الاقتصاد العالمي يواجه شبح "أوميكرون".. تراجع البورصات والنفط والـ"بتكوين"

time reading iconدقائق القراءة - 5
عدد من الأشخاص يصطفون أمام متجر في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة- 26 نوفمبر 2021 - REUTERS
عدد من الأشخاص يصطفون أمام متجر في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة- 26 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

شهدت الأسواق العالمية تراجعاً مفاجئاً الجمعة، في ضوء التحذيرات من المتحور الجديد لفيروس كورونا الذي ظهر لأول مرة في جنوب إفريقيا.

واتخذ الولايات المتحدة ودول أوروبية إجراءات عاجلة قيدت بموجبها السفر إلى بعض بلدان القارة الإفريقية، ما أحدث ضربة موجعة لأسعار النفط والعملة الرقمية والأسهم.

أسوأ يوم للنفط

أسعار الطاقة شهدت تراجعاً حاداً الجمعة، تعود أسبابه بشكل رئيسي إلى المخاوف من تراجع الطلب بعد الإعلان عن المتحور الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بـ"المقلق" وأطلقت عليه اسم "أوميكرون"، وقد أحدثت هذه المخاوف ارتباكاً بالأسواق العالمية.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير بنسبة 11.5% إلى 73.03 دولار للبرميل، وهو أدنى سعر منذ 16 سبتمبر الماضي.

كما هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط في نيويورك 12% ليتداول عند 68.77 دولار للبرميل، وهو الأدنى منذ 10 سبتمبر. كما شهدت أسواق المال العالمية عمليات بيع مكثفة، إذ فرّ التجّار إلى الأصول الآمنة.

ويأتي الانخفاض قبل اجتماع تحالف "أوبك+" في 2 ديسمبر المقبل، لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج لشهر يناير.

وتعرضت المجموعة لضغوط من الولايات المتحدة والدول المستهلكة الأخرى التي لجأت إلى استخدام مخزوناتها الاستراتيجية لترويض ارتفاع أسعار الطاقة هذا الأسبوع، كما اتُهِم التحالف بخلق "ضيق مصطنع" من قِبل وكالة الطاقة الدولية.

بتكوين يهوي 28%

العملات الرقمية هي الأخرى تأثرت من التقلبات في حركة الأسواق جراء التحذيرات الطبية الطارئة، إذ تراجعت "بتكوين" بنسبة 28% من المستويات المرتفعة القياسية التي حققتها في وقت سابق هذا الشهر، إذ حفّز المتحور "أوميكرون" المتداولين على التخلص من الأصول الخطرة بجميع أنحاء العالم.

وانخفضت أكبر عملة مشفرة في العالم (بتكوين) بنسبة 9% إلى 53.619 دولار في تعاملات الجمعة، كما انخفضت عملة "إيثر"، ثاني أكبر عملة رقمية، بنسبة 13%، في حين انخفض "مؤشر بلومبرغ غالاكسي للعملات المشفرة" (Bloomberg Galaxy Crypto Index) الأوسع بنسبة 4%.

وكانت "بتكوين" تعرّضت للضغط منذ أن وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 69 ألف دولار تقريباً في وقت سابق هذا الشهر، بسبب الحماس تجاه أول صندوق يُتداوَل في البورصة الأميركية مرتبط بالعقود الآجلة للأصل الرقمي.

وخلال الأسبوع الجاري، أشار المحللون إلى عدد من العقبات التي تواجه العملات المشفرة، بما في ذلك متطلبات إعداد التقارير الضريبية الأميركية للعملات الرقمية، والقمع التنظيمي المكثف الذي تفرضه الصين.

أما الآن، فإن احتمال ظهور سلالة فيروسية جديدة يُهدد بتقويض السيولة والرغبة في المخاطرة في قطاع المضاربة.

الأحمر يُغطي الأسهم

على غرار الطاقة والعملات الرقمية، تعرضت أسواق الأسهم لخسائر كبيرة على خلفية اضطراب حركة السوق ومخاوف تراجع الطلب، نتيجة التحذيرات من سلالة كورونا الجديدة التي دفعت حكومة أكبر اقتصادات العالم إلى حظر السفر لعدد من البلدان.

وراكمت مؤشرات الأسهم الأميركية الخسائر التي بدأتها عند افتتاح التداولات الجمعة، ليتراجع مؤشر داوجونز 2.88% (1032 نقطة) إلى 34771 نقطة وهو أدنى مستوى للمؤشر منذ 14 أكتوبر.

كما سار على نفس الدرب كل من "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك المركب"، إذ تراجعا بنسبة 2.26% و2.15% على التوالي، ليفقدا بذلك كل المكاسب التي حققاها في نوفمبر.

وكان لافتاً أداء مؤشر الذعر (VIX) الجمعة، إذ ارتفع بأكثر من 50%، ما يشير إلى توتر كبير لدى المستثمرين في السوق المالية الأميركية.

وكانت الأسهم اليابانية قادت موجة الخسائر في آسيا الجمعة، بعدما سيطرت المخاوف على معنويات المتداولين بشأن متحور كورونا الجديد وقوة الينّ.

وأغلق مؤشر "نيكاي 225" على انخفاض بنسبة 2.5%، وهي أسوأ خسارة له منذ 21 يونيو. كما بددت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية كافة المكاسب التي حققتها خلال نوفمبر.

وأغلق مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي واسع النطاق متراجعاً 3.7% فيما خسر قطاع السياحة والسفر أكثر من 8%.

اقتصادات أكثر مرونة

وفي وقت تسعى دول العالم إلى العودة للحياة الطبيعية والخروج من التداعيات الاقتصادية للأزمة التي تسبب بها وباء كورونا منذ حوالي العامين، قلل عدد من الاقتصاديين المخاوف من التأثير المحتمل للمتحور الجديد على حركة الأسواق.

وقالت ألين شيولينغ إن "الاقتصادات أكثر مرونة فعلاً، ولهذا سيكون التأثير أقل دراماتيكية مما كان عليه خلال الموجات السابقة. لكنك ما زلت في الاقتصاد الذي لم يتعاف بالكامل بعد من الموجات التي شهدناها حتى الآن"

تصنيفات