لماذا يدعم المحافظون بالولايات المتحدة نائبين ديمقراطيين بارزين؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
السناتور الديمقراطي جو مانشين يخرج من الجناح الغربي للبيت الأبيض- 18 نوفمبر 2021 - REUTERS
السناتور الديمقراطي جو مانشين يخرج من الجناح الغربي للبيت الأبيض- 18 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

جذبت الحملات الانتخابية للعضوين الديمقراطيين البارزين بمجلس الشيوخ الأميركي، جو مانشين وكيرستن سينيما، دعماً من مانحين ورجال أعمال محافظين، في وقت يشعر فيه التقدميون بغضب إزاء جهودهما لإعادة تشكيل أجندة السياسة الداخلية للرئيس جو بايدن، حسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الأحد، إن السناتور عن ولاية فرجينيا الغربية مانشين، والسناتور عن ولاية أريزونا سينيما، كانا يشكلان "عقبة رئيسية" أمام جهود البيت الأبيض لتمرير حزمة سياسات متعلقة بقضايا اجتماعية ومسألة تغير المناخ.

وأشارت إلى أنه خلال الصيف الماضي، بينما كان يعمل السناتور مانشين على "تقليص" أجندة بايدن الداخلية، سافر إلى دالاس ونظّم فعالية لجمع تبرعات لصالح حملته الانتخابية، داخل منزل تبلغ قيمته 18 مليون دولار، مشيرة إلى أن الفعالية جذبت المانحين من الجمهوريين والشركات الذين أشادوا بجهوده.

وعلى نحو مماثل، عقدت السناتور سينيما فعالية، في سبتمبر الماضي، بنفس المنزل لجمع الأموال من مجموعة مشابهة من المانحين من أجل حملتها.

واعتبرت الصحيفة أن تقديم دعم مالي كبير من مانحين ورجال أعمال ذوي ميول محافظة لمانشين وسينيما، اللذين يواجهان انتقادات من اليسار على  خلفية جهودهما لتقليص أجندة بايدن وإعادة تشكيلها، يعد مؤشراً على أن "الانتماء الحزبي يمكن أن يكون أمراً ثانوياً بالنسبة للمصالح الخاصة والدوافع الأيديولوجية".

وعزت الصحيفة حصول سينيما على الكثير من الدعم المالي من مستثمري "وول ستريت" والمانحين اليمينيين، لمعارضتها زيادة الضرائب على دخل الأفراد والشركات.

فيما اجتذب مانشين مانحين جدداً من ذوي الميول الجمهورية، لمحاربته الكثير من أعضاء حزبه من أجل تقليص حجم تشريعات بايدن، والعمل على الحد من مكونات مشروع قانون الرعاية الاجتماعية الجديد.

وكان من المقرر دفع تكاليف إجراءات الإنفاق الجديدة في الغالب من خلال زيادات الضرائب على الأثرياء والشركات، وهو أحد مكونات الخطة التي كان لابد من إعادة صياغتها بسبب معارضة سينيما لها.

تبرعات تلفت الأنظار

ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس من المستغرب، أن يمنح نشطاء سياسيون أثرياء، وأصحاب مصالح تجارية مبالغ من المال لدعم أعضاء من الحزب السياسي الآخر، إذ جمعت النائبة الجمهورية ليز تشيني الأموال من كبار المانحين الديمقراطيين هذا العام.

لكن تدفق الأموال إلى حملات سينيما ومانشين من خارج القنوات الديمقراطية المعتادة يلفت الأنظار، بحسب الصحيفة، لأن "العديد من المانحين لا تربطهم سوى القليل من العلاقات معهما، وثمة ملاحظات بشأن مدى ارتباط الدعم المالي بسلطتهما على مشروع قانون لا يزال مصيره إلى حد كبير في أيديهما".

وأوضحت الصحيفة أن دور مانشين وسينيما في مشروع قانون السياسة الداخلية الذي يهدف لتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي والجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، كان "عميقاً"، إذ بدأ المشروع بمبلغ 3.5 تريليون دولار، قبل تقليصه بسبب إصرار مانشين إلى نحو 2 تريليون دولار فقط.

وذكرت الصحيفة أنه خلال هذا الشهر، أثنى المستثمر في "وول ستريت" الملياردير كينيث جي. لانجون، وهو متبرع جمهوري بارز لم يسبق له أن ساهم في حملة مانشين من قبل، على الأخير لـ"إظهاره شجاعة"، وتعهد بمنحه "أكبر مبلغ قدمه في عمليات جمع التبرعات على الإطلاق".

وفي تصريح لـ"نيويورك تايمز"، قال لانجون الذي قدم غالبية التبرعات السياسية للجمهوريين المقدرة بملايين الدولارات: "كانت إسهاماتي السياسية دائماً من أجل دعم المرشحين المستعدين للدفاع عن المبادئ، حتى لو كان ذلك يعني تحدي حزبهم أو الصحافة".

ووفقاً للصحيفة، فقد كتب الملياردير الجمهوري ستانلي إس. هوبارد، شيكه البنكي الأول إلى سينيما في سبتمبر الماضي، وقال إنه يفكر في فعل الشيء نفسه لمانشين بسبب جهودهما لتقليص أجندة الديمقراطيين، واصفاً مانشين وسينيما بأنهما شخصين جيدين، وأضاف: "أعتقد أننا بحاجة إلى المزيد من أولئك في الحزب الديمقراطي".

تدفق الأموال

وأضافت الصحيفة أن الأموال تدفقت على حملات مانشين وسينيما أيضاً من لجان العمل السياسي، والجهات المانحة المرتبطة بالقطاعات المالية والصناعات الدوائية، والتي عارضت المقترحات التي أُدرجت في البداية ضمن مشروع قانون السياسة المحلية الذي ساعد المشرعان على تقليصه، ويشمل ذلك التغييرات في قطاع الرعاية الطبية، وزيادة الضرائب.

في المقابل رفض المتحدث باسم سينيما، جون لابومبارد، أي مزاعم بأن الأموال التي مُنحت للحملة كانت بسبب نهجها في صنع السياسة، قائلاً: "تتخذ السناتور سينيما قراراتها بناءً على اعتبار واحد فقط، وهو تقديم الشيء الأفضل لأريزونا".

فيما لم يرد مكتب مانشين على طلبات الصحيفة للتعليق، لكنه قال إنه لطالما أعرب مانشين عن قلقه من أنه في حال عدم تقليص التشريع إلى المستوى الذي يسعى إليه، فإنه سيزيد من عجز الموازنة، كما يمكن أن يزيد من معدلات التضخم.

جبهة مضادة

ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، بدأ الليبراليون الأثرياء مؤخراً محاولة لوضع الأساس لتحدي سينيما في عام 2024، إذ كتبت المجموعة الليبرالية "ديماند بروجرس" في عريضة أن "هناك مجموعة صغيرة من الديمقراطيين اليمينيين، بما في ذلك مانشين وسينيما، يحصلون على الدعم المالي من الشركات، وهي المجموعة التي تحاول تدمير جدول أعمال بايدن التشريعي".

وقالت الصحيفة، إنه خلال هذا العام، تلقى مانشين وسينيما تبرعات من مانحين جمهوريين رئيسيين، لم يسبق لهم تقديم تبرعات لهما من قبل، بما في ذلك جيمس هاسلام مالك فريق "كليفلاند برونز" لكرة القدم، والمطور العقاري هارلين كرو، المقرب من القاضي كلارنس توماس من المحكمة العليا.

وتابعت: "كما قدم العديد من المانحين الجمهوريين البارزين الآخرين الذين دعموا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أيضاً دعمهم المالي لأول مرة إلى مانشين خلال الأشهر القليلة الماضية، كما اجتمع المدراء التنفيذيون في مؤسسة (جولدمان ساكس)، بما في ذلك رئيسها، جون والدرون، للتبرع بعشرات الآلاف من الدولارات لسيمينا في فصلي الربيع والصيف الماضيين".

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن حملة سيمينا تلقت نحو 6.1 مليون دولار من التبرعات، في الفترة بين بداية عام 2019 ونهاية سبتمبر الماضي، فيما جمعت حملة مانشين نحو 3.8 مليون دولار.

اقرأ أيضاً: