
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إنه "لا يفكر حالياً" في مسألة إعادة ترشيح نفسه لرئاسة البلاد في انتخابات عام 2024، لكنه أشار إلى أنه سيكون "محظوظاً" إذا كان منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقال بايدن، في مؤتمر صحافي عقب لقائه قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خلال إجابته عن سؤال بشأن وجود مخاوف أوروبية من إمكانية عودة ترمب لكرسي البيت الأبيض: "لا أعتقد أنك ستجد قائداً أوروبياً يعتقد أنني لست في مستوى المنصب"، لافتاً إلى أن "أول اجتماع لمجموعة السبع الذي حضرته اليوم كان ناجحاً وقلت لهم أميركا قد عادت"، مشيراً إلى أن أحد القادة في الاجتماع سأل: "إلى متى؟".
وتابع: "أنا لا أنتقد أي شخص يطرح هذا السؤال، ولكن في الانتخابات المقبلة سأكون محظوظاً جداً إذا كان هذا الرجل نفسه منافساً لي في انتخابات 2024"، في إشارة إلى ترمب.
ولفت بايدن إلى أنه يركز في المرحلة الحالية على "ضمان احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، حتى يكون لديّ الفرصة لمواصلة القيام بالأشياء التي أنجزتها فيما يتعلق بتنمية الاقتصاد والتعامل بعقلانية مع السياسة الخارجية الأميركية وقيادة العالم".
ورغم خسارة ترمب الذي يواجه اتهامات بـ"الاحتيال المالي"، الانتخابات الرئاسية الأخيرة في نوفمبر 2020 والتي يعتبر أنها "سرقت منه"، لا يزال يسيطر على الحزب الجمهوري وذلك قبل 9 أشهر من انتخابات تشريعية حاسمة، فيما يلمح وباستمرار لرغبته في الترشح لولاية ثانية في عام 2024.
ورغم أن ترمب لم يقدم أي أدلة على أن الانتخابات كانت "مزورة"، تظهر الاستطلاعات بأن حوالي ثلثي الناخبين الجمهوريين يؤيّدونه، فيما كان ترمب، قال في نوفمبر الماضي، إنه "من المحتمل" أن ينتظر إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، للإعلان رسمياً عما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة عام 2024.
ترمب يتهم كلينتون
رفع ترمب، الخميس، دعوى قضائية ضد منافسته في انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016، هيلاري كلينتون، إضافة إلى عدد آخر من الديمقراطيين، وزعم أنهم حاولوا تزوير تلك الانتخابات بربطهم حملته الانتخابية بروسيا.
وتشمل الدعوى القضائية قائمة مطولة من الشكاوى التي كررها الرئيس الجمهوري السابق مراراً خلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض بعد أن هزم كلينتون في الانتخابات.
وقال في الدعوى القضائية المؤلفة من 108 صفحات والتي رفعها أمام محكمة اتحادية في فلوريدا: "نسق المدعى عليهم فيما بينهم وتآمروا بشكل خبيث لنسج خيوط رواية كاذبة مفادها أن خصمهم الجمهوري، دونالد ترمب، كان يتواطأ مع دولة أجنبية معادية".
واعتبر ترمب الذي فاز على المرشحة الديمقراطية كلينتون في انتخابات 2016، ربط فوزه بالدعم الروسي "ابتزاز" و"مؤامرة لنشر أكاذيب تلحق الضرر به".
وذكرت وكالة "رويترز" أن ترمب يسعى للحصول على تعويضات تأديبية ومالية، إذ أشارت الدعوى إلى أن ترمب "أجبر على تحمل نفقات سيتم تحديدها أثناء المحاكمة، لكن من المعروف أنها تجاوزت 24 مليون دولار، وهي في شكل تكاليف دفاع وأتعاب قانونية وما إلى ذلك".
وسبق أن كشف تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي في نوفمبر الماضي، "تواطؤ بول مانفورت، المدير السابق لحملة دونالد ترمب الانتخابية في عام 2016، مع مسؤولين في الاستخبارات الروسية، بهدف الإضرار بالمرشحة الديمقراطية كلينتون"، ولكنه لم يقدم أدلة تثبت تورطاً مباشراً لترمب في هذا "التدخل الروسي".
وأفاد التقرير النهائي لـ "لجنة الاستخبارات" لمجلس الشيوخ، بأن مانفورت "تواصل قبل وخلال الأشهر الستة التي تولى فيها إدارة الحملة الانتخابية لترمب، بشكل مباشر وغير مباشر مع عنصر في الاستخبارات الروسية يدعى قنسطنطين كيليمنيك، ورجل الأعمال الروسي أوليج ديريباسكا، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين".
وكشف التقرير أن بوتين أمر "بنفسه" باختراق حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بهدف "الإضرار" بحملتها الانتخابية، وفقاً لما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وجاء في تقرير مجلس الشيوخ: "كانت نية موسكو تتمثل في الإضرار بحملة كلينتون، وتشويه صورتها، ومساعدة حملة ترمب بعد حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري، وبالتالي تقويض مسار الحزب الديمقراطي الأميركي".