نفتالي بينيت.. "صانع الملوك" الجديد في إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 4
نفتالي بينيت خلال دخوله الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 9 أكتوبر 2016 - REUTERS
نفتالي بينيت خلال دخوله الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 9 أكتوبر 2016 - REUTERS
القدس -أ ف ب

فرض نفتالي بينيت (49 عاماً)، وهو رجل أعمال سابق في مجال التكنولوجيا الفائقة، وصاحب ثروة تقدّر بالملايين، نفسه على الأرجح كـ"صانع الملوك" الجديد في إسرائيل، وفقاً لما أشارت إليه النتائج الألوية للانتخابات الإسرائيلية، المستندة إلى استطلاعات للرأي.

يعتمد بينيت خطاباً دينياً قومياً متشدداً، ويقود حزب "يمينا" المؤيد لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، والذي سيحصل على ما يبدو على سبعة إلى ثمانية مقاعد في الكنيست من أصل 120، وهو عدد كاف لإفساح المجال لبنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة يمينية، في حال الانضمام إليه.

هكذا، تتجه الأنظار الآن إلى بينيت، الذي عرف على نطاق واسع بأنه كان تلميذاً لنتنياهو، وهو لا يزال يشاطره العقيدة، لكنّه ينتقد "إدارته للبلاد".

ويتطلع بينيت، الذي شغل منصب وزير الدفاع في السابق، للعودة إلى الحكومة. ويدعو إلى سياسة متشددة حيال إيران. ويقول إن خبرته تسمح له بأن يكون الرجل الذي يعالج اقتصاد إسرائيل بعد تداعيات وباء كورونا. علماً أنه اقترح في حملته الانتخابية النموذج السنغافوري، إذ يريد القيام بتخفيض ضريبي والتقليل من البيروقراطية.

تجدر الإشارة إلى أن بينيت كان جزءاً من حكومة بنيامين نتنياهو التي انهارت في عام 2018، لكن نتنياهو لم يطلب منه الانضمام إلى حكومة الوحدة التي قادها أخيراً، والتي تشكلت في مايو الماضي، على الرغم من عقيدتهما المشتركة.

دخل بينيت السياسة بعد بيع شركته التكنولوجية الناشئة مقابل 145 مليون دولار في عام 2005. وفي العام التالي، أصبح رئيس مكتب نتنياهو الذي كان في ذلك الوقت في المعارضة.

اليوم، يبدو أن بإمكان بينيت أن يلعب دوراً رئيساً في إنهاء فترة حكم رئيس الوزراء القياسية البالغة 12 عاماً، علماً أنه قال الثلاثاء: "سأفعل فقط ما هو في صالح إسرائيل"، من دون أن يكشف أوراقه.

وكان بينيت قال سابقاً، إنه لا مانع لديه من المشاركة في حكومة مناهضة لنتنياهو، من دون أن يستبعد أيضاً الانضمام إلى رئيس الوزراء، خصوصاً إذا كان ذلك يساعد على تجنب انتخابات خامسة.

"إلى اليمين"

بعد يومين، يدخل بينيت، وهو جندي سابق في القوات الخاصة، عامه الـ49. ويعيش الرجل، الذي ولد والداه في الولايات المتحدة، مع زوجته غاليت وأربعة أطفال في مدينة رعنانا، وسط البلاد.

بعد ترك مكتب نتنياهو، أصبح بينيت في عام 2010 رئيس مجلس الاستيطان في "يهودا السامرة وغزة"، أي الضفة الغربية وغزة، الذي يضغط لصالح المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.

بينيت أحدث ثورة في السياسة في عام 2012، عندما تولى مسؤولية حزب "البيت اليهودي" اليميني المتشدد، الذي كان يواجه احتمال خسارة كل مقاعده في البرلمان. فنجح في تعزيز حضوره البرلماني بأربعة أضعاف، بعدما أدلى بسلسلة تصريحات نارية حول الصراع مع الفلسطينيين.

وفي عام 2013، قال إنه "يجب قتل الإرهابيين الفلسطينيين وليس إطلاق سراحهم". كما قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال لأنه "لم تكن هناك دولة فلسطينية هنا"، وإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله، ولكن يجب تحمله مثل قطعة من "شظية في الأرداف". وهو من أشد المعارضين لقيام دولة فلسطينية.

بالإضافة إلى توليه حقيبة الدفاع، شغل بينيت منصب وزير الاقتصاد والتعليم في حكومة نتنياهو.

وفي عام 2018، أعاد تسمية حزب "البيت اليهودي" باسم "يمينا" (إلى اليمين).

ومع تفشي وباء (كوفيد -19) العام الماضي، ركّز بينيت على الأزمة الصحية، وأطلق خططاً لاحتواء الفيروس ومساعدة الاقتصاد.

وقال لإذاعة الجيش في نوفمبر: "في السنوات المقبلة، نحتاج إلى تنحية السياسة وقضايا مثل الضم أو الدولة الفلسطينية جانباً، والتركيز على السيطرة على فيروس كورونا، ومعالجة الاقتصاد، وإصلاح الانقسامات الداخلية".

اقرأ أيضاً: