
استقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في زيارتها الـ22 للمملكة المتحدة منذ توليها منصبها عام 2005، والأخيرة بصفتها الرسمية، قبل أن تتنحى في وقت لاحق من هذا العام.
وتتركز المناقشات التي تجري في تشيكرز، المقر الريفي لرؤساء حكومات المملكة المتحدة، على قضايا عدة، أبرزها قيود وباء كورونا التي فرضتها ألمانيا على المسافرين البريطانيين بسبب تفشي سلالة "دلتا" المتحورة في المملكة المتحدة، وكذلك العلاقات التجارية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
ومن المتوقع أن يوافق جونسون وميركل على عدد من المبادرات الجديدة لتوسيع الروابط بين البلدين، تشمل عقد اجتماعات سنوية مشتركة لوزراء الحكومتين، وإقامة حوار ثقافي سنوي يجمع الشخصيات الثقافية من البلدين، ويخلق فرصاً جديدة للمواهب الشابة، وتأكيد دعم التبادلات الشبابية.
وقبيل الزيارة، قال جونسون في بيان إن "المملكة المتحدة وألمانيا تتمتعان بصداقة ثابتة ووجهة نظر مشتركة تجاه العديد من القضايا"، بما في ذلك العلوم والصناعة. وقال إن "علماءنا ومبتكرينا وصناعيّينا يعملون معاً كل يوم لجعل العالم مكاناً أفضل".
وأضاف جونسون أنه "على مدى 16 عاماً من فترة المستشارة ميركل، أعيد تنشيط العلاقة بين المملكة المتحدة وألمانيا لعصر جديد، وستترك المشاريع المشتركة الجديدة التي سنتفق عليها اليوم إرثاً سيدوم لأجيال".
تعاون لمواجهة التحديات
ووفقاً لمكتب رئيس الوزراء البريطاني، فإن التعاون بين المملكة المتحدة وألمانيا يساعد في مواجهة بعض أكبر تحديات العصر، بما في ذلك هزيمة وباء كورونا، والتصدي لتغير المناخ.
ويشمل ذلك دعم مشروع "Neuconnect"، وهو رابط كهربائي جديد سيخلق طريقاً سريعاً للطاقة بين المملكة المتحدة وألمانيا؛ ويعدّ أكبر مشروع استثماري بريطاني ألماني يجري تنفيذه حالياً، وسيسمح لشبكات الطاقة بمشاركة الطاقة الزائدة، مع التأكد من عدم إهدار الطاقة المتجددة ومساعدة اقتصادَي البلدين على إزالة الكربون بسرعة أكبر.
وبحسب المكتب، فإن ألمانيا هي ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة، ويذهب كل يوم 730 ألف شخص في المملكة المتحدة للعمل في الشركات الألمانية أو العكس؛ كما أن أكثر من 21 ألف ألماني يدرسون أو يعملون في جامعات المملكة المتحدة.
وتعاونت كلية لندن الجامعية مع شركة "مرسيدس-AMG" الألمانية لتطوير وإنتاج مساعدات تنفس جديدة للمرضى الذين يعانون مشاكل تنفسية كبرى، يتم استخدامها الآن في أكثر من 130 مستشفى تابعاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
وسام أكاديمي جديد
وتكريماً لميركل التي درست العلوم في الأساس، أعلن رئيس الوزراء البريطاني استحداث جائزة سنوية لمكافأة امرأة مقيمة في المملكة المتحدة أو ألمانيا ومتفوقة في مجال الفيزياء الفلكية.
وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف جنيه استرليني (11,600 يورو) وتحمل اسم "كارولين هيرشل"، وهي عالمة في الفيزياء الفلكية (بريطانية من أصل ألماني) كانت رائدة في هذا المجال.
وفي عام 2010، كُرمت ميركل من قبل الجمعية الملكية بميدالية الملك تشارلز الثاني، التي تُمنح لرؤساء الدول أو الحكومات الأجنبية الذين قدموا مساهمة بارزة في تعزيز البحث العلمي في بلادهم.
وبعد زيارة جونسون، ستلتقي ميركل الملكة إليزابيث الثانية في قلعة وندسور، ثم تلقي كلمة أمام اجتماع افتراضي لمجلس الوزراء البريطاني، لتكون أول زعيم أجنبي يقوم بذلك منذ الرئيس الأميركي بيل كلينتون في عام 1997.