لإنهاء الأزمة السياسية.. استقالة رئيس وزراء أرمينيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال كلمة سابقة أمام مؤيديه في يريفان - REUTERS
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال كلمة سابقة أمام مؤيديه في يريفان - REUTERS
يريفان -أ ف ب

أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الأحد، استقالته من منصبه، مع استمراره في ممارسة مهام منصبه بالوكالة، حتى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 20 يونيو المقبل، تهدف إلى إخراج البلاد من أزمتها السياسية.

وواجه باشينيان، دعوات للتنحي منذ توقيعه في نوفمبر الماضي، اتفاقية سلام بوساطة روسية مع أذربيجان، أنهت النزاع بين الخصمين اللدودين للسيطرة على منطقة ناجورنو قره باغ.

وكتب رئيس الحكومة الأرمينية على صفحته في "فيسبوك": "أستقيل اليوم من منصبي كرئيس للوزراء، لإجراء انتخابات مبكرة في 20 يونيو".

وقال: "أنا أعيد إلى مواطني أرمينيا السلطة التي منحوني إياها، حتى يقرروا بأنفسهم مصير الحكومة من خلال انتخابات حرة ونزيهة".

وأضاف باشينيان، أنه "سيواصل أداء واجباته كرئيس للحكومة الانتقالية قبل إجراء الانتخابات"، مشيراً إلى أنه "سيرشح نفسه لمنصب رئيس الوزراء".

وبعد إعلان باشينيان استقالته، قدّم جميع أعضاء حكومته استقالاتهم أيضاً، وفق ما يقتضيه القانون الأرميني.

وكان باشينيان أعلن في 28 مارس الماضي، عزمه التنحي عن منصبه، بعد أسابيع من الاحتجاجات المطالبة باستقالته في أعقاب هزيمة بلاده العام الماضي، في الصراع ضد أذربيجان بشأن إقليم ناجورنو قره باغ.

ودخلت أرمينيا "أزمة سياسية" في أعقاب هزيمتها العسكرية أمام أذربيجان المدعومة من تركيا، وأثارت الهزيمة احتجاجات واسعة في الدولة الواقعة على حدود تركيا وإيران، بلغت ذروتها في فبراير الماضي، مع اتهام باشينيان القيادة العسكرية بتنفيذ "محاولة انقلاب".

ولنزع فتيل الأزمة أعلن باشينيان الشهر الماضي، إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، رحب بها أعضاء بارزون في المعارضة.

تنازلات

واندلع القتال حول ناجورنو قره باغ، في سبتمبر الماضي، وحقق الجيش الأذربيجاني مكاسب ثابتة ضد الجيش الأرميني الذي يستخدم معدات عسكرية قديمة تعود إلى الحقبة السوفياتية.

وأسفرت الأسابيع الستة من النزاع العسكري، عن مقتل نحو 6 آلاف شخص، وتنازل أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي لأذربيجان، بموجب اتفاق السلام الذي وقعه باشينيان.

وأصر باشينيان على أنه تعامل مع الحرب بشكل صحيح، وقال إنه "لم يكن أمامه خيار سوى التنازل أو رؤية قوات بلاده تتكبد خسائر أكبر، وأن الانتخابات هي السبيل الأفضل لإنهاء المأزق السياسي بعد الحرب".

ويتوقع محللون أن يستعيد باشينيان السلطة بعد الانتخابات المبكرة. وقال المحلل السياسي ستيبان غريغوريان، لوكالة "فرانس برس"، إن حزب باشينيان "العقد المدني" قد لا يحصل على أكثر من 50% من الأصوات المطلوبة لتشكيل حكومة جديدة، "لكنه سيحتفظ بغالبية برلمانية عبر تشكيل ائتلاف مع أحزاب أخرى". 

الوصول للسلطة

ووصل باشينيان، الصحافي السابق البالغ من العمر 45 عاماً، إلى السلطة بعد قيادته احتجاجات سلمية في 2018 أطلق عليها اسم "الثورة المخملية".

وشن باشينيان حملة ضد الفساد، وأجرى إصلاحات اقتصادية واسعة، حيّد فيها المحتكرين والأثرياء ذوي النفوذ.

ووفق محللين فإن هذه السياسات ساعدت على تسريع النمو الاقتصادي في البلاد، وتقليل معدلات الفقر، وخلق عشرات الآلاف من الوظائف الجديدة.

لكن بعد ذلك تسببت جائحة كورونا بوقف مسار الانتعاش الاقتصادي، قبل اندلاع الحرب مع أذربيجان حول الإقليم المتنازع عليه منذ عقود.