قالت مصادر سودانية لـ"الشرق"، السبت، إن مجلس السيادة الانتقالي طالب وزارة الخارجية بإلغاء إجراءات الخطاب الخاص بدعوة رؤساء البعثات الدبلوماسية لحفل التوقيع على الميثاق الوطني لوحدة قوى إعلان الحرية والتغيير، بعد أن فجّر الخطاب المسرب انتقادات واسعة، حيث اعتبرت قوى الحرية والتغيير، الخطوة، تدخلاً مرفوضاً من المكون العسكري بالمجلس، في الصراع السياسي الدائر داخل تحالف القوى الداعية للاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وأعلن عدد من الأحزاب والفصائل التابعة لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، والتي من بينها حركات مُسلحة موقعة على اتفاق جوبا للسلام في عام 2020، عن توقيعها، السبت بقاعة الصداقة بالخرطوم على "ميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير".
ووسط الخلاف الدائر بين المكون المدني في مجلس السيادة والمكون العسكري، وذلك عقب محاولة الانقلاب الفاشلة الأسبوع الماضي، كشف خطاب مُسرب للمجلس السيادي موقع من الأمين العام لمجلس الفريق ركن محمد الغالي، وموجّه إلى وزارة الخارجية مطالباً بدعوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والدولية المعتمدة لدى السودان لحضور حفل التوقيع على الميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير.
وفجّر الخطاب المتداول ردود أفعال متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي في السودان فيما سارعت جهات سياسية بإدانة الخطاب، واعتبرت الخطوة تدخلاً مرفوضاً من المكون العسكري بالمجلس السيادي الانتقالي، وعلى رأسه رئيس المجلس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في الصراع السياسي بين مكونات قوى "الحرية والتغيير".
من جانبه، أكد مجلس السيادة في بيان، أن الخطاب الموجه من الأمين العام للمجلس صدر بناءً على خطاب من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أحد الداعمين للتوقيع على التحالف الجديد "طلب فيه مخاطبة وكيل وزارة الخارجية لتقديم الدعوة للبعثات والمنظمات الإقليمية والدولية لحضور الحفل".
في المقابل، نفى حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي تقديمه طلب لمجلس السيادة لتوجيه دعوة للبعثات الدبلوماسية لحضور حفل توقيع ميثاق الحرية والتغيير.
وقال مناوي في تغريدة على تويتر: "تابعت باستغراب خطاباً متداولاً؛ صادراً من مجلس السيادة للبعثات الدبلوماسية لحضور توقيع ميثاق الحرية والتغيير، ثم توضيح المجلس الذي أشار إلى أن الخطاب جاء بطلب مني، دعوة الدبلوماسيين أمر طبيعي وهم مرحّب بهم، لكن أنا لم أطلب من المجلس بتاتاً توجيه أي دعوة للبعثات".
من جانبه، سارع الأمين العام للمجلس السيادي محمد الغالي بتوضيح الموقف ونشر خطاب بتوقيع القيادي بحركة جيش تحرير السودان نور الدائم طه، يطالب المجلس السيادي بتوجيه دعوة للبعثات الدبلوماسية لحضور توقيع ميثاق الحرية والتغيير.
وأدان تحالف "قوى الإجماع الوطني" في بيان تدخل المكون العسكري في المجلس السيادي في الصراع بين المدنيين في تحالف الحرية والتغيير، معتبراً "الأمر محاولة جديدة للتآمر على الثورة وقواها الطليعية".
وأشار البيان إلى أن "الخطاب صدر من الأمين العام لمجلس السيادة الانتقالي، بتوجيه وزارة الخارجية لدعوة البعثات الدبلوماسية في الخرطوم لحضور ما سمّاه الاحتفال بوحدة قوى الحرية والتغيير المقرر له يوم السبت بقاعة الصداقة".
وأضاف التحالف: "نحن في تحالف قوى الإجماع الوطني، نحمل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، التبعات المترتبة على هذا التصرف غير المسؤول، وغير المتسق مع الوثيقة الدستورية".
وشدد على أن هذه "الدعوة التي حملها خطاب رسمي تكشف رعاية بعض أعضاء المجلس للعمل الانقسامي الذي ظلت تضطلع به اللجنة الفنية للمدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش لخلق حاضنة بديلة لقوى الحرية والتغيير".
واعتبر تحالف القوى أن "الخطاب تجاهل قوى الحرية والتغيير الحقيقية (الطرف الثاني) في اتفاقية الشراكة الثنائية، التي أبرمت تحت إشراف إقليمي ورعاية دولية، ممثلين في الإعلان السياسي، والوثيقة الدستورية"، مشيراً إلى أن "البرهان، ممثلاً، للطرف الآخر ليس بمقدوره تغيير وضعية الطرف الأول، بأي شكل من الأشكال".
اقرأ أيضاً: