجة وبائية رابعة تجتاح البلاد. وسيحظر بموجبها على غير الملقّحين دخول الأماكن العامة مثل صالات السينما وتلك الرياضية والمساحات الداخلية ضمن المطاعم.

كذلك، دعت السلطات الموظفين للعمل عن بعد متى أمكن، فيما سيكون على أي شخص يتوجّه إلى مكان العمل إثبات بأنه تلقي اللقاح أو تعافى أو خضع مؤخرا لفحص كوفيد بنتيجة سلبية. وتنطبق القاعدة ذاتها على النقل العام في هذه المناطق.

وذهبت عدة مناطق ألمانية تعد الأكثر تضررا، بينها بافاريا وساكسونيا، أبعد من ذلك عبر إلغاء المناسبات الكبرى على غرار أسواق عيد الميلاد واستبعاد غير الملقّحين عمليا عن الحياة العامة باستثناء الأساسيات.
وصدرت دعوات لجميع البالغين غير الملقحين بتلقي الجرعة المعززة.

وتتصاعد أعداد الإصابات في ألمانيا، خصوصاً بين كبار السن الذين تلقوا جرعتي االتطعيم في بداية العام والأطفال غير المؤهلين للتطعيم.

وتلقي نحو 79% من البالغين في ألمانيا جرعتين من لقاح مضاد لكورونا، لكن 7.5% فقط تلقوا جرعات تنشيطية إلى الآن، وذلك في وقت اقترب فيه عدد الوفيات في البلاد من مئة ألف.

وقررت ألمانيا بالفعل أن تقصر أجزاء كبيرة من الحياة العامة في المناطق التي امتلأت مستشفياتها بمرضى كورونا، على من تلقوا التطعيم أو تعافوا من المرض.

لكن ميركل قالت إن هذه الإجراءات أو زياة عدد المطعمين غير كافية لوقف الزيادة السريعة في الإصابات على المدى القصير.

كما دعت ميركل حكومات ولايات البلاد الاتحادية الستة عشر إلى أن تتخذ قرارات بتطبيق إجراءات أشد بحلول الأربعاء.