"أوميكرون" يزيد مخاوف أوروبا.. وتحذير من انهيار النظام الصحي

time reading iconدقائق القراءة - 7
أفراد الطاقم الطبي في وحدة العناية المركزة لمرضى كوفيد-19 في مستشفى"لا تيمون" في مرسيليا حيث تشهد فرنسا زيادة في إصابات كورونا - 10 ديسمبر 2021 - REUTERS
أفراد الطاقم الطبي في وحدة العناية المركزة لمرضى كوفيد-19 في مستشفى"لا تيمون" في مرسيليا حيث تشهد فرنسا زيادة في إصابات كورونا - 10 ديسمبر 2021 - REUTERS
دبي/ لندن -الشرقوكالات

في الوقت الذي تستعد فيه المستشفيات في جميع أنحاء أوروبا، والولايات المتحدة لارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال موسم الأعياد بسبب متحور "أوميكرون"، يحدو العديد من الحكومات تفاؤل حذرٍ بشأن قدرتها على الصمود في وجه العاصفة، وسط تحذيرات البعض من انهيار الأنظمة الصحية في بريطانيا بسبب العدد الهائل من الإصابات.

وفي لندن، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، الإثنين، إنه يدرس كل الأمور "لإبقاء متحور أوميكرون تحت السيطرة لأن الوضع صعب للغاية"، محذراً من أن الأمر ربما يتطلب فرض مزيد من القيود، لا سيما مع الارتفاع الكبير لعدد حالات دخول المستشفيات في لندن.

وأضاف جونسون بعد اجتماع لمجلس الوزراء، "يجب أن أقول للشعب البريطاني، وأقول للجميع، لن نستبعد إمكانية المضي إلى أبعد من ذلك إذا تعين علينا أن القيام بأمور لحماية الشعب"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

كما حذرت نقابة الممرضات الرئيسية في بريطانيا، الاثنين، من أن ارتفاع حالات الإصابة بكورونا والإرهاق بين العاملين في المجال الطبي تدفعهم إلى نقطة الانهيار، ما يزيد من الضغط على الحكومة لفرض قيود جديدة للحد من الأرقام القياسية للعدوى التي يسببها متحور أوميكرون، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

بينما قالت رابطة الكلية الملكية للتمريض في إنجلترا إن ما يقرب من 50 ألف طبيب وممرض وغيرهم من موظفي الخدمة الصحية الوطنية في إنجلترا، يمكن أن يحصلوا على إجازات مرضية جراء إصابتهم بفيروس كوفيد-19 بحلول الكريسماس، ما لم تُفرض قيود إضافية.

تدمير خطط العطلات

وعلى نحو ممثل تواجه العديد من الحكومات في أوروبا معضلات مماثلة فيما يتعلق باتخاذ القرارات وإلى أي مدى ينبغي فرض مزيد من التدابير في مواجهة متحور "أوميكرون"، ما يعني تدمير خطط العطلات للملايين للعام الثاني على التوالي، أو مواجهة موجة محتملة من ارتفاع الحالات والاضطرابات.

وعلى الرغم من أن "أوميكرون" يبدو أكثر قابلية للعدوى من سلفه دلتا الذي أدى بدوره إلى موجات إصابة كبيرة في أجزاء كثيرة من العالم، تشير الدلائل المبكرة إلى أنه ربما يسبب أيضاً أعراضاً مرضية أقل خطورة. مع ذلك يُحذّر علماء من أنه من المبكر معرفة ذلك، وأنه يمكن أن يتهرّب من حماية اللقاح بشكل أكبر.

لكن العديد من القادة السياسيين يترددون في فرض الإجراءات الصارمة التي لجأوا إليها في وقت سابق من الجائحة، "غالباً لأنهم وعدوا شعوبهم بأن اللقاحات ستتيح سبيلاً لإنهاء هذه القيود، وربما يكون من غير المقبول سياسياً فرضها مجدداً".

وفي فرنسا تحاول الحكومة جاهدة تجنب إغلاق جديد من شأنه أن يضر بالاقتصاد ويؤثر على حملة إعادة انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون المتوقعة.

وفي الولايات المتحدة، يعد احتمال معاناة شتاء قاس بسبب موجة من الإصابات بفيروس كورونا "انتكاسة كبيرة" لأجواء التفاؤل التي توقعها الرئيس جو بايدن قبل نحو 10 أشهر، عندما أشار إلى أن البلاد ستعود بشكل أساسي إلى طبيعتها بحلول الكريسماس، بحسب الوكالة.

ترقب حذّر

في غضون ذلك، تراقب دول أخرى بحذر المملكة المتحدة، التي سجلت الاثنين، 91 ألفاً و743 إصابة جديدة بكوفيد-19 في ثاني أكبر عدد من الإصابات اليومية منذ بدء الجائحة، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه متحور أوميكرون الانتشار بسرعة.

وأعلن المنتدى الاقتصادي العالمي، الاثنين، تأجيل اجتماعه السنوي لقادة العالم ورجال الأعمال والنخب الأخرى في دافوس بسويسرا، بسبب حالة من الشك بشأن متحو "أوميكرون".

ومنعت فرنسا وألمانيا معظم المسافرين البريطانيين من الدخول، كما حظرت حكومة باريس الحفلات الموسيقية العامة وعروض الألعاب النارية خلال احتفالات العام الجديد. 

وفرضت أيرلندا حظر تجول يبدأ من 8 مساءً بتوقيت جرينتش، على الحانات والبارات، وحضور محدود للمناسبات في الأماكن المغلقة والمفتوحة.

وأبلغت البرتغال معظم العمال غير الأساسيين، بالعمل من المنزل لمدة أسبوع في يناير، بينما سيكون لدى اليونان 10 آلاف ضابط شرطة في الخدمة خلال العطلات للتأكد من الامتثال للتدابير، وفحص تصاريح مرور كوفيد.

في إسبانيا، بلغ المعدل الوطني للحالات الجديدة ضعف ما كان عليه قبل عام، لكن السلطات في الدولة التي تتمتع بواحد من أعلى معدلات التطعيم في أوروبا تراهن بشكل أساسي على ارتداء الكمامة الإلزامي في الأماكن المغلقة وإعطاء الجرعات المنشطة، مع عدم وجود قيود أخرى في سبيلها إلى التنفيذ.

من جهته، قال ميجيل هيرنان، عالم الأوبئة في جامعة "هارفارد" الذي قدم المشورة للحكومة الإسبانية في وقت سابق بشأن الجائحة، إن الإحجام عن فرض قيود جديدة أمر مفهوم، لكنه حذر من أنه من الأفضل التصرف مبكراً وليس متأخراً.

وأضاف: "كلما تم الإسراع بتطبيقها (التدابير)، كلما قصرت الفترة التي تدعو الحاجة إليها".

وفي ألمانيا، قال وزير الصحة كارل لوترباخ، الأحد، أنه لن يكون هناك إغلاق قبل الكريسماس؛ لكنه حذر من أن البلاد ستشهد "موجة خامسة".

تدابير إضافية

في محاولة للسيطرة على الإصابات المتزايدة بشكل حاد، أغلقت الحكومة الهولندية كل المتاجر والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح اعتباراً من الأحد حتى 14 يناير، فيما ستغلق المدارس أبوابها على الأقل حتى 9 يناير.

وفي بلجيكا، أعطت الحكومة، الاثنين، الضوء الأخضر لتحصين الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاما ضد كوفيد بشكل مجاني وطوعي بموافقة الوالدين.

وقامت العديد من الدول الأوروبية بينها فرنسا الدنمارك والنمسا واليونان وإسبانيا والبرتغال بتوسيع نطاق التلقيح ليشمل الأطفال.

أودى الوباء بما لا يقل عن 5.35 ملايين شخص في كل أنحاء العالم منذ أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين ظهور المرض في نهاية ديسمبر 2019، وفق تقرير أعدته وكالة "فرانس برس"، الإثنين، استناداً إلى مصادر رسمية.

اقرأ أيضاً: