شهدت شواطئ بحيرة القرعون في محافظة البقاع، نفوق قرابة 40 طناً من الأسماك خلال الأيام العشر الماضية، في حادث لم تعرف أسبابه بشكل واضح، بحسب مسؤولين في هيئات بيئية.
وأفاد تقرير أولي بأن وباءً فيروسياً قضى على الأسماك من نوع الكارب دون سواها في البحيرة، فيما يرى خبير بيئي أن نفوق الأسماك من المحتمل أن يكون ناجماً عن "التلوث".
وتكدست مئات آلاف الأسماك من كل الأحجام على مسافة تفوق 5 كيلومترات على ضفة البحيرة، فيما يعمل متطوعون على إزالة الأسماك النافقة بالمجارف وحملها في عربات، إلى جانب الاستعانة بالمعدات الثقيلة لحمل الكميات وتفريغها في شاحنات النقل.
وقال نصر الله الحاج، مسؤول في المصلحة الوطنية لنهر الليطاني: "نحن هنا لليوم الثالث نحاول رفع الأسماك النافقة عن شواطئ بحيرة القرعون، أزلنا ما قيمته 40 طناً تقريباً"، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
ونفقت أسماك لا يقل وزنها عن 40 طناً في غضون أيام، وهو رقم وصف بأنه غير مسبوق، وسط مطالبات لسلطة نهر الليطاني بملاحقة المتسببين، وأي شخص يقوم بتفريغ المخلفات في البحيرة.
ووصف صياد يدعى محمود عفيف فارس (61 عاماً) الوضع بأنه "كارثة"، وأضاف: "هذه المرة الأولى نرى مشهداً كهذا".
والشهر الماضي، أزال متطوعون كتلاً من القطران اللزج من بعض الشواطئ بطول الساحل اللبناني، بعد تسرب نفطي حذر نشطاء بيئيون من أنه سيضر الحياة البحرية، بحسب "رويترز".
بحيرة اصطناعية
وتعتبر القرعون أكبر بحيرة اصطناعية في لبنان، ويقع عليها أكبر سدود البلاد، وتحتوي على نحو 220 مليون متر مكعب من المياه، إلا أنها تعاني منذ عقود مع أجزاء واسعة من نهر الليطاني، من مستويات تلوث خطيرة، أبرز أسبابها "مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية والمواد الكيميائية التي تستخدم في الزراعة".
وقال ناشط محلي يدعى أحمد عسكر إن "الظاهرة بدأت تقريباً منذ 10 أيام، على شواطئ البحيرة، وهي المرة الأولى التي تظهر بحيرة القرعون بهذا الشكل".
وحذرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجمعية حماية الطبيعة، الجمعة، من "مرض وبائي وفيروسي خطير قابل للانتقال".
نفوق نوع من السمك
وأوضحت الهيئتان في تقرير أولي أن الوباء يستهدف نوعاً معيناً من أسماك القرعون، هو سمك الكارب، في حين أن الأنواع الأخرى "بصحة جيدة".
وأشار خبير المياه كمال سليم إلى أن التلوث قد يكون السبب في نفوق الأسماك، وقال: "لا يمكن أن نحسم الأمر من دون تحليل".
ولفت بيان مشترك صادر عن المصلحة والجمعية إلى أن "هذا الوباء يفاقم أزمة الأسماك في الليطاني جراء التلوث الكيميائي والبيولوجي الناتج عن الأنشطة البشرية الصناعية والزراعية والسكنية".
ودعت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، الاثنين الماضي، إلى اتخاذ إجراءات لتنفيذ قرار وزارة الزراعة الصادر في 2018 بمنع الصيد في بحيرة القرعون "لعدم صلاحية الأسماك فيها للاستهلاك الآدمي" جراء التلوث، وأكدت ضرورة إصدار قرار بعدم التقاط الأسماك النافقة وبيعها.