
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده لم تتصرف "على النحو الملائم" في أزمة الغواصات مع فرنسا، في حين أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن البلدين ينخرطان في عملية لـ"بناء الثقة"، وذلك في أول لقاء بين الزعيمين منذ الأزمة.
والتقى الرئيسان الأميركي والفرنسي، الجمعة، في السفارة الفرنسية في روما، في وقت يعمل فيه البلدان على إصلاح العلاقات، إثر الخلافات التي أثارها الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "أوكوس".
وقال بايدن خلال اللقاء: "ما قمنا به لم يكن ملائماً ولم يكن على قدر كبير من اللياقة"، مؤكداً، بحسب وكالة "فرانس برس"، أنَّ فرنسا "شريك بالغ الأهمية" لبلاده.
وأشار بايدن إلى أنه كان لديه انطباع بأنه تم إبلاغ فرنسا قبل فترة طويلة من توقيع صفقة الغواصات مع أستراليا.
وشدد الرئيس الأميركي على أن "الولايات المتحدة ليس لها حليف أقدم ولا أكثر ولاءً من فرنسا"، مضيفاً أنه "لا يوجد مكان في العالم لا تستطيع الولايات المتحدة التعاون فيه مع فرنسا".
"إعادة الثقة"
بدوره، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بما وصفه بـ"قرارات ملموسة"، اتُّخذت بعد أزمة الغواصات الأسترالية لـ"إعادة الثقة" بين فرنسا والولايات المتحدة.
ولفت ماكرون خلال لقائه ببايدن إلى "قرارات ملموسة للغاية أتت لتدعم تحركات ومبادرات مشتركة نقوم بها في مجالات مختلفة، الأمر الذي يشكّل في رأيي انطلاقة لعملية الثقة".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد استقباله جو بايدن في "فيلا بونابرت": "علينا أن ننظر إلى المستقبل"، مشدداً على "ضرورة ضمان عدم تكرار أزمة الغواصات في المستقبل".
وأكد ماكرون أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يريدان التعاون مع الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، لافتاً إلى أن "بلاده ستستمر في العمل مع الولايات المتحدة بشأن التغير المناخي، والقضايا الصحية والرقمية".
وأشار ماكرون إلى أن العمل الذي تم إنجازه خلال الفترة الأخيرة سيوضح الموقف فيما يتعلق بالسيادة والدفاع الأوروبيين.
أزمة الغواصات
واندلعت أزمة الغواصات في 16 سبتمبر الماضي، بعد ما أعلنت أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن الشراكة الأمنية "أوكوس"، والتي بموجبها تخطط كانبيرا لبناء 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية وتجهيز قواتها بصواريخ كروز أميركية الصنع، الأمر الذي جعلها تبطل عقدها الدفاعي مع فرنسا الذي يعد الأكبر في تاريخها بقيمة تبلغ 66 مليار دولار أميركي.
واستجابة لهذا التطور، سحبت فرنسا حينها على الفور سفيريها من الولايات المتحدة وأستراليا، ولكن ليس من المملكة المتحدة.
واتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأميركي جو بايدن خلال مكالمة هاتفية، في 22 سبتمبر، على إجراء "مشاورات مفتوحة بين الحلفاء كان من شأنه تفادي أزمة الغواصات الأسترالية".
وقال بيان مشترك لقصر الإليزيه والبيت الأبيض، إن "الرئيس بايدن أبلغ ماكرون التزامه الدائم في هذا الصدد". وأضاف أن الرئيسين "قررا إطلاق عملية تشاور معمقة، تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة". وعقب هذه المكالمة بين الزعيمين قررت فرنسا إعادة سفيرها إلى الولايات المتحدة.