لمنع أوكرانيا من استهداف أراضي روسيا.. "تعديلات أميركية" على قاذفات "هيمارس"

time reading iconدقائق القراءة - 6
ضابط من مشاة البحرية الأميركية يقوم بتشغيل نظام M142 لصواريخ المدفعية عالية الحركة "هيمارس" في مدينة كاباس الفلبينية.  13 أكتوبر 2022  - AFP
ضابط من مشاة البحرية الأميركية يقوم بتشغيل نظام M142 لصواريخ المدفعية عالية الحركة "هيمارس" في مدينة كاباس الفلبينية. 13 أكتوبر 2022 - AFP
دبي -الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة عدلت سراً قاذفات صواريخ "هيمارس"، التي قدمتها إلى أوكرانيا، حتى لا تُستخدم لإطلاق صواريخ بعيدة المدى إلى داخل أراضي روسيا، وذلك لتجنب خطر اندلاع حرب أوسع، حسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال". 

وأضاف المسؤولون للصحيفة، أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" عدلت قاذفات الصواريخ لتكون "غير قادرة" على إطلاق صواريخ بعيدة المدى، مثل أنظمة الصواريخ التكتيكية "أتاكمز" ATACMS، التي يبلغ مداها ما يقرب من 200 ميل.

وقالت الصحيفة إن التعديلات، التي لم يسبق الكشف عنها، تُظهر مقدار ما فعلته إدارة بايدن لموازنة دعمها للقوات الأوكرانية أمام خطر التصعيد مع موسكو، وتعكس مخاوف المسؤولين في الإدارة من توقف الشريك الأوكراني عن الوفاء بوعده بعدم ضرب الأراضي الروسية بأسلحة مقدمة من الولايات المتحدة.

البنتاجون بدوره، رفض التعليق على التعديلات، والتي قال عنها المسؤولون الأميركيون إنها "أُجريت على المعدات والبرامج".

وصرح الناطق باسم البنتاجون، العميد باتريك وايدر: "نظراً لاعتبارات العمل الأمنية، لا نعلق علناً على إعدادات الأنظمة المقدمة للحلفاء والشركاء. الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتزويد أوكرانيا بالقدرات التي تحتاجها لمواجهة العدوان الروسي".

كما رفض البيت الأبيض والجيش الأوكراني التعليق، في حين قال مسؤولون إن البيت الأبيض يشارك في القرارات الهامة المتعلقة بتقديم الأسلحة إلى أوكرانيا.

استهداف قاعدتين 

يأتي التقرير في وقت، هزت به انفجارات وقعت، الاثنين، قاعدتين جويتين في روسيا، إحداهما تستخدم كمنطقة لإطلاق القاذفات بعيدة المدى. 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا استخدمت مسيرات لتنفيذ الهجمات، التي تسببت في مصرع ثلاثة جنود روس، وألحقت أضراراً بطائرتين، لكن لا توجد أدلة على استخدام أسلحة مقدمة من الولايات المتحدة في تنفيذ الهجوم.

كما لم تُعلن كييف رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن المسؤولين الأوكرانيين ألمحوا إلى قدرتهم على الضرب في عمق روسيا. وردت روسيا بشن هجمات صاروخية على أوكرانيا.

وكانت الولايات المتحدة قد امتنعت عن تقديم أنظمة الصواريخ التكتيكية إلى أوكرانيا، ولكن التعديلات تضمن عدم قدرة أوكرانيا على استخدام قاذفات "هيمارس" لإطلاق هذه الصواريخ، إذا حصلت كييف عليها من مصادر أخرى، مثل الدول الأجنبية التي اشترت الصواريخ من الولايات المتحدة.

ومنذ يونيو الماضي، أرسلت الولايات المتحدة إلى أوكرانيا 20 قاذفة صواريخ من طراز "هيمارس" ومخزون كبير من الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية يصل مداهاً إلى 50 ميلاً تقريباً. 

واستُخدمت هذه الصواريخ، التي تعرف باسم أنظمة الصواريخ الموجهة ذات الإطلاق المتعدد GMLRS لضرب مستودعات الذخيرة، والإمدادات اللوجيستية، ومراكز القيادة الروسية المتواجدة على الأراضي الأوكرانية.

ولكن قاذفات "هيمارس" تمتلك ميزة فريدة تهدف إلى منعها من أن تصبح أنظمة أكثر فعالية في ساحة المعركة، بحسب "وول ستريت جورنال".

"أوكرانيا قوية"

إدارة بايدن قالت مراراً إن القرارات بشأن حل دبلوماسي محتمل مع روسيا "متروكة لكيف، وأن هدف واشنطن يتمثل بوضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن، حال حدوث محادثات سلام على الإطلاق".

ومنذ أن حشدت روسيا قواتها لغزو أوكرانيا في فبراير الماضي، وسعت الولايات المتحدة تدريجياً أنواع الأسلحة التي كانت على استعداد لتزويد كييف بها بخلاف صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات المحمولة على الكتف التي تلقتها أوكرانيا لأول مرة خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.

وبعد أشهر من النقاش الداخلي حول كيفية توفير صواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات التي لا تحتوي على معدات سرية، وصلت أولى طائرات هذه الطائرات إلى أوكرانيا في أواخر فبراير، بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي.

وبحلول أبريل الماضي، تم شحن مدافع "هاوتزر" M777 إلى أوكرانيا، فيما أشارت واشنطن مايو الماضي إلى أن الدنمارك "ستوفر صواريخ هاربون الأميركية المضادة للسفن وقاذفة على الشاطئ لإطلاقها".

في وقت لاحق من ذلك الشهر، قال المسؤولون الأميركيون إنهم سيوفرون "هيمارس" بعجلات، لافتين إلى أن قاذفات الصواريخ هذه ستُستخدم لإطلاق صواريخ GMLRS، التي يبلغ مدى قذائفها ضعف مدافع الهاوتزر تقريباً. 

وكانت الولايات المتحدة رفضت تقديم طائرات "جراي إيجل" المُسيرة، وسط مخاوف البنتاجون من إمكانية استخدامها لضرب أهداف في روسيا، كما رفضت إدارة بايدن آمال أوكرانيا في الحصول على طائرات غربية في المدى القريب، رغم أن الولايات المتحدة لم تستبعد إمدادها بعد سنوات من الآن بعد حل النزاع في أوكرانيا.

يشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاؤها سعت إلى مساعدة أوكرانيا من خلال تعزيز خليط دفاعاتها الجوية، لكن جهود الحلفاء تحركت ببطء.

وبينما يزعم المسؤولون الأوكرانيون أن حوالي 80 % من الصواريخ المهاجمة قد تم إسقاطها، فإن تلك التي تم اختراقها قد عطلت حوالي 50 % من شبكة الكهرباء في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات