أسدلت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الستار على الدورة الـ42، مساء الخميس، داخل دار الأوبرا المصرية، بحضور عدد كبير من الفنانين وصناع السينما العرب ، ودون تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا.
وأعلنت لجنة التحكيم، عن فوز الفيلم البريطاني "التيه – limbo" للمخرج بن شاروك، بجائزة الهرم الذهبي لأحسن فيلم، حيث تسلمها بطل العمل المُمثل أمير المصري، كما حصل على جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني.
فيما حصد فيلم "مؤتمر" للمُخرج إيفان آي. تفردوفسكي، بجائزة الهرم الفضي، أما الفيلم الوثائقي المصري "عاش يا كابتن" للمُخرجة مي زايد، فقد نال جائزة الهرم البرونزي.
وحصلت المُمثلة إلهام شاهين، على جائزة أحسن ممثلة، عن دورها في الفيلم المصري "حظر تجول" للمُخرج أمير رمسيس، وذلك بالمناصفة مع الممثلة ناتاليا بافلينكوفا، بطلة الفيلم الروسي "مؤتمر" للمُخرج إيفان آي. تفردوفسكي، فيما فاز المُمثل جوليان فرجوف بجائزة أفضل ممثل، عن دوره في فيلم "دروس اللغة الألمانية" للمُخرج بافل جي فيسناكوف.
وأعربت إلهام شاهين، لـ"الشرق"، عن سعادتها البالغة بفوزها بهذه الجائزة، قائلة: "جائزة العمر كله، خاصة أنّ الشخصية كانت صعبة، وبالتأكيد سأظل أعمل في هذا المجال طوال حياتي".
كما فاز الفيلم المكسيكي "50 أو حوتان يجتمعان على الشاطئ" للمخرج خورخي كوتشي، بجائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، فيما حصل فيلم "غزة مونامور" للمُخرجين عرب ناصر وطرزان ناصر، على تنويه خاص.
واعتبرت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم أن مهرجان القاهرة السينمائي كان ناجحاً للغاية سواءً من الناحية التنظيمية أو من جانب العروض الفنية، متابعة أنه "كان من الصعب إقامة هذه الدورة، لكننا حاولنا واستطعنا إقامتها رغم كل التحديات"، مشيرة إلى أن المهرجان ساهم بشكل ملحوظ في الترويج السياحي لمصر.
وقالت عبدالدايم في تصريحات لـ"الشرق" إن وزراتها مستمرة في إقامة فعاليات فنية وثقافية متعددة رغم جائحة كورونا، مشيرة إلى أن القاهرة ستستضيف الأسبوع المقبل مهرجان المسرح القومي بجانب أنشطة وفعاليات أخرى لا تقل أهمية.
فيما قال رئيس المهرجان المنتج محمد حفظي إنّ "هذه الدورة الاستثنائية شهدت إقبالاً كبيراً من محبي السينما وصناعها الذي حضروا مختلف الفعاليات، وهو حضور لا يقل عن العام الماضي".
"لا إصابات بكورونا"
ووجه المُنتج محمد حفظي، الشكر لوزارتي الثقافة والصحة، لجهودهما، مؤكداً أن المهرجان لم يُسجل أي إصابات بفيروس كورونا، طوال فترة الانعقاد.
وأشار إلى أنّ "المهرجان باع نحو 30 ألف تذكرة في الدورة الـ42، رغم أزمة كورونا، ما يعني أنّ الجمهور مُتعطش لمُشاهدة الأفلام السينمائية".
وقال أندرو محسن، المنسق الفني للمهرجان، لـ"الشرق" إن الإدارة نفذت خطة عروض الأفلام طبقاً للمواعيد المُحددة سلفاً، واضطرت لزيادة بعض العروض، لنفاد تذاكر بعض الأعمال المُشاركة.
إسلام العزازي غائب
حفظي كشف في تصريحات لـ"الشرق" أنّ إدارة المهرجان فضّلت عدم ظهور المخرج إسلام العزازي، المتهم بالتحرش في جميع الفعاليات الفنية الخاصة بفيلمه "عنها"، وكذلك عدم حضوره حفل الختام.
وأكد حفظي أن إدارة المهرجان ليست جهة تحقيق لكنها اتخذت الإجراءات التي تحترم المرأة وتدافع عن حقها، مشيراً إلى أن الشهادات حتى الآن ليست مؤكدة، وفي حال التقدم ببلاغ بشأنها سيتم التعامل معها.
في ذكرى الراحلين
وأهدى رئيس المهرجان الدورة الـ42، لمجموعة من المُمثلين الذين رحلوا خلال العام الجاري، منهم: محمود ياسين، وشويكار، ورجاء الجداوي، وسناء شافع، وإبراهيم نصر، ونادية لطفي.
وأشاد المُنتج جابي خوري، عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، لـ"الشرق"، بالأعمال المُشاركة في هذه الدورة، قائلاً: "اللجنة كانت مُتجانسة جداً، ولم نواجه أي أزمات خلال المُناقشات، وتوصلنا لاختيار الأفلام بالإجماع وبسهولة شديدة".
جوائز سينما الغد
يذكر أن المهرجان شهد توزيع العديد من الجوائز، إذ منحت لجنة تحكيم مسابقة سينما الغد الدولية، شهادة تقدير للفيلم السعودي "من يحرقن الليل" للمخرجة سارة مسفر، كما حظي فيلم "الحياة على الهامش"، للمُخرج مو هراوي، بتنويه خاص، فيما فاز الفيلم الوثائقي السويسري "المباراة" للمُخرج رومان هودل، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وفاز الفيلم الكوبي "إيزابيل" للمخرجة المصرية سارة الشاذلي، بجائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير، بقيمة 5 آلاف دولار مقدمة من منصة "WaTch IT".
وفاز الفيلم الهولندي "ذهب" للمُخرجة روجيه هيسب، بجائزة فتحي فرج جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والتي تسلمها الناقد أندرو محسن، فيما حصد الفيلم الصيني "الأفضل لم يأتِ بعد" للمُخرج جينج وانج جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم.
جوائز آفاق السينما العربية
منحت لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، جائزة أحسن أداء تمثيلي، للمُمثل فيصل الدوخي، عن دوره في الفيلم السعودي "حد الطار" للمُخرج عبد العزيز الشلاحي، فيما نال الفيلم بشكلٍ عام جائزة صلاح أبو سيف وهي خاصة بلجنة التحكيم.
واعتبر المخرج السعودي عبد العزيز الشلاحي هذه الليلة أهم ليالي حياته، قائلاً لـ"الشرق" إنّ: "الفوز بجائزتين من أكبر مهرجان بالشرق الأوسط، أكدّ لي أنّ مجهودي لم يذهب هباءً".
وفاز فيلم "تحت السموات والأرض" للمخرج روي عريضة، بجائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي، وتكون من نصيب المخرج فقط، أما الفيلم المغربي "خريف التفاح" للمُخرج محمد مفتكر، حصل على تنويه خاص.
جوائز نقدية
ونال الفيلم الوثائقي "عاش يا كابتن" جائزتين جديدتين، إحداهما تحمل اسم "إيزيس"، لأفضل فيلم مصري يبرز دور المرأة المصرية، وقدرها 10 آلاف دولار، والثانية بعنوان "يوسف شريف رزق الله"، وقدرها 15 ألف دولار، حيث تسلمتها المخرجة وأهدتها إلى مكان التمرين الذي صُورت فيه أحداث الفيلم بمحافظة الإسكندرية.
فيما فاز فيلم "على طول البحر" للمُخرج أكيو فوجيموتو، بجائزة أفضل يُعالج قضايا الاتجار بالبشر، وقدرها 50 ألف جنيه، حيث تسلمها السفير الياباني في مصر.
وذهبت جائزة أفضل فيلم عربي بالمهرجان، إلى فيلمي "غزة مونامور" للمُخرجين عرب ناصر وطرزان ناصر، و"نحن من هناك" للمُخرج وسام طانيوس، بالمناصفة، حيث تبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف دولار، كما فاز الأخير أيضاً بجائزة أحسن فيلم غير روائي، ضمن منافسات مسابقة آفاق السينما العربية.
وأهدى المُخرج وسام طانيوس الجائزة إلى ضحايا انفجار مرفأ بيروت، قائلاً خلال كلمته على هامش حفل الختام إنّ "هذا العام كان الأصعب على بيروت، كما أوجه الشكر إلى المُنتج كونه آمن برسالة الفيلم، وكذلك الموسيقار أمين أبو حافة".
ولثالث مرة، حصد فيلم "التيه – limbo" جائزة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي"، وتسلمها المُمثل أمير المصري، وقال الأخير لـ"الشرق": "أنا محظوظ لحصول فيلمي على كل هذه الجوائز، وأسعى للتواجد دائماً في الأفلام العالمية".
المطربة السورية لينا شماميان استهلت حفل الختام، بتقديم فقرة غنائية، إذ شدت بمزيجٍ من أغانٍ لنجمات الزمن الجميل، منهم: فايزة أحمد، وصباح، وأسمهان، كما تفاعل الحضور مع غنائها بعض المقطوعات باللغة الفرنسية.
وقالت شماميان إن "مصر دائماً ما تحتضن الفنانين، وتمنحهم الفرصة ليصبحوا نجوماً على مستوى الوطن العربي"، مُعربة عن سعادتها بمُشاركتها في ختام الدورة الـ42.