تقرير: الذكاء الاصطناعي يتتبع أعمال منشأة نووية جديدة في إيران

time reading iconدقائق القراءة - 7
 منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، 10 أبريل 2021 - AFP
منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، 10 أبريل 2021 - AFP
دبي-الشرق

قال موقع "ديفنس نيوز" إن إيران ربما تحتاج لأقل من عامين قبل استكمال أجهزة الطرد المركزي في إحدى منشآتها النووية الجديدة، ما يعني أنها "تعزز قدرتها على حيازة أسلحة نووية"، بحسب تحليل يعتمد على صور الأقمار الصناعية وأدوات الذكاء الصناعي.

وأظهر تحليل صدر مؤخراً عن "مركز الأمن الدولي والتعاون" (سي آي إس إيه سي) في "جامعة ستانفورد"، أن إيران ربما تحتاج لما بين 18 و24 شهراً قبل استكمال قاعة تجميع أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في منشأة "نطنز" النووية، ويمكنها "إعادة بناء وتوسيع قدرتها على تخصيب اليورانيوم"، رغم العديد من الانتكاسات الكبيرة التي ألقى مسؤولون إيرانيون باللائمة فيها على "عمليات تخريب"، اتهموا إسرائيل بتنفيذها.

وذكر الموقع أن المنشأة الجديدة تقع جنوب المنشآت الحالية في نطنز، ويجري بناؤها في عمق جبل، حيث تكون أقل عرضة للضربات الجوية، ومخفية عن أقمار الاستطلاع بالتصوير. 

وأشار إلى أن محللي "سي آي إس إيه سي" استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي من شركة "أوربيتال إنسايت" لتحليل البيانات من صور الأقمار الصناعية، لمساعدتهم على تتبع عمال البناء في الموقع.

ووجدوا أن بإمكانهم رصد تفاوت العمالة المتعلقة بانفجار العام الماضي في نطنز، وأخرى متعلقة بعمليات الحفر وبناء في قاعة التجميع الجديدة.

من جانبها، قالت أليسون بوتشيوني، الباحثة في "سي آي إس إيه سي": "يساعدنا التحليل القائم على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على فهم مكان وجود العمال بشكل أفضل وفي أي وقت".

تزايد نشاط

وأوضح الباحثون أن الإيرانيين بدؤوا البناء في الموقع الجديد العام الماضي بين 30 أغسطس و14 سبتمبر، ولاحظوا زيادة 9 أضعاف في المركبات في الموقع خلال الأشهر الثلاثة التي تلت، "ما يشير إلى نمو كبير في النشاط"، بحسب البحث الذي نشروه في يونيو في دورية "جينز إنتيليجنس ريفيو" المتخصصة في الشؤون الدفاعية، ويصف الدور الأساسي الذي لعبه الذكاء الاصطناعي في التحليل.

وذكر الباحثون أن "خوارزمية أوربيتال إنسايت للكشف عن الأجسام أحصت مركبات في 84 صورة أقمار اصطناعية التقطت بين مايو 2018 ومايو 2021، ما يعطي رؤية متعمقة للنشاط في المرافق الحالية والمستقبلية في نطنز". 

وأشاروا إلى أنهم تعقبوا "نشاط المركبات على وجه التحديد في ساحة انتظار السيارات خارج موقع نطنز الرئيسي، وكذلك في منشأة دعم البناء في جنوب نطنز، ما يشير إلى أن المركبات في كل موقع كانت مرتبطة بشكل مباشر بعمليات أو نشاط بناء"، لكن نشاط المركبات انخفض خلال الربيع. 

وأضافت بوتشيوني: "بناءً على ذلك وعوامل أخرى، مثل تصلّب الطرق وإنشاء ساحة انتظار جديدة، قررنا أن المنشاة في هذه المرحلة قد اكتملت إلى حد كبير. إنهم يعتزمون تجميع البنية التحتية، وتعزيز البنية التحتية، وربما يبدؤون عمليات تجميع أجهزة الطرد المركزي، أريد أن أقول في غضون 18 شهراً إلى عامين، اعتماداً على حجم البنية التحتية التي سيضعونها هناك".

وتابعت: "بناء قاعة التجميع الجديدة يظهر أن إيران تعمل جاهدة للحفاظ على قدرتها على التخصيب النووي"، وأنها "تعزز قدراتها على حيازة أسلحة نووية".

وأشارت إلى أنه مع زيادة حجم صور الأقمار الصناعية، إلى جانب مصادر البيانات الأخرى التي يحتمل أن تكون مفيدة مثل منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، والبيانات الهاتفية، وما إلى ذلك، سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في مساعدة المحللين على التوصل إلى استنتاجات، يشمل ذلك بعض الاستنتاجات التي ربما لم يتمكنوا من التوصل إليها من قبل. باختصار، أعتقد أنها أداة رائعة".

عقوبات أميركية

وكانت تقارير أشارت إلى أن الولايات المتحدة تخطّط لفرض عقوبات تستهدف القدرات الإيرانية المتطوّرة لشنّ ضربات دقيقة، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ موجّهة، في ظلّ مخاوف من تهديد تمثله هذه الأسلحة على مصالح واشنطن وحلفائها.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الخميس، إن هذه الجهود تأتي في وقت يقول فيه مسؤولون أمنيون غربيون إنهم يرون أن هذه القدرات تشكّل خطراً مباشراً على استقرار الشرق الأوسط، أكثر من البرنامجَين النووي والصاروخي لطهران.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على جزء من البرنامج الصاروخي الإيراني خلال السنوات الماضية، لكن مسؤولين قالوا إن استهداف شبكات المشتريات الإيرانية، مثل مزوّدي الأجزاء المستخدمة في صنع الطائرات المسيّرة، والصواريخ الموجّهة بدقة، يمكن أن يعطّل هذه النشاطات بشكل أكثر فعالية.

محادثات فيينا

وبعد 6 جولات من محادثات فيينا التي شهدت جموداً كبيراً، تأجلت الجولة السابعة التي يعتقد أنها ستكون الأخيرة إلى أجل غير مسمى، فيما يبدو أن المفاوضات النووية متعثرة حتى تسلم الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي مهامه مطلع أغسطس، بحسب وكالة "فرانس برس".

وشدد مسؤول بالإدارة الأميركية، الأربعاء، على أن العودة للاتفاق النووي مع إيران قد تصبح غير مُجدية حال استمرار المفاوضات بضعة أشهر أخرى، محذراً من أن تلك المدة قد تكون كافية لطهران لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية.

وقال المسؤول الأميركي الذي يشارك في المفاوضات في تصريحات لموقع "أكسيوس"، إن الحكومة الإيرانية الجديدة لن تحصل على اتفاق نووي أفضل، ولن تنال تنازلات أخرى، بمحاولة إعادة التفاوض على التفاهمات التي تم التوصل إليها في محادثات فيينا، بشأن الاتفاق مع القوى العالمية.

اقرأ أيضاً: